من فائض القوّة إلى فائض المال... الاستنتساخ الاستيطانيّ ووضع اليد على أراضٍ بالقوّة!

بعد أن أخضع "حزب الله" وحلفاؤه السّلطة بفائض قوّة أيديولوجيّ عسكريّ أمنيّ، وفي ظلّ عمل منهجيّ لتحويل الأنظار عن خطورة ما يقوم به من خلال جولات موفدين له على مرجعيّات روحيّة وسياسيّة وأكاديميّة وإعلاميّة واقتصاديّة، وحتّى في بعض قنوات مفتوحة مع بعض الاغتراب، عمل منهجي عبر هذه الوفود للقول بأنّه يريد الحوار، وهو منفتح على خيار ترميم العلاقات الوطنيّة عبر القول بالعيش المشترك، ونهائيّة الكيان اللّبنانيّ واحترام الدّستور، في ظلّ كل ذلك، تراه في سلوكه بعد إخضاع السّلطة بفائض القوّة دون تجاهل مسار التّرهيب والتّهويل حتّى الاغتيال الجسديّ، يستمرّ في فرض وقائع ميدانيّة في الجغرافيا من سوريا إلى لبنان باحثاً عن استعمال فكرة "التشييع" بما يناقض حتّى خيار المرجعيّات الشيعيّة التّاريخيّة من الإمام المغيّب موسى الصّدر، إلى الإمام الرّاحل محمد مهدي شمس الدّين، وحتّى الإمام محمد حسين فضل الله. 

من الحدث إلى بعبدا، ولاسا ورميش في لبنان، إلى القلمون الغربيّ والزبداني والقُصير في سوريا، خلوصاً إلى الأيادي التي امتدّت إلى الأشرفية ومحيطها بعد تفجير مرفأ بيروت، مع دخول منظّم إلى مناطق سنيّة ودرزيّة الكثافة تاريخياً مع تلك المسيحيّة، "حزب الله" يريد قضم أملاك وأراضي بالتّرغيب الماليّ في ظلّ أزمة ماليّة واقتصاديّة واجتماعيّة خانقة، ويقوم بذلك بموازاة استيلاء بالتّرغيب أيضاً على قطاعات صناعيّة وتجاريّة خدماتيّة، بعد أن صادر المرافق البحريّة والبريّة والجويّة أمام صمت القضاء والقوى العسكريّة والأمنيّة الشرعيّة، الذين يمنعهم أركان المنظومة من التحرّك لفرض تغيير هويّة متكامل، أضف إلى ذلك قيادة عمليات إعلاميّة تشويهيّة ضدّ أيّ مجموعة تحاول إنجاز توازن الحدّ الأدنى أمام ما يقوم به، مستعملاً حلفاؤه في هذا السيّاق. 

مصدر كنسيّ مطّلع عبّر لـ "المركزية" عن  "رصد دقيق لما يجري"، وأعاد النّقاش في هذه المسألة إلى "العام 2011 حيث برزت أزمة أرض واسعة في بعبدا، ويبدو أن المسلسل مستمرّ، ويجب التّصدي له بالتمسّك بالأرض رغم محاولات الاستمالة التي بلغت في بعض الجغرافيا حدّ التّهديد". 

 ويقول المصدر الكنسيّ الرّفيع المستوى: "للأسف لم يدرك حزب الله حتّى السّاعة أنّ الخيارات التّي أخذها في لبنان لن تمرّ دون مخاطر اصطدام حقيقيّة، والحديث ليس عن حرب، بل عن مأزق سيواجهه هو وبيئته الحاضنة في مرحلة التحوّلات الجيوسياسيّة في المنطقة". 

وإذ يشدّد المصدر الكنسيّ على أنّ "لا إشكال شيعيّاً – مسيحيّاً بل إشكال حزب الله – وطنيّ، فإنّه يدعو العُقّال في الطّائفة الشيعيّة لفهم المحاذير المدمّرة لما يقوم به حزب الله وحلفاؤه، مع أولوّية عدم انجرار المتأذّين من الأزمة الماليّة والاقتصاديّة لمغادرة كاملة للبنان". ويأسف "أنّ ما يقوم به هذا الفريق يشابه مسارات الاستيطان المستندة إلى فائض قوّة وفائض مال، بما يجعله مع عدوٌ له شبيهه حلفاء، وهذا ستكون كلفته عالية".