معارك النبطية في 5 قرى ومعارضو الثنائي: "لو بدو يصير إنماء كان صار من 18 سنة"

بلائحة غير مكتملة قررت المعارضة النبطانية خوض المعركة البلدية في مواجهة لائحة ثنائي "أمل" و"حزب الله"، وذلك نتيجة لغياب الإنماء المتوازن منذ أكثر من 18 عاماً، وتوقف معظم منشآت الاتحاد، من معمل فرز النفايات إلى معمل تكرير المياه الآسنة، فضلاً عن انخفاض التغذية بالمياه لمدينة النبطية، وغياب خطة السير، حيث يعاني أبناء النبطية ازدحاماً مرورياً خانقاً في طرقات المدينة، وغيرها من الملفات الإنمائية المعطلة بقرارات سياسية. وبحسب أوساط المعارضة، هناك  14 مرشحاً يستعدون لخوض غمار المعركة البلدية تحت شعار «النبطية تستحق الأفضل".

وفي المقابل، تخوض لائحة "تنمية ووفاء"، التي يترأسها عباس فخر الدين، المعركة البلدية تحت شعار «تعزيز التنمية المحلية ومعالجة أزمات المدينة كافة وإيجاد حلول جذرية لها". وهذا ما ركز عليه فخر الدين خلال إطلاق اللائحة.

ويتضح أن معركة النبطية تخاض من أجل إنماء المدينة، بين لائحة فشل داعموها أي ثنائي "أمل" و"حزب الله" طيلة السنوات الماضية في تحقيق الإنماء الذي ينهض بمدينة النبطية التاريخية والثقافية والتجارية، وبين لائحة اعتراضية تنطلق من هذا الإطار.

للمرة الأولى ربما منذ عشرات السنوات، تواجه لائحة الثنائي لائحة اعتراضية .إذ كانت الانتخابات تُجرى عادة بين مرشحين مستقلين والثنائي، أما اليوم فالمشهد مغاير كلياً، حيث باتت أوراق المعركة واضحة للجميع تحت عنوان «تنافس انمائي"، حسبما يقول مصدر اعتراضي، مؤكداً "أن المعركة تخاض في مواجهة تغييب الإنماء لا أكثر».

حماوة المعركة البلدية في النبطية، تنعكس معركة محتدمة في بلدة الكفور، بلدة التعايش الإسلامي المسيحي. في هذه البلدة يواجه الثنائي لائحة من عوائل الشهداء والمسيحيين الرافضين لأداء رئيس البلدية الحالي خضر سعد، والمرشح لرئاسة البلدية من جديد.

بحسب أوساط متابعة، فإن المعركة في الكفور قد تكون أم المعارك في محافظة النبطية، بالنظر إلى طبيعة الصراع الانتخابي بين سعد، المحسوب على "حزب الله"، وبين عائلات شهداء "الحزب" ومسيحيين يعترضون على سياسة البلدية الإنمائية.

وينطلق هؤلاء، بحسب المراقبين من سلسلة ملفات فساد،  من بينها ملف معمل حرق الإطارات في وادي الكفور والنفايات وتهميش الدور المسيحي.

بالأرقام، يشكل الصوت المسيحي الرافعة في هذه البلدة، ففي الكفور يشكل عدد الناخبين المسيحيين أكثر من النصف.

وتقول المصادر إن اللائحة تترأسها سيدة من آل حنجول برزت في مواجهة رئيس البلدية الحالي، أثناء قضية معمل الإطارات والمطالبة بإقفاله ونقله من البلدة.

المواجهة في كفررمان تختلف نسبياً، بحيث تبرز بين حركة "أمل" نفسها وبين "الحزب الشيوعي"، إذ ستخوض البلدة النزال البلدي بثلاث لوائح: لائحة "تنمية ووفاء"، ولائحة "كفررمان تستحق" المدعومة من "الحزب الشيوعي" والقوى اليسارية، وبين لائحة مدعومة من رئيس البلدية الأسبق كمال غبريس والتي تضم كوادر من حركة "أمل".

