المصدر: النهار
الخميس 20 حزيران 2024 15:02:17
توعد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله قبرص بأنها ستكون "جزءاً من الحرب" في حال فتحت مطاراتها وقواعدها أمام إسرائيل لشن هجوم على لبنان.
هذا التحذير طرح سؤالاً بشأن الدور الذي تقوم به قبرص في الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حزب الله" والتعاون العسكري بينهما، وموقع قبرص الجغرافي والعسكري بالنسبة لهذه الحرب.
التعاون العسكري
بالنسبة إلى التعاون الإسرائيلي – القبرصي الأمني والعسكري، معلوم أن الدولتين عزّزتا تعاونهما الدفاعي في السنوات الأخيرة. وفي ما يأتي نظرة إلى التاريخ القريب للعلاقة بين إسرائيل وقبرص.
في آذار 2016، وتطبيقاً لاتفاقية التعاون العسكري، أجريت مناورات مشتركة مع القوات الإسرائيلية أطلق عليها اسم (Oni̇si̇llos-Gedeon 1- 2016).
في العام 2017، قامت الحكومة القبرصية بتعيين ملحق عسكري في سفارتها في تل أبيب؛ الأمر الذي ساهم بدفع العلاقات العسكرية والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
في أيار 2022، شارك مئات من جنود القوات الخاصة الإسرائيلية في قبرص بـ"تدريب كبير" استمرّ لمدة شهر، لمحاكاة الحرب ضد "حزب الله"، وقصف المنشآت النووية الإيرانية.
في العام 2023، وقعت اتفاقية تعاون دفاعيّ ثنائيّ بين الحرس الوطني القبرصيّ والقوات المسلحة الإسرائيلية في تل أبيب.
وفي الوقت نفسه، تمّ التوقيع على "برنامج تعاون ثلاثي" للعام 2023 بين القوات المسلّحة لقبرص وإسرائيل واليونان، والذي يشير، إلى "تعزيز دور الدول الثلاث كعامل استقرار وأمن في البلاد، ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وما وراءها".
ومنذ العام الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي مناورات عسكرية على الأراضي القبرصية تحمل اسم "شمس زرقاء"، تحاكي حرباً على لبنان.
في نيسان 2024، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي تمريناً مشتركاً مع نظيره القبرصي يحاكي هجوماً على إيران.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد أوقف قبل نصف عام تمريناته بسبب انشغاله بالحرب في قطاع غزة والجبهة الشمالية، ولكنه استأنفها أخيرًا، في ظل تهديدات طهران.
معلوم أنه استجابة لسيناريوهات الأمن القومي والتحدّيات المتعلقة بالخدمات اللوجستية البحرية، تم في آذار 2024 طرح فكرة استحواذ إسرائيل على ميناء في قبرص، لكن ذلك لم يتبلور بعد.
الموقع الجغرافي
معلوم أن بريطانيا تحتفظ بقاعدتين عسكريّتين (أكروتيري وديكيليا) لها في قبرص بسبب مركزها الاستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط. فقبرص، الدولة الجزيرة الصغيرة في البحر المتوسط، هي مقابلة لسواحل سوريا ولبنان وإسرائيل. وهاتان القاعدتان لهما سيادة، بمعنى أن بريطانيا تمتلكهما، بحسب الجنرال المتقاعد إلياس حنا.
حنا يقول لـ"النهار" إن الإسرائيليين في قبرص لديهم موانئ احتياط خاصّة بهم، وكان هناك اقتراح أخيراً على أن تخضع كلّ المساعدات الإنسانية الآتية إلى غزة للتفتيش في قبرص، إلا أنّ هذا الأمر لم يحصل لعدّة أسباب.
وفيما أشار إلى أن موقع قبرص الجغرافي يساعد إسرائيل على استخدام موانئ قبرص أو مطاراتها كبديل لها في حال تعرضها لقصف "حزب الله"، أشار إلى أن "الحزب" لديه القدرة على ضرب قبرص.
ووضع حنا كلام نصرالله في إطار الضغط مستقبلاً في مسألة إعادة ترسيم الحدود مع لبنان وتصحيح الخطأ.
من جهته، يشير الخبير العسكري حسن الجوني إلى أن أهمية قبرص بالنسبة إلى الإسرائيليين، إضافة إلى التعاون العسكري، أنه يمكن استخدام مدارجها ومطاراتها كبديل للمطارات الإسرائيلية التي قد تكون هدفاً مركّزاً لحزب الله؛ لذلك، فإسرائيل مضطرة لإيجاد بديل لطائراتها.
وأضاف: "على خلفية التعاون العسكري مع قبرص، هناك احتمال أن تكون الجزيرة الصغيرة هي البديل والخيار الوحيد في المنطقة لإسرائيل، علماً بأن المسافة لا تعيق استخدام المدارج الموجودة في قبرص لمتابعة العمليات العسكرية في المنطقة".
لكن جوني نبّه إلى أن "عملية استخدام المدارج والمطارات تحتاج إلى اتفاقية بين البلدين، وبالتالي فإنّ كلام نصرالله يندرج حالياً في إطار "التحذير الاستباقي"، حتى لا يجري استخدام إسرائيل مدارج قبرص ومطاراتها. وبالتالي، المسألة مبنية على تكهّن، فلا دليل ملموساً حتى الآن على تعاون بين البلدين في ما يتعلق بالعمليات العسكرية بل فقط بموضوع التدريب".