المصدر: نداء الوطن
الكاتب: رمال جوني
الثلاثاء 8 تموز 2025 08:29:09
من الواضح أن الموسم السياحي ليس بخير، ينتظر ما سيترتب على زيارة المبعوث الأميركي توم براك إلى لبنان، وإن كان البلد سينعم بموسم حافل أم سيشهد تصعيدًا أمنيًا.
للعام الثاني على التوالي، تُشلّ حركة الموسم السياحي الذي ينتظره أصحاب المنتزهات النهرية جنوبًا، التي كانت تعج بالرواد بالتزامن مع انطلاق فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، أما اليوم فالحال مختلفة تمامًا.
فقد ساهمت الغارات الإسرائيلية اليومية بتأخير انطلاق الموسم السياحي النهري جنوبًا، وسرقت منه الرواد... لقد انكفأ الناس عن الحضور إلى المنتزهات المنتشرة من الخردلي مرورًا بقاقعية الجسر، وصولًا إلى كفرصير وباقي القرى.
في قاقعية الجسر، حيث تنتشر الاستراحات على طول النهر، حضر أصحاب المنتزهات وغاب روادها. وفي هذا السياق يقول أبو يوسف حلاوة، صاحب أحد المنتزهات: "كانت مواقف السيارات تضيق بزحمة الزبائن، اليوم ما في حدا".
ويضيف: "الموسم لم ينطلق فعليًا بعد، الناس تعيش حالة من القلق والترقّب. المغتربون لم يأتوا بعد، وأبناء القرى الأمامية الذين هجّروا ودُمرت منازلهم كانوا يشكّلون جزءًا كبيرًا من الموسم".
لم يعش أصحاب المنتزهات ظروفًا مماثلة من قبل، وعادة ما كانت تضج بالحياة، سواء بزوار من النبطية أو خارجها. وقد تكون هذه المرة الأولى التي تُشلّ فيها الحركة كليًّا. يختصرها أصحاب المنتزهات بعبارة: "ما في حدا أبدًا".
منذ انتهاء العام الدراسي، شرّعت المنتزهات أبوابها، وما إن تبدأ الحركة، حتى تعاود الغارات الإسرائيلية استهداف المنطقة، فتشل الحياة. هذا الواقع، يعتبره كثر مدمّرًا للسياحة النهرية، غير أن بعض أصحاب المنتزهات يراهنون على الناس في تحريك عجلة الموسم.
علي سلامة، صاحب أحد المنتزهات، لا يُخفي تفاؤله، ويقول: "الموسم سينهض من جديد، وستدب الحركة في المنتزهات، الناس لن تستسلم للواقع، بل ستنتفض وتعيد الحياة إلى كل القطاعات".
يراهن سلامة على عامل الوقت، ويضيف: "الموسم ما زال في بدايته، وكنا في أجواء عاشوراء، وخلال الأسابيع المقبلة ستعود الحركة، فأبناء الجنوب يحبون الحياة".
بحسب المعطيات الميدانية، كانت منتزهات الليطاني تستقطب آلاف الزوار كل موسم من مختلف المناطق، وكانت المنافسة على أشدّها. أما اليوم، فتبدّل المشهد، الحرب غيّرت وجه السياحة في الوقت الحاضر، وأصبح الناس يتريثون في الخروج خشية تجدّد الغارات، ناهيك عن حالة الترقب التي تسيطر عليهم. وباتت الأولوية لتأمين أساسيات الحياة، أما الترفيه، كما يقول أبو يوسف حلاوة، فبات ثانويًا وخارج الاهتمام. منذ أكثر من 25 يوم عمل، لم يحضر إلا القليل، وهذا أمر غير مسبوق".
في المحصّلة، السياحة النهرية بانتظار تغيّر المشهد: هدوء أم تصعيد؟ الكلمة الفصل للأيام المقبلة.