قبل 48 ساعة من الحسم... كل ما تريد معرفته عن رئاسيات فرنسا

يخوض الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الأحد، متمتعا بدفعة تصدره استطلاعات الرأي.
وينافس ماكرون زعيم حركة الجمهورية إلى الأمام مارين لوبان، مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ24 من أبريل/نيسان الجاري.
وفي هذا التقرير تستعرض "العين الإخبارية" حقائق عن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية: 

الجولة الأولى
كشفت النتائج النهائية للجولة الأولى التي جرت في 10 أبريل/نيسان، تصدر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته السباق بحصوله على 27,85% من الأصوات، متقدما على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان (23,15%)، وصعدا معا إلى جولة الإعادة.
وخرج مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون من السباق بعد حصوله على 21,95%، بحسب النتائج النهائية الصادرة عن وزارة الداخلية.

وبلغت نسبة المقاطعة 26,31% من الناخبين المسجلين، وهو أعلى مستوى لدورة أولى من انتخابات رئاسية في تاريخ فرنسا، بعد نسبة 28,4% المسجلة في 2002.
تكرار سيناريو 2017
وبذلك، أفرزت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2022 نفس نتائج انتخابات 2017، وإن كان أداء المرشحين المتصدرين للسباق أفضل بشكل كبير من أداء الانتخابات الماضية.

ففي 2017، حصد إيمانويل ماكرون 24.1% فيما حصدت مارين لوبان ٢١.30% في الجولة الأولى من الاقتراع، وصعدا معا إلى جولة ثانية، وهو نفس ما حدث في انتخابات أمس الأحد. 

وفي الجولة الثانية في 2017، حصد ماكرون 66.10% من الأصوات فيما حصدت لوبان 33.90%، وهو ما قاد الشاب الطامح ليكون أصغر رئيس في تاريخ فرنسا، وسيد قصر الإيلزيه خلال الـ5 سنوات الماضية.

أحدث استطلاع
ووفق نتائج أحدث استطلاع لنوايا التصويت أجراه معهد "إيبسوس سوبرا ستيريا"، ونشر أمس، سيحصل ماكرون على 57.5% من الأصوات، مقابل 42.5% فقط لمنافسته، أي بفارق 15 نقطة، وهو ما يعتبر هوة شاسعة بين المرشحين.

وتعليقا على النتائج، قال مدير الأبحاث بالمعهد ماثيو غلارد: "نحن بعيدون جدا عن سيناريو 2017 حين فاز ماكرون بـ66% من الأصوات، لكننا بعيدون في الآن نفسه عن الطرح الذي يتحدث عن نتائج متقاربة جدا بالجولة الثانية، وهو ما أشارت إليه العديد من استطلاعات الرأي عقب الدور الأول للاقتراع".
وأضاف غالارد أن الرئيس المنتهية ولايته سجل أيضا نقاطا خلال المناظرة التلفزيونية التي وضعته بالمواجهة، الأربعاء، مع لوبان، مشيرا إلى أن 43% من المستطلعين يعتبرون أن إيمانويل ماكرون كان الأكثر إقناعًا، مقابل 24% لمارين لوبان.

"نحس الإليزيه"
يخوض ماكرون سباق الجولة الثانية ضد منافسته لوبان، و"قاعدة أو نحس" لاحق ساكن الإليزية منذ 2007، حيث لم ينجح الرئيسيان السابقان نيكولا ساركوزي أو فرانسوا أولاند في الفوز بولاية ثانية على رأس السلطة.

وفي حال فاز ماكرون بانتخابات الأحد سيصبح رابع رئيس في تاريخ الجمهورية الخامسة المؤسسة عام 1958، يفوز بولاية ثانية في المنصب.

ولم يسبق ماكرون إلى ذلك الإنجاز سوى، الجنرال شارل ديغول مؤسس الجمهورية الخامسة والقائد الكاريزمي ذي التأثير العميق في السياسة الفرنسية، والرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران، والسياسي البارز جاك شيراك.

"في ظهر ماكرون"
وبخلاف ناخبيه ومؤيديه، يحظى ماكرون بدعم واسع من أحزاب الطيف السياسي فضلا عن الفنانيين والرياضيين، من أجل منع مرشحة اليمين المتطرف لوبان من المرور إلى قصر الرئاسة.
ودعا ثلاثة مرشحين يساريين لم يحالفهم الحظ في الدورة الأولى هم المدافع عن البيئة يانيك جادو (أقل من 5% من الأصوات) والشيوعي فابيان روسيل (2 إلى 3%) والاشتراكية آن إيدالغو (أقل من 2%) فضلا عن مرشحة اليمين فاليري بيكريس، صراحة ناخبيهم إلى التصويت لصالح ماكرون.

فيما لم يدع المرشح صاحب المركز الثالث في النتائج النهائية، ميلانشون (21,95% من الأصوات)، بشكل واضح لدعم ماكرون، لكنه دعا أنصاره بشكل واضح أمس إلى عدم منح صوت واحد للوبان. 

جبهات فنية ورياضية
كما شكل ما يقرب من 500 فنان ومثقف فرنسي جبهة فنية لدعم الرئيس المنتهية ولايته، إلى جانب جبهة رياضية من مئات الرياضيين الفرنسيين، وفق تقارير فرنسية.

تلك الجبهة الفنية التي أعلنت عن نفسها، السبت، تسير بالتوازي مع جبهة سياسية تتشكل من الأحزاب والمرشحين الخاسرين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي.

ويعيد هذا الدعم إلى الأذهان ما حدث في عام 2017، حين كان فوز ماكرون مرتبطا بحملة قوية عابرة للأحزاب تعرف بـ"الجبهة الجمهورية"، والتي توحدت خلف شعار "لن تمروا" لمنع لوبان مرشحة اليمين المتطرف من العبور للإليزيه. 

وتشكلت الجبهة الجمهورية من أطياف الوسط واليمين واليسار المعتدل، لدعم ماكرون، ومنع اليمين المتطرف ولوبان من المرور إلى قصر الإليزيه، ونجت بقوة في هندسة فوز السياسي الشاب آنذاك. 

مدة ولاية الرئيس
ومنذ الاستفتاء العام على الانتخاب المباشر لرئيس الجمهورية الفرنسية في عام 1962، يجري انتخاب صاحب المنصب بالاقتراع العام المباشر، بعد أن كان ينتخب قبل هذا التاريخ من قبل هيئة انتخابية.

وبعد استفتاء عام 2000 على تقليص ولاية رئيس الجمهورية، جرى تقليص مدة الولاية إلى خمس سنوات بعد أن كانت سبع سنوات في السابق. وأجريت أول انتخابات استنادا إلى هذا التعديل في عام 2002. 

وحتى عام 2007 لم يكن هناك حد أقصى على الفترات التي يمكن أن يشغلها رئيس البلاد بشكل متتال أو متقطع، وكان بإمكان أي رئيس من الناحية النظرية الترشح لأكثر من ولايتين.

وفي عام 2008، جرى إقرار تعديل دستوري يضع حدا أقصى لمدة خدمة رئيس الجمهورية، ولايتان فقط.