ماروني: لن نخاف ولن نستسلم وغايتنا بناء دولة والمطلوب الالتفاف حول المعارضة لأنها خط الدفاع الأخير عن لبنان

رأى مستشار رئيس حزب الكتائب الوزير السابق إيلي ماروني عبر صوت لبنان أن السياسة باتت اليوم تكهنات ولا نعلم ما سيحصل غدًا لأن السياسة تخضع لمزاجية حزب وشخص واحد يقرّر إن كان سيذهب باتجاه الحرب أم لا.

وعمّا إذا كان يجوز أن تبقى الوضعية الحالية في جنوب لبنان على ما هي عليه قال في حديث لبرنامج مانشيت المساء من صوت لبنان: هذا ما كان يطالب به معظم اللبنانيين بوجوب حصر قراري الحرب والسلم بيد الدولة إنما عندما يكون هناك دولتان دولة مهترئة ودويلة حزب الله التي تحكم البلد وتديره وتملك قراري الحرب والسلم فسنبقى نعيش القلق.

وقال: "إن لم نسارع لعملية إنقاذية فالعوض بسلامتكن لأن حزب الله لديه رديف لكل مؤسسات الدولة ويكون قد حلّ محل الدولة".

واكد أننا لا نشرّع حمل السلاح لكي لا نبرّر لهم حمله ولكن السؤال أين الدولة؟ وأجاب: "هي موجودة إن حاول أحدهم وضع قرميد عندها تستنفر بكل أجهزتها وللأسف لا دولة".

واعتبر ماروني أن بداية بناء الدولة تبدأ بإعادة بناء المؤسسات اللبنانية لافتا الى ان القرارات الدولية هدية من السماء للبنان بمرحلة من المراحل، فقد وجدت لتريح لبنان ولكن هناك فريق لا يريد تطبيقها لأن مبرّر وجوده العسكري ينتفي في حال تطبيقها، وأردف: "لا دولة بوجود الدويلة وللأسف الدولة خاضعة للدويلة بكل المجالات".

وعن الحراك الدولي وسفراء الخماسية قال ماروني: "أشعر ان المجتمع الدولي يئس من قيام المؤسسات في لبنان والخلل كان في الداخل اللبناني وهيمنة حزب الله على الداخل"، وأضاف: "أخجل من أن السفراء يجولون على من يسمّون أنفسهم قيادات لحثهم على انتخاب رئيس في وقت أن معظم القيادات سعيدة بالفراغ واغتصاب صلاحيات الرئيس"، وتابع: "لا أمل من أي حراك دولي أو إقليمي قد يأخذنا الى انتخاب رئيس".

وأعرب عن خشيته من أنه في حال حصول تسوية وهدنة في غزة وتسوية في جنوب لبنان بين حزب الله والإسرائيليين من ضمن تهدئة الأحوال بين إيران والولايات المتحدة على ابواب الانتخابات الأميركية أن نكون ضحية هيمنة ونفوذ حزب الله على الساحة اللبنانية مع العلم ان المعارضة حاضرة للمواجهة.

وعن الحوار وكلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الأخير قال: "لا يمكن ان تحاورونا وتفرضوا علينا ما تريدونه، فالحوار يجب أن يكون مفتوحًا لأن اللبنانيين يئسوا من صورة الحوار، فإن كانت القيادات ستجلس حول طاولة حوار ل7 ايام وتخرج في اليوم الثامن من دون نتيجة، فماذا سيبقى لنقوله للمواطن؟ من يضبط الوضع المالي؟".

وعن الأسماء المطروحة للرئاسة قال: "مع احترامنا لشخص الوزير سليمان فرنجية، لكن لدينا تجربة الرئيس ميشال عون ورأينا إلى أين أوصلتنا وهو قال إنها أوصلتنا إلى جهنم وهو أخذنا إلى تحت جهنم بقليل".

أضاف: "فرنجية يُصرّح أنه والسوري توأم وما زال يقول إنه مع المقاومة إذًا موقف الرئيس سيؤثر على البعد الدولي وعلاقات لبنان الخارجية فهل نأتي برئيس ليفرضوا علينا عقوبات؟"

وسأل: "هل فرنجية قادر على الحوار مع كل القيادات؟" واجاب: "لذلك طرحنا جهاد أزعور  واليوم المطلوب رئيس قادر على محاورة كل الناس ويؤمن بالدولة لا الدويلة ويحافظ على قسم اليمين على الدستور".

وعن جبران باسيل قال: "المشكلة لدى باسيل انه لا يريد رئيسًا إلا هو، وهو قال ذلك لكثير من القيادات والموفدين الدوليين ومن بينهم جان إيف لودريان فقد قال له إنه المرشح الطبيعي ولو كان سيسهل الأمور لكنا باشرنا بنصف ولاية الرئيس"، وتابع: "باسيل لن يرضى بأي اسم إن لم يكن اسمه جبران باسيل وانا أتحداه".

وعن قائد الجيش قال ماروني: "أذكّر بما قاله رئيس الكتائب سامي الجميّل من أننا نكنّ كل التقدير والاحترام للعماد جوزاف عون وفي إحدى المقابلات قال النائب الجميّل الّا مشكلة إن كان التوافق حول شخص قائد الجيش، علمًا أنني شخصيًا لا أؤمن بالبرنامج لأن لا أحد وصل واستطاع تنفيذ برنامجه".

