المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الجمعة 5 كانون الاول 2025 07:56:46
بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد المفاوض وكمدني في لجنة الميكانيزم، تطايرت التساؤلات يميناً ويساراً هل دخل لبنان في المفاوضات المباشرة وغير المباشرة ويتجه إلى مرحلة السلام والتطبيع، وبمعنى آخر ضجت الساحة السياسية بالتحليلات والقراءات لكل ما يحصل في هذا الإطار، من دون إغفال حالة الانقسام الداخلي بين ترحيب بالمفاوضات كونها تنهي الحرب، إذ ليس هناك أي حروب في العالم إلا وانتهت بمفاوضات أو تسوية، وعلى هذه الخلفية يمكن القول إن لبنان دخل في هذه المسألة من دون أن يعرف كيف سيكون مصيرها وخواتيمها، لكن لأول مرة يتخذ القرار بإجماع رئاسي.
أما ماذا عن المحطات التفاوضية المباشرة أو غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل؟
هنا يشار إلى سلسلة محطات حصلت في هذا السياق، وذلك وفق الآتي:
- مفاوضات الهدنة رأس الناقورة العام 1949 بعد حرب 48 بمشاركة مدنيين وعسكريين لبنانيين وإسرائيليين وذلك مباشرة.
- مفاوضات خلدة عام 1983 بعد الاجتياح الإسرائيلي التي أدت إلى اتفاق 17 أيار قبل أن يلغى لاحقاً.
- اتصالات ولقاءات ومفاوضات غير مباشرة أدت إلى التوصل لتفاهم نيسان العام 1996.
- مفاوضات ترسيم الحدود البحرية العام 2020 حتى العام 2022.
توازياً ووفق الخبراء والمعنيين فإن المفاوضات غير المباشرة تدار عبر وسيط ينقل الرسائل بين الوفدين ولها آليتان:
حول ما يجري بعد تعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد المفاوض، ماذا يقول العميد الطيار المتقاعد بسام ياسين، والذي له باع طويل كونه شارك في المفاوضات العسكرية مع الإسرائيليين، ومطلع على كل الحيثيات بفعل دوره وخبرته؟
بداية يقول العميد ياسين: "ما يجري هو تنفيس للضغط الكبير حول حرب متوقعة والتهويل والاستعدادات والاجتياح وسوى ذلك، لكن باعتقادي ما يقال عن مفاوضات مباشرة وغير مباشرة ذلك تفصيل، فالأمور قد تصل إلى تسوية ونتيجة، لكن إسرائيل تضغط على لبنان وما صدر عن كلام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دليل على ذلك، بمعنى أن هناك منطقة اقتصادية ستقام بالجنوب وستحصل مفاوضات بين المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين فقط، كل ذلك باعتقادي يأتي من أجل الضغط على الدولة والحكومة اللبنانية، أما المفاوضات فهي تركز أساساً على السلاح شمال الليطاني، ولا أنكر أو أخفي أن السلاح الفلسطيني لكل الفصائل ما زال موجوداً وبكثرة وهو سلاح ثقيل".
وأخيراً، هل يتوقع العميد ياسين ضربات إسرائيلية؟
يجيب: "ستبقى على ما هي عليه وقد يرتفع منسوبها، وربما على إيقاع الاجتماعات التي تجري بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي، بغية الضغط على الوفد اللبناني حول موضوع السلاح وكل ما يثار داخل اللجنة".