"ليلة عاللبناني" لميشال فاضل.. عودة إلى زمن عمالقة الفن

غالبية نجوم الغناء في العالم العربي يختارون الموسيقي ميشال فاضل لمرافقتهم في حفلاتهم على المسرح؛ فهو من عازفي البيانو القلائل المحترفين في لبنان. موهبته هذه بدأ يبنيها منذ كان في الثالثة من عمره، ومن ثم حصل على ماجستير في العزف على البيانو من الكونسرفتوار الوطني اللبناني بدرجة ممتاز. ولم يكتفِ بذلك فدرس في فرنسا التأليف الموسيقي وقيادة الأوركسترا في المعهد الموسيقي الوطني في مدينة بولونيا. هذه الخلفية الموسيقية الغنية، خوّلته تدريب هواة الغناء في أكثر من برنامج تلفزيوني، ومن بينها «ستار أكاديمي»؛ فأسهم في صقل مواهب فنية فتية، ما لبثت أن انتقلت إلى النجومية.

رافق شيرين عبد الوهاب وفيروز وماجدة الرومي وإليسا وكارول سماحة وكاظم الساهر، وغيرهم على مسارح عربية وعالمية. لمع نجمه واشتهر بعزفه المتقن على البيانو البعيد عن الأسلوب التجاري.

هو الفنان الذي ينتظر اللبنانيون إطلالته في حفلات يحييها بين وقت وآخر على الخشبة، وفي 27 و28 ديسمبر (كانون الأول) الحالي سيكون له لقاء معهم ضمن حفلين بعنوان «ليلة عاللبناني»، على خشبة كازينو لبنان.

هذه العودة لميشال بعد غياب، حفّزه عليها صاحب شركة «ستار سيستم» أمين أبي ياغي. فهو وبالتعاون مع شركة «تو يو تو سي» ينظمان له الحفلين المذكورين. «عندما اتصل بي أمين وهو صديق طفولة، وطلب مني إقامة الحفلين لم أتردد في الموافقة. اشتقت لجمهوري اللبناني فآخر مرة التقيته كان منذ نحو 12 سنة، فوضعنا خطة العمل معاً، وبدأنا التحضير للحفلات».

مقطوعات موسيقية وأخرى غنائية مع 30 عازفاً موسيقياً، يرافقون هذين الحفلين. كما يحل فيهما عدة ضيوف من مغنين معروفين وبينهم معن زكريا. ويوضح فاضل لـ«الشرق الأوسط»: «في الحفلين عزف وغناء أغنيات لعمالقة الغناء، ومن بينهم زكي ناصيف وصباح ووديع الصافي. كما ستُقدم معزوفات لراوول دي بلازيو، وميدلاي لعاصي الحلاني، وأغنيات لكاظم الساهر، والراحلة سلوى القطريب وغيرهم». وعن سبب عدم تضمن الحفلين أغاني فيروز يردّ: «لا أنا ولا أحد غيري يُسمح له بعزف أغانيها، بناءً على قرار يمنع ذلك من أصحاب حقوق هذه الأعمال. وهذا الأمر ليس بالجديد، وقد ابتعدت عن تقديم أغانيها منذ فترة».

تأتي عودة ميشال فاضل إلى عالم الحفلات بعد غياب، بسبب انشغالاته الكثيرة بالتلحين والتوزيع. «كنتُ أُمضي معظم وقتي في الاستوديوهات بداعي تسجيلات لأعمال فنانين كثيرين. أتعبني الموضوع كثيراً وشعرت بأنه صارت عليَّ العودة إلى المسرح من جديد، لقد اشتقت له».

في الماضي القريب لم يكن يستسيغ فاضل هذا النوع من الحفلات. «كنت أجهل كيفية التفاعل مع الجمهور. فأنا بطبعي خجول، ولم أعرف كيف أتناغم مع أكثر من 300 شخص يحضرونني. اليوم تغيرت وصرت أكثر نضجاً، وأتماهى مع الموسيقى بشكل مختلف. فأحاسيسي تجاهها نضجت أيضاً، ورغبتي كبرت في أن يغني معي الحضور، ويحدث هذا التواصل المباشر بيننا. ويمكنني القول إنني تبدلتُ وصرتُ إنساناً أخر يعرف كيف يدوزن العلاقة بينه وبين المتلقي».

ويشير أمين أبي ياغي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذين الحفلين ينبعان أولاً من حبه وإعجابه الكبيرين بمايسترو كبير هو ميشال فاضل. ويتابع: «صدف أن الحفلات الأجنبية التي كنت قد أعلنت عنها سابقاً أُجّلت، فأصبح لدي الوقت للاهتمام بحفلات أخرى. كما أن صالة الكازينو التي كانت ستستضيف تلك الحفلات أصبحت شاغرة. من هنا فكرت بإقامة الحفلتين، خصوصاً أن الجمهور اللبناني مشتاق لميشال ويتوق للاستمتاع بعزفه».

من ناحية أخرى، يُخبرنا ميشال فاضل عن مشروعه الموسيقي الجديد مع الفنان كاظم الساهر: «منذ نحو 6 أشهر اتفقت مع قيصر الغناء العربي على أن يلحّن 10 معزوفات خاصة لي. هذا الأمر لا يقوم به كاظم الساهر عادةً، ولكنني رغبت في الحصول على هذه الفرصة. فسأكون الموسيقي الوحيد الذي يملك 10 ألحان من الساهر أُنجزت 6 منها حتى اليوم. وأَعدُّ هذا المشروع من الأهم عندي حالياً، وأعمل على إنجازه في أقرب وقت ممكن».

وكان فاضل قد وزّع مؤخراً أغنية «أوقفوا نيرانكم» (Hold your fire) التي أهداها كاظم الساهر لأهالي غزة. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «شغلت فكرة الأغنية كاظم الساهر وسرقت منه النوم. فكانت عملاً جديداً عليه لا سيما أنه يغنيها بالانجليزية. زرته في دبي واطّلعت على لحن الأغنية من تأليفه ووزعتها، وسجلتها في كييف كي تكون على المستوى المطلوب. فيما وضع الساهر صوته عليها وصورها في نيويورك».

وعن إطلالة الفنان معن زكريا، يختم فاضل حديثه مع «الشرق الأوسط»: «سيطلق أغنية جديدة له من كلمات نزار فرنسيس وألحاني وتوزيعي. كما أترك أسماء الضيوف الباقين مفاجأة لمن يرغب في حضور (ليلة عاللبناني) على مسرح كازينو لبنان».