قسم بطشيه – المرداشة: نحذّر من الفوضى العمرانية وندعو البلدية والمواطنين لتحمّل مسؤولياتهم حفاظًا على هوية البلدة

بيان صادر عن قسم بطشيه — المرداشة:

إلى أهالينا في بطشيه — المرداشة، وإلى المجلس البلدي المؤقَّر

تحيّة إلى كل ذي ضميرٍ مخلصٍ لبلدتنا الحبيبة،

نشعر بقلق بالغ لما تشهده بلدتنا في السنوات الأخيرة، وبشكل خاص في الآونة الأخيرة، من عمليات عمران وبيع وشراء وتأجير عقارات بصورة عشوائية وغير مراقبة، أدّت إلى تغيير ملمحها الديموغرافي وهويتها العائلية التي حافظت عليها لأجيال. هذا التغيير ليس مجرد تحوّل عمراني؛ إنّه مؤشر خطير على غياب التخطيط والرؤية والرقابة المسؤولة منذ سنوات وعهود.

نؤكد ما يلي:

  1. المسؤولية مشتركة: تقع المسؤولية الكبرى على المجلس البلدي، كما تقع مسؤولية أخلاقية واجتماعية على كل أهل البلدة وسكانها، الذين عليهم واجب العمل للحفاظ على مستقبلها وحمايتها من التهويل والتفكّك.

  2. العمل البلدي بين الارتجال والتغاضي: إنّ ما يجري يضع المجلس البلدي أمام مسؤولية واضحة لا تحتمل التأويل. فإذا كانت البلدية غير مطلعة على ما يحصل ضمن نطاقها، فذلك يُعدّ تقصيرًا إداريًا يستوجب المحاسبة والتحرّك الفوري لتدارك الخطأ. أمّا إذا كانت على علم بما يجري ولم تبادر إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، فالمسألة تصبح أخطر، إذ تتحوّل من إهمال إلى تغاضٍ يحمّل البلدية ورئيسها المسؤولية المباشرة أمام الأهالي والتاريخ. وعليه، نطالب المجلس البلدي بمصارحة أبناء البلدة وبتوضيح موقفه مما يحدث، وإلّا فإنّ الصمت يُفسّر كشكل من أشكال المشاركة أو الرضى الضمني بما يجري.

  3. نداء للضمائر: نطالب أهل البلدة بأن يوازنوا بين حقهم الخاص وواجبهم العام تجاه مستقبل بطشيه — المرداشة. البيع والاستثمار حق مشروع، لكنّه لا يجوز أن يتحول إلى سببٍ لمسخ هوية البلدة وإزاحة أهلها.

أما من بقي غير آبهٍ بما يجري في بلدتنا، فصمتهم هذا سيضعهم أمام مسؤولية كبرى، أمام الله أولًا، وأمام أبناء البلدة وسكانها ثانيًا. فالتاريخ لا يرحم، والناس لا تنسى؛ ومن يخذل بلدته اليوم سيتعرّض غدًا للّوم والاحتقار من الجميع، وهذا ما نسمعه يوميًا من أفواه الأهالي الذين يعبّرون عن غضبهم وأسفهم لما آلت إليه الأمور.

ونناشد أصحاب الضمير والوعي أن يتحركوا الآن لحماية بيتنا المشترك. نؤمن بأن الوعي هو بداية العمل، والضمير هو منارة الحق في زمن التردّد.

من بلدةٍ صانها رجالها في زمن الحرب، إلى بلدةٍ نهض بها أبناؤها في زمن السلم، ها هي اليوم تواجه تبدّلًا خطيرًا في ملامحها وهويّتها. لكننا لن نحيد عن قول الحق والدفاع عن بلدتنا، لأن ما يحرّكنا ليس سوى الوفاء لبطشيه — المرداشة التي كانت وستبقى بيتنا الواحد ومصدر انتمائنا.

مطالبنا العملية والفورية لدى المجلس البلدي (طابع قانوني وإداري):

  • عقد جلسة طارئة للمجلس البلدي وإعلان نتائجها علنًا
  • طلب ملفات الملكية والتراخيص ومراجعة أي معاملات مشبوهة:
  • دراسة اتخاذ إجراءات تنظيمية مؤقتة لحظر أو تقييد عمليات البناء/التقسيم غير المتوافقة مع مصلحة البلدة.
  • إدراج الموجبات القانونية الخاصة بالتنظيم المدني
  • تشكيل لجنة أهالي لمتابعة الملفّات والتعاون مع الجهات القانونية عند الحاجة.

نعلن دعمنا الكامل لكل من يتحرك بشرف وضميرٍ لحماية بطشيه — المرداشة، ونؤكد أننا سنظل إلى جانب أصحاب المواقف الصادقة في كلّ الخطوات المشروعة. أما من يظل غير آبهٍ، فسيبقى محاسبًا أمام قضاء الناس والتاريخ.