ما مصير هبة الفيول والحبوب الروسية وهل رفضها لبنان؟

فيما ينتظر لبنان وصول الهبة الروسية المرتقبة منذ أشهر والمخصصة لمدّه بالفيول والحبوب بعد أن كانت الحكومة الروسية وافقت رسمياً عليها وأحيل القرار على مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليوقّعه ويصبح ساري المفعول، كذلك كان أُبلغ السفير اللبناني لدى موسكو بالقرار وأَعلم بدوره المسؤولين في بيروت، انتشرت معلومات عن إن "لبنان والسفيرة الأميركية لديه دوروثي شيا لم يردا على طلب روسيا بأن تحط طائرات "أيروفلوت" التي تحمل المساعدات، مع ضمان عدم مصادرتها، استجابةً لأوامر معروفة". 

 

"المركزية" تواصلت مع سفير لبنان في روسيا وعميد السلك الدبلوماسي العربي فيها شوقي بو نصار لاستيضاحه حول حقيقة الموضوع، فنفى صحّة المعلومات هذه، مؤكّداً "أن ما يقال في السياق يقع ضمن خانة الـ Fake news ولا نصيب لهذه الأخبار من الصحة، لأنها مختلقة وغير مبنية على أي معطيات حقيقية، والدليل أني أمس تحديداً اجتمعت مع الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في بلدان الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، وسيصدر بيان رسمي حول فحوى اللقاء، حيث ناقشنا العديد من الملفات من بينها السياسية ووضع المنطقة ولبنان والأزمة السورية،كما تطرقنا إلى الهبة الروسية الموعودة للبنان، وأكّد لي بوغدانوف أن الإجراءات مستمرة في السياق ولا يزال القرار ينتظر الحصول على توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

 

ويكشف نقلاً عن بوغدانوف أن "التفاصيل حول نوعية الفيول والحبوب وكمياتها لم تحسم بعد، إذ إن مكتب بوتين بحاجة إلى توقيعه لتسليم الموضوع للتقنيين. وحصلت على طمأنة أن الأمور تسير بشكل طبيعي، إلا أنه لا يمكن لبوغدانوف أو غيره حسم التوقيت كونه مرتبطا بإجراءات تقنية".

 

ويؤكّد السفير أن "وزارة الخارجية اللبنانية تنسّق معه باستمرار لمتابعة الموضوع وهو بدوره يتتبّع كلّ المستجدات وأعد تقارير حول التطورات، خصوصاً أننا على دراية بأهمية هذه المساعدات للبنان، علماً أن التدخل الدبلوماسي يقف عند حدود الطرف الآخر الذي يقول إن المسألة مسألة وقت".

 

أما بالنسبة إلى موقف روسيا من الوضع السياسي اللبناني، فيوضح بو نصار أن "السفير الروسي لدى بيروت يرسل تقارير دائمة  وبصفتي سفير البلد المعني أضع أيضاً المسؤولين الروس في أجواء المستجدات على الساحة السياسية اللبنانية، وأوضحت لبوغدانوف أن احتمال تشكيل الحكومة الأسبوع المقبل كبير وجدّي رغم عدم وجود ضمانات مؤكّدةً. ويشدّد الأصدقاء الروس على أهمية استقرار لبنان وأمنه وسيادته وإجراء الاستحقاقات الدستورية في موعدها، لا سيما في الظروف الدقيقة التي يمر فيها لبنان والمنطقة ككل، ولا يتدخلون إطلاقاً في شؤونه الداخلية ويعتبرون أن تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية شأن داخلي مع إبداء احترامهم لقرار اللبنانيين، وما من أسماء لمرشحين للمنصبين تدعمهم موسكو، إلا أن مواقفها تبقى مسهّلة لتحقيق الاستحقاقات هذه".

 

وفي ما يخصّ احتمال زيارة مسؤولين روس إلى لبنان أو العكس، يشير إلى أن "ما من بوادر أو معلومات في الإطار، ولم نتبلّغ كسفارة عن اي موضوع من هذا القبيل وما من زيارات روسية للبنان في الوقت الحاضر، خصوصاً أن شغلهم الشاغل راهناً تطورات الحرب في أوكرانيا".