مساعٍ حثيثة لسحب المسلّحين من مدارس "الأونروا"

لم يطرأ أي تغيير على خارطة مخيم عين الحلوة، بقي الوضع على ما هو عليه من الاستنفار العسكري المتبادل بين حركة «فتح» والناشطين الإسلاميين مع تطوّرين بارزين، الأول: الكمّ الهائل من الإشاعات التي كانت تتحدّث عن وقوع معركة خلال ساعات، والثاني: المساعي الحثيثة لسحب المسلّحين من مدارس وكالة «الأونروا».

مصادر فلسطينية كشفت لـ»نداء الوطن» أن لجنة ثلاثية من «القوى الإسلامية» التقت الناشطين الإسلاميين (تجمّع الشباب المسلم وجند الشام سابقاً) في منطقتي الطوارئ والتعمير، وبحثت معهم في طرح الانسحاب من مدارس «الأونروا» خشية ضياع العام الدراسي الجديد أو تأخره بضعة أشهر وتفادياً لمشقّة نقل الطلاب إلى مدارس الوكالة المحيطة بالمخيّم.

ووفق المصادر، فإنّ الجواب جاء بالموافقة شرط الحصول على ضمانات لبنانية لا فلسطينية، بعدم دخول «فتح» وقوات الأمن الوطني إليها أو استخدامها في إطلاق النار ضدّهم، وانتشار القوة الأمنية المشتركة فيها كمرحلة موقتة ريثما تتولّى «الأونروا» عملية المسح الأمني خوفاً من وجود عبوات أو قنابل غير منفجرة وإجراء التقييم وصولاً إلى الترميم والصيانة.

هذا الطرح، إضافة الى تطبيق قرارات «هيئة العمل المشترك» الفلسطيني في لبنان بتعزيز القوة الأمنية المشتركة من أجل القيام بالمهام الموكلة إليها في ما يتعلق بالجرائم الأخيرة – أي جلب المشتبه فيهم بالقوة، وفق ما اتفق عليه في اجتماعها الأخير يوم الثلثاء الماضي في السفارة الفلسطينية في بيروت، كان محور الاجتماع الذي عقدته «هيئة العمل» في منطقة صيدا في المخيم مساء.

وفي المعلومات، فإن البحث تركّز على دعم القوة الأمنية المشتركة وقد اتفق على أن يقوم كل إطار في فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» و»تحالف القوى الفلسطينية» و»أنصار الله» و»القوى الإسلامية»، بفرز عناصر بالتساوي، وليس كل فصيل منهم، لأن البعض ليس لديه القدرة العسكرية على ذلك، على أن تكون القوة جاهزة لأي مهام، ومنها الانتشار في مدارس الأونروا» في حال نجاح الطرح وتحديد ساعة الصفر.

في هذا الوقت، لم تهدأ الإشاعات المغرضة في المخيم بطوله وعرضه، وقد بلغت ذروتها في اليومين الماضيين مع قرار القوى الفلسطينية تعزيز القوة الأمنية المشتركة، وتحدثت حيناً عن مهل للانسحاب من مدارس «الأونروا» قبل بدء معركة جديدة، وأحياناً عن قرار بنشر القوة الأمنية فيها، علماً بأنه لم يتم رفدها بعد بالعناصر المطلوبة والكافية للقيام بهذه المهمة.

توازياً، عقد «اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني» اجتماعه الدوري برئاسة الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد في مقرّ التنظيم في صيدا، حيث أكد تعزيز القوة الأمنية المشتركة داخل مخيم عين الحلوة للقيام بدورها في حماية المخيم، وملاحقة مرتكبي العمل الجبان الذي أدّى إلى اغتيال القيادي في الأمن الوطني اللواء أبو أشرف العرموشي، كما أكّد أهمية دور»الأونروا» داخل المخيم وحرصها على بدء العام الدراسي من دون أية عوائق، والتي بدورها تعوّل على تعزيز القوة المشتركة الفلسطينية لحماية المدارس من أي اعتداء.

وأكد المجتمعون أهمية الالتزام بالقرارات المشتركة الصادرة عن الاجتماعات اللبنانية والفلسطينية لجهة مطالبتهم بالإسراع في التعويض على المتضررين من اللبنانيين والفلسطينيين، ومطالبة اللواء محمد خير رئيس الهيئة العليا للإغاثة، بمتابعة هذا الملف نظراً لأهميته الإنسانية، والبدء فوراً بتأمين مسكن للعائلات التي لا تصلح بيوتها للسكن والبدء بدفع التعويضات على المتضرّرين.