الصراع في كفررمان قد يكون الأكثر حدة، فالتنافس هنا ليس إنمائياً بقدر ما هو إبراز أحجام كل طرف يتصارع على مقاعد البلدية.

إنها معركة أحجام وإعادة توازن في القرى، وهذا ما ينطبق على الانتخابات البلدية في النبطية، ويبدو هذا الأمر جلياً في بلدة الدوير، حيث تتنافس لائحتان: الأولى، "تنمية ووفاء ". والثانية، تضم "الحزب القومي السوري" و"حزب البعث" واليساريين والمعترضين على أداء الأحزاب طوال السنوات الماضية.

وما دفع باللائحة الاعتراضية للتنافس هو نوعية الأسماء المطروحة والتي لا تمثل عائلات الدوير، ولا تحدث نقلة إنمائية، وهو أمر يدركه "الحزب" و"الحركة" اللذان واجها أزمة رفض ترشيحات.

أما في بلدة أنصار التي اشتعلت فيها المعارك البلدية والاختيارية وغطت صور المرشحين طرقات البلدة، البارز هنا لائحة "الشباب" غير المكتملة، وهي تتألف من 5 شباب قرروا خوض الاستحقاق رفضاً للأسماء المطروحة لتولي البلدية.

أنصار بالنسبة للشباب، هي نقطة تحول إنمائي ويطمحون لجعلها بوابة عبور سياحية وتجارية وثقافية نحو الوطن، بعد إهمال لسنوات.

يدرك الشباب أن لا حظوظ لفوزهم وأن ترشحهم هو لتسجيل موقف، لكنهم يحاولون أن يدفعوا أبناء البلدة لاختيار الأنسب ومن يحمل برنامجاً قابلاً للتحقيق.

إذاً، رفض الناس للواقع البلدي القائم قد يدفع لخيارين، بحسب مراقبين: إما إحجام عن المشاركة وهذا ينعكس على نسب المشاركة أو اللجوء للتشطيب، وإما ينعكس على لوائح "تنمية ووفاء" لصالح القوى الاعتراضية. وفي الحالتين، مسار التزكية يبدو هو الذي يتقدم المشهد والذي يديره مكتب الرئيس بري في المصليح، حيث تبذل المساعي الكبرى لإرساء التزكية على حساب الانتخابات.

يجزم مراقبون أن معركة الجنوب قد تكون الأبرز، كون الانتخابات المزمع إجراؤها بعد 6 أيام ستجري تحت وقع الغارات المتنقلة بين بلدة وأخرى، غير أن قيمة هذا الاستحقاق تكمن في تفاصيله الإنمائية، بحيث يخوض كافة الأطراف المتنافسين على المجالس البلدية المعركة تحت عناوين إنمائية.

ما عزز هذا الأمر، أن الإنماء جنوباً متوقف منذ عشرات السنوات، ويكاد يكون مفقوداً في كثير من البلدات، واليوم، يخوض الثنائي تجربته الانتخابية البلدية تحت عناوين الإصلاح البلدي والتنمية المحلية، ويسعى عبر طرحه هذه العناوين إلى استمالة صوت الناخب مجدداً، في حين ينطلق المعارضون في معاركهم الانتخابية من عناوين تنمية الإنماء المحلي، على قاعدة «لو بدو يصير إنماء كان صار من 18 سنة».

منذ 18 عاماً توقف الإنماء جنوباً، بقيت طرقات القرى دون تعبيد تغزوها الحفر وتسيطر عليها النفايات ويكتسحها الإهمال، مشاهد لم تدفع الثنائي إلى إعادة عجلة العمل الإنمائي الذي يعيد طرحه اليوم كسباً لثقة الناس، فهل ينجح؟