موعد الهجوم على إيران يقترب.. والخشية من حشر "حزب الله" أنفه لمساندتها!

في الوقت التي تتهيأ فيه المنطقة لعاصفة محتملة، يغرق الداخل اللبناني في تناقضات لا تُطاق. اذ ينكشف الدور المزدوج لحزب الله بين تأكيد التزامه بالقرار 1701 في العلن من جهة، وغض النظر عن مهاجمة قوات "اليونيفيل" في الواقع من جهة أُخرى، فتُهاجم دورياتها، وتُكسر آلياتها، ولا أحد يُحاسب، فيما الفاعلون مجهولون معلومون. لا مذكرات توقيف، ولا استدعاءات. الرسالة واضحة: الاعتداء مسموح، الاعتذار متاح، لكن العقاب ممنوع.

ويبدو أن الحزب يُكرّر السيناريو نفسه الذي اعتمده بعد حرب تموز 2006، أي الانقلاب على القرار 1701، من خلال بناء ترسانة عسكرية على الأرض التي تنتشر فيها "اليونيفيل"، ويريد شلّ قدرات هذه القوات حتى لا تعرقل مخططاته، لا سيما أن المتابعين السياسيين لمسار الأحداث، يرون أن حرب الحزب على قوات حفظ السلام تهدف إلى إخفاء سلاحه، وتضع هذا الأمر الموقف الرسمي اللبناني، الذي يؤكد باستمرار أن الجنوب خالٍ من السلاح، في حين يتضح أن ذلك قد يكون مُجرد إدعاء. 

أما في المقلب الآخر، فإن إخلاء واشنطن لقواعدها رسالة واضحة بأن طبول الحرب تُقرع في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة لا تُخفي قلقها، اذ تتجه لحماية مصالحها في لحظة إضطراب كُبرى، التي تنذر بأن المنطقة مقبلة على انفجار محتمل تتشابك فيه التهديدات النووية بالصواريخ الدقيقة، والمفاوضات الايرانية - الاميركية المتعثرة  بالرسائل النارية.

ويرى محلل عسكري استراتيجي في اتصالٍ مع kataeb.org أن الأمر مختلف هذه المرة، وأن إيران التي نجحت بالنجاة من ضربات عسكرية أميركية محتملة في الماضي، قد لا تنجو هذه المرة من ضربة اسرائيلية أكيدة، مشيرًا أنه من الأفضل لها ألا تكرر خطأ حليفها في المنطقة الحزب الذي ظل يقارب التهديدات الإسرائيلية ويُدرجها ضمن المعادلات القديمة للصراع مع تل أبيب، من دون أخذ المستجدات وتغيّر الإستراتيجيات الإسرائيلية في الحسبان، ما انتهى به إلى تلقّي ضربات ساحقة.

ماذا لو حشر الحزب أنفه وسط تصاعد التوترات الاقليمية؟ يجيب المحلل العسكري: "إن وضع الجبهة اللبنانية مرتبط عضويًّا بالهجوم على ايران والعكس، لأنه إذا كانت الأمور متصاعدة، ستكون الجبهة اللبنانية متحركة وسيكون هناك ردود متبادلة ربما تشمل لبنان، لكن في المقابل يُدرك حزب الله أن موازين القوى تغيرت ولم تعد لصالحه، انطلاقاً من كونه خرج من حربه على إسرائيل منكسرًا منهكًا مهزومًا، لذا لن يكون مستقبله كما حاضره، فأي خطوة غير محسوبة قد تحطمهُ بشكل نهائي هذه المرة، ويخلص الى القول: نحن في مرحلة ترقب وانتظار."