"لقاء الشوف الجامع – ثمار المصالحة... وآفاق المستقبل" في مكتبة بعقلين.. الراعي: نلتزم معاً بصيانة هذه الوحدة

عقد لقاء بعنوان "لقاء الشوف الجامع – ثمار المصالحة... وآفاق المستقبل"، في مكتبة بعقلين الوطنية، تتخلله كلمات للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى، راعي أبرشية صيدا وبيت الدين للموارنة المطران مارون العمار، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبده أبو كسم، ومستشار شيخ العقل الشيخ عامر زين الدين.

وفي السياق لفت المطران عمّار إلى أن ثمار المصالحة التاريخيّة التي جرت منذ أكثر من 22 سنة بين البطريرك صفير ووليد جنبلاط عدّة ومتشعّبة آملين أن يبقى جبلنا قلب لبنان النابض بالسلام والتعاون بين مكوّناته في كلّ ميادين الخير.

وأضاف: "زيارة البطريرك الراعي إلى الجبل واللقاء مع الشيخ أبي المنى يجب أن يدفع جميع المسؤولين إلى التواضع والتلاقي لإيجاد حلّ يُخرج لبنان من أزمته ويدفع إلى انتظام المؤسسات الدستوريّة وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهوريّة".

ومن جهته شدّد أبى المنى على أن الحوار سبيل وليس غاية وسأل: "لماذا لا ندعو إليه ونشارك به لإحداث خرق في جدار التعطيل سعياً إلى جمال التسوية النافعة المجدية؟! فالرئيس المنتظر لا يجوز أن يبقى مختطفاً ومفقوداً بينما الناس في حالة بؤس".

وأضاف: "بكركي وزعامة الجبل وكلّنا معاً حوّلنا هذا الجبل منذ 20 عاماً من سجن ومن ساحة حرب وحقد وخصام إلى واحة مصالحة ومحبّة وسلامة، ومستمرّون في تلاقينا لتعزيز الثقة وإنعاش الأمل ومصالحة الجبل التاريخيّة لم تكن ورقة تفاهم موقّعة من زعيم وبطريرك وشيخ وشهود بل كانت عهد الحكماء والأبطال الرجال وكانت عهداً من القلب إلى القلب يقول إنّ الجبل تاريخ والتاريخ لا يُمحى بحادثة هنا ومواجهة هناك، ولماذا لا نتّحد لتعزيز الأمل بالمستقبل في ظلّ انهيار الدولة؟ ألا يستوجب الأمر مصالحة من نوع آخر؟ مصالحة على شكل مبادرات عمليّة لبناء المؤسسات وإقامة المشاريع المنتجة... ألا يجدر بنا أن نضع خطة استراتيجيّة للنهوض والاعتماد على أنفسنا؟!".

أمّا البطريرك الراعي فقال: "أنا سعيد للغاية أن نحيي معاً ذكرى مصالحة الجبل التي أرساها البطريرك صفير والأستاذ وليد جنبلاط وفي العام 2001 كانت جميع الأنظار موجهة في لبنان وإن كان المصالحة التاريخية هي حقيقة أم لا، فكانت حقيقة وحقيقة ثابتة، وأنا وشيخ العقل نلتزم معاً بصيانة هذه الوحدة والتأكيد على أنّ الأساس في لبنان هو التنوع في الوحدة أو الوحدة في التنوع".

وأضاف: " في هذه المكتبة في هذا المكان نجدّد إيماننا بالقيم، بالمبادئ التي قام عليها لبنان، وعلى المستوى الكنسي والمسيحي المصالحة ساهمت في عودة السكان المسيحيين إلى منازلهم وأرزاقهم وإعادة بناء بيوتهم بشكل لافت إعادة بناء الكنائس المهدمة والقاعات، عودة الحياة الاجتماعية كمسيحيين مع إخواننا الدروز والمسلمين بكل إيجابيتها، وأعدنا فتح المؤسسات ومضاعفة المعالم الدينية التي تساهم في إنشاء سياحة دينية، حضور الرهبانيات وإعادة فتح مؤسساتهم".

وتابع الراعي: " كلمة مصالحة تطلب أعمالاً ومبادرات وقد قيل عن حقّ "صحة لبنان من صحة الجبل، سلام في الجبل سلام في لبنان"، هذه مسؤولية مشتركة تقع على مسؤوليتنا جميعاً".

ولفت إلى أنه على الصعيد السياسي أعادت المصالحة الحضور السياسي المسيحي في الشوف وحرية العمل الحزبي في الشوف والجبل، وقال: "على الصعيد الاجتماعي هناك نقص في فرص عمل وهذا يتطلّب منا العمل لخلق فرص عمل كي يتمكن شعبنا من البقاء هنا".

وبدأت زيارة البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي إلى الجبل من دارة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى في بلدة شانيه صباح اليوم الجمعة، من ثم انتقل إلى مطرانية بيت الدين المارونية، قبيل الوصول إلة مكتب بعقلين لعقد لقاء تحت مسمّى "لقاء الشوف الجامع – ثمار المصالحة... وآفاق المستقبل".