قسم المجدل الكتائبي يحيي "يوم العيلة".. الصايغ: شعبنا لن يرضى بعد اليوم بأن يباع ويشترى بحفنة من الدولارات

بدعوة من رئيس قسم المجدل الكتائبي الياس منصور عساكر أحيا القسم  "يوم العيلة" Mejdel Family Day في غداء جمع  أبناء البلدة بمشاركة النائب الدكتور سليم الصايغ والأب جوزف الخوري، عضو المكتب السياسي الكتائبي المحامي بشير عساكر، مختاري البلدة الشيخ طعان طربيه وشربل عساكر، نائب رئيس اقليم جبيل الكتائبي طوني كرم، رئيس البلدية السابق بطرس عساكر، رئيس تحرير "العالمية" الأستاذ فوزي عساكر، وحشد من فعاليات البلدة والرفاق وعائلات المجدل في أجواء من المحبة والفرح.

وفي كلمه له عبّر النائب الدكتور سليم الصايغ عن فرحته الكبيرة بالكمّ الكبير من المحبة التي شعر بها من كل الحاضرين، حيث لمس فائض المشاعر الجميلة، مؤكداً أن هذه المحبة لا حدود لها.

وشدد الصايغ على أن الإناء ينضح بما فيه حيث لا بد من أن ينسحب ما في الإناء على كل أبناء البلدة والبلدات المجاورة. وتابع ليقول أن من يحب يتصرف كالمسيح، يغفر ويسامح، لأن قوة المحبة تصل للجميع والتاريخ لا يتحدد بمواعيد الإنتخابات أكانت بلدية أو نيابية، التاريخ أنتم من تحددونه طالما لديكم نبض الحياة الذي أراه وأشعر به اليوم.

ووجه الصايغ دعوته للحاضرين بأن يكون قلبهم كبيراً وأن يستوعبوا الجميع، "فليكن الحديث بين بعضكم بالمحبة لأنكم أقوياء، إن المحبة الموجودة اليوم هنا لا تقاس بعدد الأصوات، بل تقاس بالحق والحقيقة، هذه القوة القادرة على تحريك الجبال بالمحبة والإيمان، هذه القوة التي تبني الأوطان. هذه رسالتي الأولى لأن كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب، غلبوا منطق الحكمة التي هي حكمة الرب."

وتابع الصايغ موجهاً رسالته الثانية والتي هي الايمان بالعائلة اللبنانية والتي هي الأقنوم الثاني بالنسبة لنا في حزب الكتائب بعد الله، العائلة لا تعني العشيرة ولا العصبية، بل هي التي تحتضن الانسان وتطوره وتنمّيه. من دون عائلة لا معنى للأوطان، ولا مجتمع حي ونابض.

لأن وجود العائلة المترابطة والقوية هي شهادة على وجود الله بيننا.

ووجه الصايغ رسالته الثالثة للمشاركين، مؤكداُ بأنه مهما فعلنا، إن لم نحافظ على الأرض نكون نخون الأمانة التي سلمنا اياها الرب. نحن لم نوجد هنا بالصدفة، لسنا شعوباً مهاجرة، نحن أعطينا هذه الأرض معنى وهي وقف الله ونحن الأمناء عليها. حافظنا عليها وقدمنا الغالي والرخيص لكي نحافظ عليها.

وهنا لا بد من الاشارة الى أن الدولة اللبنانية تبني أهم قاعدة للجيش اللبناني في هذه المنطقة، وقيادة الجيش تطلب من أبناء المنطقة التطوع بالجيش. أين نحن من هذا المشروع؟ كيف لنا أن نسأل ماذا تفعل الدولة ونحن غرباء عنها. آن الأوان أن نشجع في كنائسنا وأحزابنا للتطوع في الجيش وبناء الدولة.

هناك خطر وجودي وهناك تقصير من الكنيسة والأحزاب، ممنوع أن نتلهى بعدّ المقاعد النيابية والبلدية فيما الوجود في خطر، أين التنشئة الوطنية في المدارس؟ ليس من المقبول أن تكون تربيتنا لتوجيه الشباب للهجرة من لبنان وإقناعهم أن مستقبلهم ليس في هذا البلد.

