قداس لراحة نفس الرئيس الشهيد بشير الجميّل و رفاقه في أوتاوا

أقام قسم أوتاوا الكتائبي قداسا لراحة نفس الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميّل في كنيسة مار شربل بحضور القائم بالأعمال بالوكالة في سفارة لبنان في كندا الأستاذ علي الديراني و وفود من أحزاب الأحرار، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، الجمعيات، رئيسة قسم أوتاوا الرفيقة ميرنا متى، رئيس إقليم كندا السابق ايلي متى مع رؤساء قسم اوتاوا السابقين و الرفاق.

ترأس الذبيحة الإلهية المونسنيور هنري عماد و عاونه الأب مارك رحمة و الأب يوسف متى الذي عدد مزايا الرئيس
الشهيد بشير الجميّل في وعظته و مما قاله:

في هذا الإطار الإيماني، نتأمل في حياة الرئيس الشهيد بشير الجميل. لقد كان صليبه صليبًا من نوع آخر، ولكنه يحمل المعاني ذاتها: التضحية، الحب، والإيمان.

صليب التضحية: حمل بشير صليب لبنان الجريح، آمن بأنّ الخلاص لا يمكن أن يأتي إلا من خلال التضحية. لقد ضحى بوقته، براحته، وبأمنه الشخصي من أجل حماية وجود لبنان وهويته. وفي النهاية، قدّم التضحية الأسمى، حياته في 14 أيلول 1982، ليبقى لبنان حرًا وسيدًا ومستقلاً.

لقد كان إيمانه راسخًا في قيم ثلاث: حب الله، وحب العائلة، وحب الوطن. هذه القيم لم تكن مجرد شعارات، بل كانت بوصلة تُوَجّه كلّ تحرّكاته. فحبّ اللّٰه أعطاه القوّة الروحيّة، وحب العائلة جعله يرى في كلّ لبناني أخًا وأبًا وابنًا، وحب الوطن دفعه ليكون مؤتمنًا على كل شبر من أرض لبنان. فلا للتخوين ولا للمزايدة على ما تربّينا عليه كمسيحيّين في لبنان وكجنود المسيح،

صليب المحبة: لم يكن نضاله من أجل السلطة، بل كان من أجل محبة لبنان وشعبه. كان حبّه هذا هو القوّة التي دفعته لمواجهة كلّ الصعاب، تمامًا كما أنّ حب المسيح للإنسان دفعه إلى الصليب. لقد أراد لبنان أن يكون وطنًا للجميع، وطنًا ينعم بالسيادة والعدالة. والمساواة ما بين كل مواطنيه وليس بلد الدويلات والمخاصصات. فرَهِبَه من عَرَفَه من قاسٍ ومن داني.

صليب الإيمان: كان بشير يؤمن بلبنان الرسالة، لبنان الذي لا يمكن أن يموت. وكان إيمانه أقوى من كلّ اليأس الذي أحاط به، ويحيط بنا؛ وهذا الإيمان هو الذي أوصله إلى شهادته، وسيوصلنا لشهادتنا. وهكذا، تمامًا مثلما صار الصليب رمزًا لانتصار المسيح، صار بشير بشهادته رمزًا لعدم الاستسلام، ولانتصار الإرادة على الظلام، والدولة على الدويلات، والقيم والمبادئ على الفساد والمخاصصات؛ والعدل على الظلم، ولانتصار الحقيقة على الكذب وعالم الرياء...

في الختام أيّها الأحبّاء، إننا اليوم لا نكرّم ذكرى الصليب الذي بارتفاع الذي عُلّق عليه سيّدنا يسوع المسيح الى السماء، رفع البشريّة بأسرها نحو خالقها، ولا نكرّم ذكرى بشير الجميل الذي ضحّى بحياته ليبقى لبنان موحّدًا وبلد الرسالة وحوار الأديان، إلا إذا إستلهمنا من حياة يسوع وحياة تلميذه بشير، رسالة حمل الصليب: رسالة التضحية من أجل المبادئ، والشهادة من أجل الإيمان، والرجاء في  أن النصر ات لا محالة.

فلنصلّ من أجله، ولنصلّ أيضًا من أجل لبنان، لكي يعيش أبناؤه الوفاء لتلك التضحية العظيمة. ولنحمل جميعًا صلباننا الصغيرة، في بيوتنا وفي حياتنا اليوميّة، على نيّة أن يعود لبناننا إلى رسالته ومجده، وليعود شبابنا وشابّاتنا إلى ربوعه، وليَعُدْ طائر الفنيق ولير فرف من جديد نافضًا غبار الماضي الأليم والقبور المفتّحة منبعثًا من تحت الرماد...ولتَعُدْ الأرزة وحدها لترفرف على علمنا متجذرة في أرض ال10452 كلم2 وتحدّها السماء من فوق، وآغصانها يداها مفتوحتين إلى الما لا حدود.

يا رب، يا من انتصرت على الصليب، إرحم نفس عبدك بشير، ونفوس شهدائنا الأبطال واجعل حياتهم مثالاً لكل من يحب لبنان وكل بلد كان له سندًا ولأبنائه مضيفًا. (نخصّ بالذكر الدولة الكنديّة العزيزة) قام يسوع فليقُم شهداؤنا من عن يمينه.

عشتم،

عاش يسوع في قلوبكم وفي عائلاتكم،

فليقُم لبنان،

عاش الايمان والمحبة والرجاء في كنيستنا.