المصدر: الشرق الأوسط
الكاتب: بولا اسطيح
الأربعاء 29 تشرين الأول 2025 07:02:59
بعد أشهر من تركيز إسرائيل استهدافاتها وعمليات الاغتيال على عناصر في «حزب الله»، كان لافتاً في الأيام الأخيرة إقدام «حزب الله» على نعي اثنين من قيادييه.
أما الثاني فتم اغتياله في بلدة النبي شيت في البقاع اللبناني شرق البلاد يوم الأحد ونعاه «حزب الله» بوصفه «القائد الدكتور» علي الموسوي.
أما الجيش الإسرائيلي فقال إن «الموسوي كان يعمل تاجراً للأسلحة ومهرباً للوسائل القتالية في صفوف (حزب الله) وتورط في شراء الأسلحة ونقلها من سوريا إلى لبنان وشكل عنصراً مهماً في أعمال إعمار وتسلح الحزب».
ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، لم يُصنّف «حزب الله» أياً ممن اغتالتهم إسرائيل قياديين رغم إعلان الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة أن من اغتالهم موكلون بمهمات قيادية.
وكان الحزب نشر أسماء وصور 35 قيادياً كبيراً اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب، بالإضافة إلى الأمينين العامين السابقين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
حسب الباحث في «الشركة الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، فإن عدد قتلى الحزب إبان الحرب بلغ 4600 قتيل، أما وبعد انتهائها وحتى اليوم، فتم اغتيال 385 عنصراً.
ولفت شمس الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن معظم هؤلاء من مسؤولي المناطق، أي مستوى الصف الثاني أو الثالث، لكن البعض مثل عباس كركي وعلي الموسوي اللذين تم اغتيالهما في نهاية الأسبوع الماضي فهما من الصف الأول.
ومعظم عمليات الاغتيال التي نفذت خلال الأشهر العشرة الأخيرة تمت خلال تنقل العناصر على الطرقات وبشكل أساسي في مناطق جنوب لبنان.
ويعتبر علي الأمين، المحلل السياسي المعارض لـ«حزب الله» ورئيس تحرير موقع «جنوبية»، أنه «من الواضح والثابت أن الاغتيالات تطال كوادر في (حزب الله)، وذلك أن انطباعاً بات راسخاً في أوساط الحزب وجمهوره أن المحازبين الذين لا يقومون بمهمات عسكرية أو متصلة به، لا يشعرون بخطر استهدافهم، وبعضهم يعبر بثقة عن أنه لا يتولى أي مهمات أمنية أو عسكرية لذا لا خطر عليه».
وقال الأمين لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجديد هو أن ثمة تصعيداً إسرائيلياً، والترجيحات تشير إلى أن الاغتيالات والاستهدافات الإسرائيلية تتركز على المنخرطين في الوظائف الأمنية والعسكرية والمرتبطة بها، لذا يمكن الإشارة إلى المهندسين اللذين استهدفا قبل أسبوعين في محيط النبطية، بما يشير إلى أن الأهداف الإسرائيلية تبدو مركزة على من تزعم أنهم كوادر لـ(حزب الله)».
ويضيف أن «الأرجح أن إسرائيل تريد استهداف البنية التحتية والعسكرية لـ(حزب الله) أو ما تبقى منها، لا سيما وأن مؤسسات الحزب المدنية والاقتصادية المعروفة لا تشكل هدفاً منذ وقف الأعمال العدائية، لذا يمكن ملاحظة أن نواب (حزب الله) مثلاً يتنقلون بشكل شبه طبيعي في مناطق عدة، من هنا يمكن القول إن الأهداف الإسرائيلية لا تزال تتركز على الأمنيين والعسكريين داخل الحزب ومن يرتبطون بالمنظومة القتالية».
وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن هجمات تل أبيب على لبنان تركز حالياً على 3 مناطق؛ أولاً منطقة الحدود الجنوبية اللبنانية بحيث تؤدي الهجمات الإسرائيلية المركزة إلى «تآكل البنية التحتية لـ(قوة الرضوان)، ولكنها تُظهر أيضاً أن (حزب الله) يحاول استعادة البنية التحتية لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وجمع المعلومات الاستخبارية، وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات بالقرب من الحدود».
أما المنطقة الثانية، فهي النبطية وخربة سلم وكفر دونين «حيث مراكز القيادة والسيطرة لقوات (حزب الله)، ما يسمح بالفصل بين المستوى القتالي ومستويات القيادة».
وتهدف الهجمات على المنطقة الثالثة أي البقاع شرقاً إلى «إلحاق الضرر بالبنية التحتية الاستراتيجية، حيث تُقدر هذه المنطقة بأنها خط شريان لوجستي ومنطقة تخزين للأسلحة الإيرانية والصواريخ بعيدة المدى والأسلحة التي يتم تهريبها إلى لبنان».