ملف ترسيم الحدود معطل... وساترفيلد لن يعود!؟

أكّدت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» أنّ ملف ترسيم الحدود البحرية صار في حُكم المُعطّل بكامله، ولا عودة جديدة للوسيط الاميركي ديفيد ساترفيلد إلى بيروت، خصوصاً انه انتقل ليتولى مهمات جديدة في المنطقة.

وقال مرجع حزبي لـ«الجمهورية»: «إننا من الأساس لم نعلّق املاً كبيراً على التحرّك الذي بدأه ساترفيلد، خصوصا انّه كان في البداية متقلباً ثم فجأة عاد واعتمد الليونة وقدّم نفسه وسيطاً نزيهاً بين لبنان وإسرائيل. وأفهم اللبنانيين بأنه يسعى إلى حل يؤمّن حق لبنان بنفطه وغازه، وكأنه أعطاهم إبرة مخدّر. ونحن اقرب الى هذه القناعة، خصوصا أنّ ليونة ساترفيلد جاءت في ظل التمهيد لـ«صفقة القرن» وورشة البحرين، وعندما انتهى هذا الأمر عادوا إلى مربع الصفر، وبدأوا يماطلون، وتجلّى ذلك في الطرح الأخير لساترفيلد بعدم إشراك الأمم المتحدة في المفاوضات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، علما إن هذا الأمر كان متفقاً عليه في بدايات حركة ساترفيلد».

وبحسب المرجع نفسه، «أنّ الامور قد تعطلت نهائياً إلاّ اذا حدثت مفاجأة غير متوقعة». واللافت أنّ بري عندما يُسأل عمّا إذا كان ملف ترسيم الحدود قد تعطل، يسارع إلى القول: «أن يتعطل الترسيم، فذلك أفضل بكثير من أن يأتي الحل لمصلحة عدو لبنان، وهنا يصح المثل الشعبي الذي يقول «فلتبك كل امهاتهم، إلاّ امي».

إسرائيل «محبطة»
في سياق متصل، أعرب وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، عن إحباطه بسبب ما سمّاه «إخفاق لبنان في التوصل إلى اتفاق حول محادثات بوساطة أميركية» من أجل ترسيم الحدود البحرية بينه وبين إسرائيل. ولمح شتاينتز في لقاء مع إذاعة إسرائيلية أمس إلى أنّ السلطات اللبنانية تواجه «ضغوطاً داخلية، فهي تحت تأثير الخوف من حزب الله»، الذي يُعتبر جزءاً من حكومة الوحدة الوطنية». وأضاف أن «اللبنانيين يريدون تطوير مواردهم الطبيعية من جهة، ومن جهة أخرى يُعتَبر النزاع المستمر مع إسرائيل مدمراً لهم ولنا، لكنه مدمّر لهم بمقدار أكبر». وقال: «إنّ الحكومة اللبنانية لم ترفض رسمياً الوساطة، إلا أنّه في غضون أسبوع أو 10 أيام، سنعرف أخيراً ما إذا كنا متجهين حقاً نحو المحادثات، أو أن هذه القضية ستؤجّل لسنة أو سنتين أو ثلاث سنوات أخرى».