لا شيء يُرعِب قوى الفساد إلا نتائج الإنتخابات... نادر: ماكيناتهم الإنتخابية مُربَكَة نظراً للتدنّي الكبير في شعبيتهم لصالح المعارضة

كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":

السلطة التي نجحت في تركيع المجتمع الدولي، والتي شكّلت الحكومة التي تلبّي طموحاتها هي، وليس طموحات شعبها. والسلطة التي نجحت في إقصاء الصّوت الشعبي الذي ارتفع في وجهها، في 17 تشرين الأول 2019، والتي همّشته محلياً وعالمياً، وتلاعبت بالعقوبات، وبالتهديدات بفرض المزيد منها خلال أكثر من عام، لن تخاف إلا من شيء واحد فقط، هو فقدانها شرعيّتها في صناديق الإقتراع.

"تحرير"

فالى جانب "الفَورات" الشعبية المحقّة، التي تقود الكثير من فئات الشعب اللبناني الى الشارع، حتى الساعة، إلا أنه لا بدّ من بَدْء التحضير للإنتخابات النيابية القادمة، من خلال استعادة حرارة المزاج السياسي الذي ظهر في الشوارع اللبنانية، في 17 تشرين الأول 2019، وما بعده بقليل.

فهذا المزاج الذي حطّم المحرّمات السياسية والحزبية، يُمكنه هو نفسه إذا استُعيد بالكامل، في صناديق الإقتراع، أن "يزلزل" تلك الطغمة التي "تسحرها" الكراسي، والمقرّات، وتكبّلها عن الإسراع في مسارات الحقيقة والعدالة، وتحرير الشعب اللبناني، إقتصادياً ومالياً وإنسانياً.

خائفة

أشار العميد المتقاعد جورج نادر الى "أننا لن نقطع أملنا بالقضاء، في ملف التحقيقات بكارثة انفجار مرفأ بيروت. ونحن نعوّل على ضمير القاضي نسيب إيليا في النّظر الى دم الناس، وفي إنصاف القاضي طارق البيطار، ومنع الذهاب بالملف في طُرُق مذهبية وطائفية".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "لا شيء قادراً على أن يخيف هذه السلطة إلا الإنتخابات. فقواها المختلفة خائفة منها بالفعل، ومعلوماتنا تؤكد أن ماكيناتهم الإنتخابية مُربَكَة وخائفة، نظراً الى تسجيلها التدنّي الكبير في شعبيتهم، لصالح المعارضة".

128 مرشّحاً

وشدّد نادر على أن "لا قدرة لدينا على تغيير قانون الإنتخاب. ولكن رغم الأصوات التي تصوّب علينا، والتي تسأل عمّا يمكننا أن نحقّقه في الإنتخابات القادمة، سواء عن حُسن أو سوء نيّة، نقول إن عزيمتنا لن تُحبَط، ولن نقاطع الإنتخابات النيابية، ولن نسلّم البلد للقوى الفاسدة".

وأضاف: "لا وسيلة لتغيير هذه المنظومة الفاسدة إلا الإنتخابات النيابية. فهي تجدّد مجلس النواب الذي يغيّر قانون الإنتخاب، والذي ينتخب رئيس الجمهورية، ويؤثّر في تسمية رئيس الحكومة. كما لا وسيلة أمامنا لدخول البرلمان، إلا من خلال المشاركة بالإنتخابات، رغم قانون الإنتخاب الحالي الأعرج. فما علينا إلا خوض الإنتخابات، كمحاولة للدّخول والتغيير من الدّاخل".

وختم: "الشارع فعل فعله، من حيث أنه أثّر على حركة السياسيين، ومنعهم من دخول المطاعم، ومن التنقّل بحريّة. ولكن لا يُمكن الإكتفاء بذلك لتغيير النظام والمنظومة، بلا انتخابات. ومن هذا المُنطَلَق، سنخوضها على لوائح موحّدة، وسيكون لدينا 128 مرشحاً، في 15 دائرة".