لماذا شهد مونديال قطر أكبر المفاجآت في التاريخ؟

شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة في قطر العديد من المفاجآت، حيث خرجت فرق كبيرة وصعدت فرق أخرى لم يتوقع أحد أن تصل حتى إلى الأدوار التي تنتهي بخروج المغلوب.

وتشير مجلة إيكونوميست في تقرير عن المفاجآت التي شهدتها البطولة وعما إذا كانت هذه البطولة قد شهدت أكبر عدد من النتائج غير المتوقعة في تاريخ البطولة، إلى حالة فريق المغرب الذي استطاع التغلب على بلجيكيا وإسبانيا وكانت المفاجأة الأكبر بالتغلب على البرتغال والصعود إلى نصف النهائي رغم أن توقعات المباراة الأخيرة كانت تشير إلى أن فرصة فوز "أسود الأطلس" هي 16 في المئة فقط.

وبات المنتخب المغربي أول بلد عربي يبلغ الدور ربع النهائي، بعد صعوده من دور المجموعات، ثم فعلها مرة ثانية وبات أول منتخب عربي، وأفريقي أيضا، يبلغ الدور نصف النهائي بعد إقصاء البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو.
ويرى البعض أن مونديال قطر هو الأفضل مقارنة بالنسخ السابقة، ومنهم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، الذي وصف أول 48 مباراة في مرحلة المجموعات بأنها "الأفضل على الإطلاق" ، مشيرا بشكل خاص إلى "الفرق الصغيرة التي تهزم الفرق الكبيرة".

وقالت مجلة إيكونوميست، استنادا إلى بيانات مجمعة من موقع oddsportal إن هذه البطولة شهدت عددا غير عادي من النتائج غير المتوقعة مقارنة بكل البطولات السابقة منذ عام 2002.

وتشير البيانات إلى أن احتمال فوز السعودية على الأرجنتين في أول مباريات المجموعة الثالثة كان فقط 4 في المئة، مما جعل فوز الأخضر "أكبر مفاجأة في النسخ الست الماضية لكأس العالم".

ومن بين النتائج الـ10 المفاجئة منذ عام 2002، كانت خمس منها في قطر. 

أستراليا، على سبيل المثال، كانت فرصتها للفوز على الدنمارك 14 في المئة فقط.

وكذلك اليابان التي فازت على ألمانيا ثم إسبانيا.

وكانت اليابان حولت تأخرها بشكل مذهل إلى انتصار على إسبانيا، بطلة 2010، بنتيجة 2-1 لتبلغ مرحلة خروج المغلوب لرابع مرة، بعد أن استهلت البطولة بانتصار مفاجئ آخر على ألمانيا، قبل الخسارة أماكم كوستاريكا.
ما سبب  المفاجآت؟
وفي محالة لتفسير السبب وراء النتائج غير المتوقعة، قالت المجلة إن أحد التفسيرات هو ببساطة الاستخفاف بالفرق الصغيرة.

فريق السعودية، على السبيل المثال، يتكون من عناصر تلعب من الدوري المحلي الأقل شهرة عالميا، مما جعل من الصعب على المراهنين تكوين تقييم حقيقي لإمكانياتهم.

وسبب آخر هو أن الفرق الصغيرة تستفيد من "عولمة" كرة القدم، مثل لاعبي اليابان الذين يشاركون الآن في بطولات الدوري الأوروبية الكبرى، مما يمكنهم من الحصول على تدريبات وتكتيكات أفضل.

أما "أفضل تفسير" فقد يكون طبيعة كرة القدم نفسها، فهي واحدة من الرياضات القليلة التي لا تترجم فيها هيمنة الفريق إلى انتصار بالضرورة.

وعلى سبيل المثال، حين خسرت ألمانيا من اليابان، كان معدل الأهداف المتوقعة (xG)، أي فرص التهديف، أعلى بكثير من اليابان، بل وكان الفريق في المباريات الثلاث لمرحلة المجموعات هو الأعلى على مستوى معدل الأهداف المتوقعة بين كل المنتخبات في المسابقة، ومع ذلك خرجت ألمانيا مبكرا.