مناوشات الجنوب: إعلان الحرب رهن توسُّع المواجهات في الإقليم

بين حدّي موقف متضامن وداعم لحركة المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، وموقف يأخذ خصوصية الوضع في لبنان، والرغبة الرسمية والسياسية والشعبية بعدم التفريط بانجازات الصمود والهدوء من الجنوب الى الضاحية وبيروت، وسائر المدن والمناطق اللبنانية، يمشي «حزب الله» من دون استعجال، مقيّماً الحساب لكل كلمة وخطوة وضربة عسكرية..مع الاخذ بعين الاعتبار عدم الانجرار الى استعادة ما جرى في حرب تموز من استهداف للمدنيين والقرى والجسور ومحطات الكهرباء والمياه والمستشفيات من الجنوب الى الضاحية والبقاع، فضلاً عن عمليات التهجير الجماعي وما ترتب عليها.

وبصرف النظر عن الاتصالات الدبلوماسية الدولية، والمشاورات الداخلية، فإن اليوم الرابع من العمليات الحربية بين اسرائيل وحماس وفصائل المقاومة في غزة وغلافها وسائر مناطق الوجود الفلسطيني، شهد وتيرة اعلى من «المناوشات بالقذائف والمدفعية والصواريخ»، من دون التوصل الى اعلان رسمي بالدخول في الحرب مباشرة..

واستبعد خبراء تطور المناوشات الى حرب، ما لم يحدث تطور كبير في الميدان، كمحاولة ازالة غزة او غزوها من البر او توسع المواجهات في الاقليم، على مستوى دولي - اقليمي، في حرب محاور شبيهة بالحرب الروسية - الاوكرانية.

دبلوماسياً، تحرّكت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت دورثي شيا بين عين التينة حيث التقت الرئيس نبيه بري ودارة الرئيس نجيب ميقاتي، لنقل الموقف الاميركي مما يجري، والتحذير من مغبة انجرار لبنان او توريط حزب الله للبلد بفتح جبهة جديدة من الجنوب.

وكشفت مصادر سياسية ان سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا نقلت بالامس الى رئيس مجلس النواب بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله أبوحبيب موقف حكومة بلادها من التطورات المتسارعة في غزة، وتحذيرها من مغبة مشاركة حزب الله في هذه الاشتباكات الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، ما يعرض لبنان واللبنانيين لمخاطر غير محسوبة، واكدت في الوقت نفسه حرص الولايات المتحدة الأمريكية على امن واستقرار وسلامة لبنان.

واشارت المصادر إلى ان حركة عدد من السفراء الأجانب نقلت الى المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، تحذيرهم من مشاركة الحزب بالعمليات العسكرية انطلاقا من جنوب لبنان في هذا الظرف بالذات، الذي يشهد تطورات متسارعة لا يمكن التكهن بنتائجها وتداعياتها،والخشية من الزج بلبنان فيها.