المصدر: الانباء الالكترونية
الكاتب: لارا أبي رافع
الأحد 31 آب 2025 18:15:42
تشغل "منطقة ترامب الاقتصادية" لبنان واللبنانيين خصوصاً بعد ما تداوله موقع "أكسيوس"من معلومات عن مشروع إقامة هذه المنطقة في جنوب لبنان. المشروع بحدّ ذاته يثير تساؤلات عدة ومخاوف من تحوّله الى مشروع تهجيري: وبالتالي ما الذي يمكن أن يحمله للبلد من فرص اقتصادية أو سياسية؟ وهل هو مشروع قابل للتنفيذ فعلياً في ظلّ التعقيدات الأمنية والسياسية القائمة، أم أنّه مجرّد طرح يضاف إلى لائحة المشاريع التي بقيت حبراً على ورق؟
في هذا السياق، يشير البروفيسور في العلوم الاقتصادية وعضو هيئة مكتب المجلس الاقتصادي والاجتماعي أنيس أبو دياب إلى أنّه "من أدنى شك المناطق الاقتصادية إن كانت حرة أو صناعية أو تكنولوجية تؤدي إلى ضخ سيولة في الأسواق وتؤمن فرص عمل. وبالتالي تؤمن بنى تحتية إضافة للمنطقة التي تقع فيها، وفي هذه الحالة الجنوب من الناقورة وصولاً إلى مزارع شبعا كما تؤمن فرص عمل كثيرة حسب طبيعة هذه المنطقة الاقتصادية".
ويضيف أبو دياب في حديثٍ لجريدة "الأنباء" الإلكترونية: "لا بد من معرفة طبيعة هذه المنطقة الاقتصادية. هل ستكون منطقة اقتصادية حرّة؟! أنا أشكّ في ذلك، إذ عادة ما تكون المناطق الاقتصادية الحرة في المرافق العامة كالمطار أو المرفأ أو على الحدود بين دولتين، ولكن طالما أنه لا تطبيع مع إسرائيل فإنني أشكّ في أن تكون منطقة اقتصادية حرّة أي خالية من أي رسوم جمركية".
ويتابع: "قد تكون منطقة تكنولوجية صناعية وهذا مهم لأنّه يؤمن فرص عمل ويعطي استثمارات جديدة للجنوب. بالإضافة إلى أنّها ترفع من قيمة الأصول والعقارات والأراضي وبالتالي تزيد المنطقة غنى، خصوصاً أنّ هذه المنطقة غنية بالغاز وبالتالي فإنّها تؤمن مناطق لتكرير الغاز وتُصبح عملية إمداد النفط والغاز إلى أوروبا أو المرافق المعتمدة متوفرة".
ورغم الأهمية الاقتصادية الكبيرة لهذه المنطقة، إلا أنّ أبو دياب يلفت إلى أنّ الاستدامة الاقتصادية هي الأهمّ خصوصاً إذا بقيت هذه المنطقة منطقة اقتصادية عازلة أو منطقة اقتصادية أمنية عازلة، وهذا أمر لا بدّ من معرفته لأنّه يؤثّر على طبيعة النمو الاقتصادي فيها".
لا بدّ للمناطق الاقتصادية أن يكون فيها استقرار أمني وسياسي كي تنجح وتكون قابلة للتنفيذ، فهل ينطبق ذلك على الجنوب؟
حتى الآن لا يعتبر الجنوب منطقة استقرار أمني في ظلّ ما تشهده القرى من غارات إسرائيلية مستمرة. في هذا السياق، يشير أبو دياب إلى أنّه يجب معرفة الأهداف الاقتصادية لهذه المنطقة وما هي طبيعتها وإن كانت هناك أهداف سياسية، مضيفاً: "أي منطقة اقتصادية تكون لها مفاعيل إيجابية على الناتج المحلي وفرص العمل وبالتالي تؤمن ضخ سيولة جديدة واستثمارات أجنبية مباشرة وتزيد من النمو الاقتصادي في البلد".
إذاً الطرح موجود والانعكاسات الاقتصادية واضحة، ولكن يبقى السؤال هل من شيء خفي وراء إقامة هذه المنطقة؟