المصدر: وكالة أخبار اليوم
الثلاثاء 5 كانون الثاني 2021 17:38:55
وكأنك في مسقط رأس قاسم سليماني... وليس عند الطريق المؤدية من والى مطار بيروت، اي مدخل لبنان!
صور القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، تملأ الاوتوستراد والشوارع، والمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاغتياله قرب مطار بغداد... من خلال هذا الكلام يلاحظ ان ليس للبنان اي علاقة بالرجل! لكن يبدو انها مشكلة البلد المستمرة منذ سنوات.
حيث تعود دائما الذاكرة الى حادثة شهيرة حصلت بين الرئيس الأسبق للجمهورية اللبنانية شارل حلو وأعضاء مجلس نقابة الصحافة في لبنان، إذ قال لهم مستقبلاً ذات يوم: "أهلاً وسهلاً بكم في وطنكم الثاني لبنان".
صحيح ان الرئيس السابق كان يقصد بذلك أن لهم وطناً أوّل هو الدولة (الأخرى) التي تموّل إصدار مؤسساتهم الإعلامية، لكن اليوم المقصود هو الاحزاب (وليس المقصود اطلاقا الاعلام اوالاعلاميين). فمنذ ستينيات القرن الماضي يعاني البلد من "ازمة ولاء للوطن"، حيث ترفع على الاراضي اللبنانية صور وتسمى الشوارع والساحات "تيمنا" بقيادات وزعماء اجانب من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الى رؤساء وضباط فرنسيين مرورا بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وصولا الى الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد فالرئيس الحالي بشار الاسد... واليوم الزمن الايراني من الخميني الى الخامنئي... فقاسم سليماني؟!
طريق المطار
وبالعودة الى طريق المطار التي ازدانت احتفاء بذكرى سليماني، فان السؤال الاساسي من يسمح بنشر صور لقيادات غير لبنانية على اللوحات الاعلانية عند مداخل العاصمة؟!
فقد شرح احد المعنيين في قطاع الاعلان ان هذه اللواحات على كافة الاراضي اللبنانية تملكها شركات خاصة تمنح لها الاذونات من قبل البلديات، وهنا تلعب الاحزاب دورها، وتدور السياسة دورتها، وقال طريق المطار المشار اليها تقع ضمن نطاق بلدية الغبيري، والشركة مالكة هذه اللوحات قريبة من حزب الله، ولذا لم يعد مستغربا نشر صور سليماني!
المشكلة
ورأى، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان المشكلة ليست في اللوحات او الشركات المالكة لها بل في مضمون الاعلانات الملصقة عليها، خصوصا وانها تقع على مدخل لبنان، وتعكس صورته، وليس في بلدة بعيدة او في منطقة نائية، سائلا: "هل بهذه الصور نستقبل ونودّع زوار لبنان"؟!
وعن عن الضوابط القانونية، أوضح المعني في قطاع الاعلان ان لا نصوص قانونية واضحة، مشيرا الى ان الضوابط موجودة فقط في قانون الانتخابات الذي يتحدث في احد مواده عن الاعلان الانتخابي خلال فترة الحملات حصرا، اما خارج هذه الفترة فلا ضوابط لاي حملة سياسية او حزبية.
واشار الى ان الاعلان عادة يخضع لرقابة الاجهزة التي تمنح اذنا من اجل نشره، ولكن معروف "ان لا سلطة تعلو على سلطة الضاحية الجنوبية"، لان حزب الله يعتبر ان الرقابة التي يمارسها اقوى من اي رقابة.