وأسف الصايغ لأن مجتمعنا يتلهى بالحزبية الضيقة، متسائلاً أين مشروعنا للمستقبل؟ فلينتفض شعبنا ويسأل ما هو موقف النواب من اقتراع المغتربين؟ هل يعقل أن نطالب بحصر تمثيلهم بست نواب؟ فلنسأل المرشحين النيابيين ما هو موقفكم من التعديات على الأراضي في جرد جبيل؟ ما هو موقفكم من فتح مرفأ جونية؟ ما هو موقفكم من مكبّ الجديدة الذي يقتل الناس؟ هم لا يجرؤون على الكلام لان افواههم تدينهم!

شعبنا لن يرضى بعد اليوم بأن يباع ويشترى بحفنة من الدولارات لكي يعيد انتخاب هؤلاء المرشحين والنواب غير الواضحين والمتلونين!

وختم الصايغ متمنياً أن يكون العصب الوطني موجوداً لدينا لا العصب الحزبي ولا العصب القبلي ولا العشائري، مشدداً أنه يقول هذا الكلام بالتزامن مع قيامنا بنقد ذاتي. فإذا كنا أكثر من اعطى وضحى وقدّم شهداء في سبيل لبنان، فنحن مطالبون بالكثير ومسؤوليتنا كبيرة للمستقبل. وطالما لدينا رجال وأركان مجتمعة كما أنتم اليوم فلبنان باقٍ باقٍ باقٍ وسيكون على قدر أحلامكم وطموحاتكم!

وبدوره رحّب رئيس القسم الياس عساكر بالحضور في لقاء "يوم العيلة"، مؤكدًا أن المجدل كانت وستبقى مساحة جامعة، وأرضًا للوفاء والانتماء، وبيتًا كبيرًا يضم القلوب والأحلام.

وأشار عساكر إلى أن قسم المجدل متجذّر في البلدة منذ أكثر من خمسين عامًا، لم يعرف التراجع ولا الاستسلام، بل بقي ثابتًا مواجهاً كل التحديات، بفضل الروحية، والقيم، والإيمان المتجذّر في نفوس الرفاق.

كما أكد أن المراكز والمناصب زائلة، أما ما يدوم فهو المحبة، الصداقة، الالتزام، والعلاقات التي لا تقوم على المصلحة بل على الانتماء الحقيقي.

واستعرض عساكر محطات "يوم العيلة" منذ انطلاقه، مشددًا على أنه ليس مناسبة حزبية أو اجتماعية، بل لحظة لتجديد المعاني التي تحملها العائلة: المحبة، التفاهم، والوقوف إلى جانب بعضنا البعض في السراء والضراء.

وحذّر من فهم العائلة كإنغلاق أو تعصّب أو عشائرية، مؤكدًا أن تلك الصفات لا تشبهنا، بل تشبه من لا يزال يعيش في منطق الجاهلية.

وشدّد على أن المجدل هي عائلتنا الواحدة، بكل بيوتها وأفرادها، نتشارك القيم ذاتها، والهمّ ذاته، والحلم عينه، ونحن مستمرون على طريق من سبقنا، حاملين المبادئ نفسها.

وختم عساكر مؤكداً أن كل ما يعاكس الحقيقة والعدالة زائلٌ ولا يدوم، أما ما يبقى ويستمر فهي الحقيقة، والوفاء، والناس الصادقين الذين لا يغيّرون مبادئهم مع الأيام، داعيًا إلى مواصلة الطريق معًا لنرسم الصورة التي تليق بالمجدل، فلكلّ واحد منا دور، وطالما المحبة والثقة وروحية العائلة تجمعنا، فبإمكاننا أن نحقق كل أهدافنا.

وفي ختام اللقاء قدّم الرفاق في القسم بمشاركة النائب الصايغ ومختاري البلدة درعاً تقديرية لرئيس القسم الياس عساكر.