المصدر: اللواء
الكاتب: معروف الداعوق
السبت 14 حزيران 2025 08:30:16
يسود القلق في نفوس اللبنانيين خشية تطاير شرارة الضربة الاسرائيلية على ايران، والهادفة الى ضرب قدراتها النووية ومنعها من صنع السلاح النووي، وامتداد لهيبها الى لبنان، من خلال الايعاز الى بقايا ذراعها "حزب الله"، للتحرّك وضرب أهداف بالداخل الاسرائيلي، كما هدد قادة النظام الايراني مرارًا من قبل، لالحاق أكبر قدر من الضرر واضعاف الجيش الاسرائيلي وتقليص قدراته، بمواصلة عملياته ضد ايران، وما يمكن ان يترتب عن مثل هذا التحرك في حال حصوله، من ضربات اسرائيلية تستهدف مواقع ومراكز حزبية على طول الاراضي اللبنانية.
تعتبر مصادر سياسية أنّ المخاوف من توريط لبنان بحرب واسعة مع اسرائيل، على غرار ما حصل عندما اشعل حزب الله حرب المشاغلة ضدها،بعد عملية طوفان الاقصى، ليست في محلها، لاختلاف الظروف والوقائع الحالية، عما كانت عليه في ذلك الوقت، والتبدل الجذري في موازين القوى، عما كانت عليه في السابق، ما يقلل كثيراً من احتمالات تمدد شرارة المواجهة الجارية حالياُ الى لبنان لعدة اسباب، اولها تراجع قوة حزب الله، السياسية والعسكرية ونفوذه الداخلي بنسبة كبيرة، عما كان عليه من قبل، بعد النكبة التي حلت به، جراء الضربات العسكرية الاسرائيلية التي استهدفت قادته السياسيين والعسكريين وفي مقدمتهم الامين العام للحزب حسن نصرالله، ودمرت بنيته و معظم اسلحته وقواعده، ومستودعاته، واضطراره للموافقة على وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار ١٧٠١، وتسليم العشرات من مواقعه للجيش اللبناني.
ثانياً، سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حليف طهران، وماكان بمثله من حديقة خلفية وامتداد لـ"حزب الله"، وصلة وصل مع ايران عبر العراق، ما تسبب باضعاف إضافي للحزب وتقليص ما تبقى من قوته، للتحرّك على نطاق واسع لإشعال مواجهة عسكرية، أو تنفيذ عمليات قصف نوعية ضدّ إسرائيل، دعماً للنظام الايراني.
ثالثاً، انتهاء هيمنة "حزب الله" على الواقع السياسي والتحكم بالسلطة في لبنان، بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وتأليف حكومة جديدة، والتزام الدولة بتنفيذ سياسة حصرية السلاح بيدها، ما قيّد حركته كثيرا عن السابق، واضعف قدرته على شن هجوم واسع النطاق ضدّ إسرائيل.
ومن وجهة نظر المصادر السياسة، تبقى الخشية من حدوث عمليات اطلاق صواريخ أو مسيّرات تجاه إسرائيل من لبنان قائمة، بايعاز من النظام الايراني، لاثبات نفوذه، ولكنها قد تكون محدودة جدًا، وليس على نطاق واسع، وقد تتسب برد فعل إسرائيلي ضدّ مواقع ومراكز حزبية معينة، كما كان يحصل، في حين من الطبيعي أن يتأثر لبنان بتداعيات الضربة الإسرائيلية على ايران جزئياً، وبشكل محدود.