وأكد أن ما من بوادر تشير إلى أننا على أبواب انتخاب رئيس للجمهورية مع العلم أن لبنان بلد العجائب.

وعن الحكومة أكد أنها لا تسعى ولاسيما رئيسها لتسهيل انتخاب رئيس فيجب أن يكون لها دور.

ماروني الذي فنّد تخاذل الوزارات من الأشغال إلى الطاقة والصحة، فالتربية رأى ان استمرارية البلد على هذا المنوال من دون اي ضغط للمعالجة ستؤدي الى هجرة اللبنانيين والموت ومع الأسف الدولة لا تكترث بشيء، وسأل: "هل يدفعون معظم اللبنانيين ليتحولوا الى مجرمين ليعيشوا؟" وأضاف: "الناس تنهش بعضها البعض".

وعن استرداد الودائع وصف ماروني التعميم الأخير بأنه معيب وهو لم يحصل في أي مكان في الكرة الأرضية، فإن كان لديك 50 ألف دولار فإنك تحتاج ل55 سنة لتسترد أموالك وإن كان لديك حسابات في عدد من المصارف لا يحق لك إلا أن تسحب من مصرف واحد.

وعن المسار التغييري في الانتخابات النيابية الأخيرة قال: "الانتخابات بعد الثورة لم تكن على قدر الآمال وكان هناك حلم بتغيير بدأ بالشارع وأتت الانتخابات بالقوانين والشرعية الدستورية لنغيّر وللأسف أن مجلس النواب لم يكن على قدر الآمال".

وعن افتقاد الرئيس سعد الحريري قال: "من دون شك الحريري واحد من اكثر القيادات والزعامات السنّيّة في البلد وغيابه أحدث انتكاسات نفسية وتشتتًا في الشارع السنّي وكثر مشهود لهم بالكفاءة لكن لا يملكون الحيثيّة التي يحرّكها الحريري في الشارع السنّي"، مضيفًا: "الحريري مشهود له بوطنتيه واعتداله وهو دفع ثمن دوره الذي حاول أن يجمع فيه الجميع في كل المحطات لكن الشارع مريض، مشيرًا إلى ان عودته ستعطي أوكسيجين ومرغوب فيها ومطلوبة ولكن ما يحكى في الشارع شيء والواقع شيء آخر".

وعن 14 شباط قال: "هي ذكرى استشهاد رجل كبير من لبنان حرّك الشارع فقد تلاقى لبنان بوحدة دخلت التاريخ لأن مشهد 14 آذار وإن أتى على دم إنما أدى إلى تحريك الضمائر وساهم في تحرير لبنان من الاحتلال السوري، هي قصة شعب موجوع نزل ليصرخ ويريد الحرية والسيادة والاستقلال لكن بعد 14 آذار ضاعت البوصلة والأهداف ولم نكمل تحرير الوطن من السرطان الداخلي وأعطيناه الفرصة ليبني نفسه ولم نحرر الوطن من الفساد والإدارة الفاسدة إلى حين انفجرت في عهد الرئيس عون والأزمات التي نتحدث عنها".

وعن وضعية المعارضة قال: "يجب ان تؤمن أنها خط الدفاع الأخير عن لبنان السيّد الحر المستقل وهي الأمل للشعب اللبناني وعلى الشعب الالتفاف حولها لأننا نخشى ان نتحول إلى نازحين في بلدنا وأي خلل داخلي يعني ضياع الأمل".

وعن حملة التخوين والتهديد التي تطال رئيس الكتائب قال: "لغة الإجرام والإرهاب التي يستعملونها معروفة" وسأل: "من يفرغ مؤسسات وطنه ومن يحول دون انتخاب رئيس ويُفلس شعبه وينتظر الأوامر من دول إقليمية معروفة بعدائها للبنان أليس عميلًا؟" وأضاف: "معروف من يجب أن يساق الى السجون لنبني دولة".

وشدد على ان البطريرك الماروني مار بشارة الراعي هو رأس الكنيسة وهو لا ينطق إلا بالحقيقة ولمّ الشمل وجمع الصفوف وجميعنا تحت مظلته ونحن إلى جانبه وإلى جانب النائب سامي الجميّل في الدفاع عن الكلمة الحرة والموقف الوطني الجريء.

وتابع ماروني: "جميعنا سقط لنا رفاق وأصحاب وأكثر حزب بعدد الشهداء هو حزب الكتائب ولا أحد يخاف لكن لا أحد يريد الموت لأننا نريد بناء البلد وثقافتنا ثقافة الحياة، وأقول لهم: "خيطوا بغير هالمسلّة" ولن نخاف ولن نستسلم وغايتنا بناء دولة نسلّمها لأحفادنا دولة عدالة ومع الأسف ورثنا أجمل دولة وحوّلناها إلى "مزبلة".

و عن معضلة طريق الموت من الصياد وصولا الى شتورا فزحلة وإلى متى ستبقى الطريق على هذه الحال قال: "للأسف لديّ 100 ألف مناداة لترميم وصيانة الطريق وما من شرطي ينظّم السير والآن هناك انهيارات وإن تساقط الثلج تقفل الطرقات، والسؤال: أين المحاسبة؟ ماذا فعلوا بمليارات الدولارات ولا طريق صالح لسير البشر؟"