ليست قصة رجل عارٍ في شارع بيروتي... علينا أن نقلق أكثر!


تزايد مؤخراً في لبنان ظهور حالات عديدة لأشخاص يقومون بتصرفات مريبة في الشوارع كحالة الشخص الذي اعتبر الناس أنه يعاني اضطراباً نفسياً بعد أن أقدم على تهديد الأطفال في إحدى المدارس خلال أيام عدّة وقام بتخويفهم بتصرفاته قبل أن يتم إلقاء القبض عليه.

ومن الحالات النافرة في الشارع، تجوّل رجل عار في وسط بيروت في وضح النهار إلى أن ألقت القوى الأمنية القبض عليه. كانت هذه الحالات دائماً موجودة في لبنان أو في أي بلد آخر، إلا أن تزايدها يدعو الى القلق والتساؤل حول الأسباب، خصوصاً أن وجود مثل هؤلاء الأشخاص يثير الخوف في

نفوس المارة ويتسبب بحالة قلق.


بشكل عام، يصف كل من يرى حالات مماثلة هؤلاء الأشخاص بالمضطربين نفسياً. لكن كيف يفسر علم النفس

هذه الحالات وما قد تكون أسبابها؟

بحسب ما توضح الإختصاصية في المعالجة النفسية نور واكيم، ثمة احتمالات عدة يمكن أن تكون وراء هذه الحالات التي يقوم بها بعض الأشخاص بتصرفات مريبة نتيجة #اضطرابات نفسية يعانونها. بشكل عام، تعتبر #الأزمة الإقتصادية التي تعصف بالبلاد والضغوط الناتجة عنها أساس ما يمكن ان يظهر من اضطرابات نفسية متزايدة بين الناس. فهذا الوضع الخانق لا يمكن أن يخلو من التداعيات النفسية على صحة المواطنين.

 

ولا تقتصر المشكلة هنا على الضغوط الناتجة عن الأزمة، فلا يمكن أن ننسى أن انقطاع الأدوية، وبشكل خاص الأدوية المهدئة للأعصاب أو ارتفاع ثمنها إلى حد كبير، حرم كثيرين ممن يعانون اضطرابات نفسية معيّنة وكانوا يتناولون هذه الأدوية ضمن خطة علاجية معينة، منها. فإما أنهم لا يجدونها في الصيدليات أو أنهم عاجزون عن شرائها بسبب الوضع المعيشي الصعب.

 

وأيضاً، تشير واكيم إلى أن كثيرين اليوم يعجزون عن تسديد تكاليف المعاينات الطبيّة فيتجنبون زيارة الطبيب النفسي ومتابعة علاجاتهم معه. هذا، في ما يتعلق بمن يعانون أصلاً اضطرابات نفسية ويتبعون علاجات معينة ويتناولون أدوية حرموا منها والتي كانت تساعد على ضبط الأعراض لديهم، ما يؤدي إلى ظهور الأعراض الناتجة عن

الاضطرابات النفسية لديهم بشكل واضح.

من جهة أخرى، لا تستبعد واكيم أن يكون الوضع المعيشي والمالي الخانق وراء تزايد هذا النوع من الإضطرابات التي يمكن أن تؤدي إلى تصرفات مريبة كتلك التي نشهدها مؤخراً في لبنان. "يسبب الوضع العام المتأزم السائد حالياً وما يترافق معه من ضغط نفسي شديد ومن مستويات عالية من توتر إلى تزايد مثل هذه الحالات بين الأشخاص الذين لديهم أصلاً الاستعداد للإصابة باضطرابات نفسية. ففي مثل هذه الحالات، يسرّع التوتر الشديد الذي يعانونه من ظهور الإضطرابات النفسية لديهم ويزيدها حدّة، خصوصاً بغياب العلاجات التي يمكن أن تساعد على إدارة الإضطرابات والحدّ من أعراضها".