قائمة تضم 4 آلاف اسم.. أول دفعة من الجرحى الفلسطينيين تعبر إلى مصر

قال مصدر طبي مصري إن أول دفعة من المصابين من قطاع غزة دخلت إلى مصر من خلال معبر رفح، الأربعاء، بموجب اتفاق توسطت فيه قطر، مشيرا إلى خضوع أفرادها لفحص من الفرق الطبية، التي ستوجههم إلى المستشفيات.

وتأتي عمليات الإجلاء المحدودة بعد أكثر من 3 أسابيع من الحصار المطبق الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، الذي يتعرض لضربات وقصف إسرائيلي متواصل، إضافة لبدء عمليات توغل برية في إطار الرد على هجوم نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول.

وكشف مصدر في الهلال الأحمر المصري لـ"الحرة" أنه "سيتم نقل الجرحى فلسطينيين إلى مستشفى ميداني جهزته وزارة الصحة المصرية في منطقة الشيخ زويد (بشمال سيناء)".

بينما أوضح مسؤول طبي أن المستشفى الميداني مقام على مساحة 1300 متر مربع، وذلك لاستقبال الجرحى الفلسطينيين حال وصولهم إلى مصر.

ويتكون المستشفى الميداني من 4 خيام، يحتوي كل منها على 20 سريرا، و12 شاحنة طبية مجهزة، بحسب مصادر طبية.

وقال مسؤول غربي إن قائمة، تضم حملة جوازات سفر أجنبية، سيسمح لهم بمغادرة القطاع حيث تم الاتفاق عليها بين إسرائيل ومصر وتم إبلاغ سفارات دولهم.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها علمت أن معبر رفح سيفتح لفترات محدودة للسماح بمجموعات معينة من الأجانب والمصابين بجروح خطرة بالمغادرة، وإن من المرجح أن تتم مغادرة مواطنين بريطانيين على مراحل في الأيام القليلة المقبلة.

انتقادات وتوضيح

وانتقد قريب مصاب فلسطيني موجود في المستشفى، نقل إصابات خفيفة خارج القطاع، وعدم تحويل الإصابات الخطيرة إلى الجانب المصري للعلاج.

لكن مسؤولا طبيا قال لـ"الحرة" إن تحديد الحالات يكون من الجهة المحول إليها المصاب، وهي التي تختار من سيتم معالجته.

وقال ناهد أبو طعيمة مدير مستشفى ناصر في قطاع غزة لـ"الحرة" إن 81 مصابا سينقلون إلى مصر للعلاج، كلهم تقريبا من الأطفال والنساء، مشيرا إلى أن من بينهم إصابات خطيرة جدا في العظام والعمود الفقري والدماغ والرأس، تحتاج لعمليات متقدمة لتثبيت العمود الفقري وإنقاذ حياتهم.

وأضاف يتم "اختيار بعض الحالات من قبل الجهات المحولة إليها، ونعتقد أنها فاتحة خير لأن الكثير من الحالات تحتاج إلى تحويلها للعلاج خارج قطاع غزة".

وتم فتح المعبر بعد اتفاق بين مصر وإسرائيل وحركة حماس بوساطة قطرية وبالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وشاهدت "الحرة" عشرات سيارات الإسعاف لنقل المصابين، تنتظر عند الجانب الفلسطيني انتهاء الأوراق للسماح لهم بالعبور إلى الجانب المصري.

وكانت الهيئة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية، أعلنت، مساء الثلاثاء، أنه "سيتم مغادرة 81 جريحا من الإصابات الخطيرة للعلاج في مستشفيات مصر".

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، أشرف القدرة، لفرانس برس، إنه تم إرسال قائمة إلى السلطات المصرية تضم 4 آلاف جريح يحتاجون إلى رعاية لا تتوفر في قطاع غزة.

وقالت المصادر إن مستشفيات الشيخ زويد والعريش تستعد أيضا لاستقبال مصابين من قطاع غزة، ومن المتوقع إرسال الحالات الحرجة إلى مدينة الإسماعيلية، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.

يأتي هذا في وقت أعلنت فيه السلطات الصحية في غزة، خروج 16 مستشفى عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي ونفاد الوقود.

وأكدت مراسلة الحرة، خروج مستشفى الصداقة التركي وسط قطاع غزة عن الخدمة، مشيرة إلى أنه كان الوحيد المخصص لعلاج مرضى السرطان في قطاع غزة.  

ومع قلق مصر من انعدام الأمن بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، لا يُسمح إلا لمن حصلوا على تصريح أمني من السلطات المصرية بالاقتراب من معبر رفح.

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة: "قد نعلن عن وفيات كبيرة خلال ساعات إذا توقف مولد الكهرباء الرئيسي بالمجمع".

وحذر الهلال الأحمر الفلسطيني، من أن "الانقطاع المتكرر لخدمة الاتصالات والانترنت يزيد من معاناة الطواقم العاملة للاستجابة للكوارث وخاصة الطواقم الطبية".

وبحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، الأربعاء، ارتفعت حصيلة القتلى من جراء القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، إلى 8796 شخصا، ينهم 3648 طفلا و2290 سيدة منذ السابع من تشرين الأول، حين شنت الحركة هجوما داخل مجمعات سكنية إسرائيلية في محيط القطاع، مما أدى إلى مقتل 1400 شخص، معظمهم مدنيون، واختطاف عشرات آخرين.

ومعبر رفح المدخل والمخرج الرئيسي بين قطاع غزة ومصر ويقع في منطقة تخضع لسيطرة أمنية مشددة. وشهدت المنطقة نشاط جماعات مسلحة إسلامية بلغ ذروته بعد عام 2013 وتم كبحه الآن إلى حد كبير.