المصدر: النهار
السبت 8 تشرين الثاني 2025 10:35:49
رأى الباحثان في معهد واشنطن ماثيو ليفيت ومايكل جاكوبسون أن تقويض "حزب الله" في لبنان يستوجب استهداف شبكاته في الخارج.
وقالا في تقرير مشترك إنه بعد تكبّده خسائر كبيرة في حربه مع إسرائيل عام 2023، يسعى "حزب الله" بشكل عاجل إلى إعادة بناء قدراته العسكرية والمالية. وعلى الرغم من الضغوط الأميركية، ولا سيما من المبعوثة الخاصة مورغان أورتاغوس التي حثّت الرئيس اللبناني جوزف عون على نزع سلاح الحزب، إلا أن الحزب ما زال متجذراً بقوة في لبنان بفضل دعم إيران وشبكاته المالية العابرة للحدود.
ومع ذلك، يقر الباحثان بأنه رغم استمرار إيران في تمويل الحزب، فإن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها لبنان وسوريا، مثل تقييد الرحلات الجوية الإيرانية والتعاملات المالية، جعلت إيصال الدعم أكثر تعقيداً. وفي ظل أزمة مالية خانقة، لجأ حزب الله بشكل متزايد إلى شبكاته الدولية في أفريقيا وأميركا الجنوبية لجمع الأموال وغسلها من خلال أنشطة مثل التهريب، وتزوير العملات، وتجارة المخدرات، وغسل الأموال. وقد حذّرت السلطات الأميركية من أن ممولي الحزب ينشطون بشكل خاص في غرب أفريقيا ومنطقة الكثلث الحدود بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي.
كما يستخدم الحزب شركات واجهة وشبكات شراء دولية للحصول على أسلحة وتقنيات مزدوجة الاستخدام، بما في ذلك مكونات لطائرات مسيّرة انتحارية ومواد متفجرة، وقد تم الكشف عن عمليات له في أوروبا والصين.
ويؤكد التقرير أن السبيل الأساسي لإضعاف حزب الله لا يكمن فقط في نزع سلاحه داخل لبنان، بل في قطع شبكاته المالية والتقنية العالمية. ويدعو التقرير الدول إلى تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، ما يمنح سلطاتها القانونية أدوات أوسع للتحقيق وملاحقة أنشطته. وتُظهر التجارب أن نشاط الحزب يتراجع في الدول التي صنّفته إرهابياً.
ومؤخراً، انضمت الإكوادور إلى خمس دول في أميركا اللاتينية في تصنيف حزب الله والحرس الثوري الإيراني كمنظمات إرهابية، في إطار جهد دولي متصاعد؛ إذ اتخذت 19 دولة منذ عام 2019 قرارات بحظر أو تقييد أنشطة الحزب.
ويختتم التقرير بالتأكيد على أن هذه المرحلة تمثل فرصة حقيقية لإضعاف حزب الله بشكل حاسم، وأن التقاعس عن استغلالها سيقود إلى انهيار الدولة اللبنانية وتجدد الصراع في الشرق الأوسط.