مرحلة تحضيرية لحصار أقسى... طالبان في لبنان والوضع "مش منيح"!

كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":

منذ ما قبل الإعلان عن سقوط أفغانستان في يد حركة "طالبان" بالكامل، بدأت جحافل "المهووسين بالإنتصارات" حتى ولو "عا النّغلي"، وأصحاب معارك وحروب "الأخضر واليابس"، ومعادلات الرّبح الدّائم، وإذلال الأعداء، (بدأت) بحفلات "الشماتة". نعم "الشماتة"، وانظروا بمن؟

فقراء

هي "شماتة" بأفغان فقراء، تعلّقوا بالطائرات الأميركية هرباً من جحيم الإرهاب، والحصار، والفقر، والموت، والجوع، الآتي الى أفغانستان بقوّة مستقبلاً، انطلاقاً من خبرة "إذا بيّك ما علّمك الدّهر بيعلّمك".

فالمنتصرون الشامتون، أصحاب المعادلات المُذِلَّة للأعداء، هم أنفسهم الذين يستثمرون بسياسات المصلحة الأميركية، "اللّي مش قاشعتون أصلاً"، و"لا قاشعة حدا"، ولا يهمّها إذا ما كانوا يرون أنهم أذلّوا واشنطن أو لا. فأكثر ما يهمّ الولايات المتحدة، هو تأمين المصلحة الأميركية. و"مُذِلُّو الأعداء" هم أكثر من ينسج تسويات مع الأميركيين والغرب، وينقلب عليها في ما بَعْد، ويستجلب الحروب والحصار والدّمار، والإحتلالات والانسحاب، الى دول المنطقة وأهلها.

"استحوا"

فـ "استحوا"، وتوقّفوا عن "الشماتة" المُعيبَة بمن تحوّلوا الى أشلاء، في طريق الهرب من جحيمكم، وجهنّم تسوياتكم مع "الأعداء".

فهذا الفريق نفسه سيبدأ باستثمار الإنسحاب الأميركي من أفغانستان، وسيطرة "طالبان" هناك، في الدّاخل اللبناني. والخوف كلّ الخوف من حكومة يتمّ تشكيلها ضمن هذا الجوّ.

أقسى

فحكومة مُماثِلَة تعني إعادة البحث في تطبيق المبادرة الفرنسية، والإصلاحات، الى ما قبل نقطة الصّفر. وهو ما سيضعنا أمام مرحلة حُكم يقوم على "الكذب والزّعبرة"، تحضّر لموت جديد سيكون أقسى من الذي نعيشه حالياً، وتؤسّس لحفلات وحفلات من "الشحادة" المرّة مستقبلاً، بإسم الوقوف في وجه الإستكبار، والدّفاع عن المُستضعَفين.

قبل سنة

أكد مصدر سياسي أنه "كان يُمكن لفريق "المُمانَعَة" في لبنان أن يستثمر بسقوط أفغانستان بيد "طالبان"، لو أنه (السقوط) حصل قبل سنة. فـ "المُمانَعَة" لا تزال قويّة في جنوب لبنان تحديداً، بينما تزداد ضُعفاً في البقاع، وهي لم تَعُد قادرة على السيطرة على بيئتها بسبب النتائج المعيشية للحصار. وهذا الواقع سيُعمَّم على الجنوب في وقت لاحق، لأن الجوع يقوى أكثر، وهوامش ضبطه تصعب وتضيق".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "إيران والأفرقاء التابعة لها في لبنان، والحليفة لها فيه، غير قادرة على استلامه (لبنان)، ولا على خوض حروب فيه، لأن البيئة الشعبية الحاضنة لهم ما عادت كذلك 100 في المئة".

زيادة التخوين

ولفت المصدر الى أن "معطيات كثيرة تُفيد بأن "القرض الحسن" نفسه، لم يشكّل الفارق المطلوب لدى شرائح واسعة تنتمي الى بيئة "المُمانَعَة". أما النفط الإيراني، فلا يُمكنه أن يكون مُفيداً لبيئة جائعة. فالناس تصارع الجوع والموت اليوم، وهذا النّوع من الأزمات هو الأصعب على الإطلاق".

وختم:"نحن أمام مرحلة من زيادة التخوين والتوبيخ وضرب معنويات الأطراف الحليفة للولايات المتحدة والعرب في لبنان، بعد سقوط أفغانستان بيد "طالبان". ولكن المردود الفعلي لذلك، ليس أكثر من صفر".