المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: جوانا فرحات
الأربعاء 21 أيار 2025 17:20:58
ثلاثة أيام هي مدة الزيارة الرسمية التي يمضيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لبنان وقد استهلها بلقاء مع رئيس الجمهورية جوزاف عون استمر لأكثر من 20 دقيقة على أن يبدأ برنامج لقاءاته يوم غد بلقاء مع رئيس الحكومة نواف سلام.
الهدف من الزيارة إطلاق حوار رسمي بين لبنان والسلطة الفلسطينية حول هذا الملف، الذي يشكل تحديًا للأمن اللبناني ويثير قلقًا داخليًا وخارجيًا. والواضح أن ملف سلاح المخيمات سيكون على رأس جدول المباحثات حيث يُتوقع أن تكون هناك خطوات مفصلية نحو معالجة ملف سلاح الفصائل الفلسطينية في المخيمات.
ووفقًا لمصادر لبنانية وفلسطينية، يحمل الرئيس عباس خطة شاملة تهدف إلى تعزيز سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها، خصوصاً بعد الحوادث الأمنية الأخيرة التي تورط فيها فلسطينيون، مثل إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني. وتتضمن الخطة جدول نقاط ابرزها، ضبط السلاح داخل المخيمات من خلال تفكيك البنية العسكرية للفصائل الفلسطينية، وحصر القرار الأمني وتسليمه إلى قيادة سياسية موحدة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وتحييد المخيمات عن النزاعات الإقليمية من خلال منع أي نشاط عسكري من داخلها، ووضع صياغة جديدة للعلاقة اللبنانية-الفلسطينية بدعم من أطراف عربية مؤثرة.
لبنان، من جهته، يصر على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية كشرط أساسي للحفاظ على أمنه واستقراره. وقد تلقى هذا الموقف دعمًا من دول عربية، خصوصا الخليجية التي تشجع على تنفيذ خطة نزع السلاح. في المقابل، هناك خشية من أن يؤدي تنفيذ هذه الخطة إلى تصعيد أمني داخلي، خصوصا إذا لم يتم التنسيق الكامل مع جميع الفصائل الفلسطينية. وعلى الرغم من استعداد حركة فتح للتعاون مع الخطة، فإن الفصائل الأخرى، مثل حماس، أبدت رفضًا قاطعًا لتسليم سلاحها أو التنسيق مع السلطة الفلسطينية. وهذا الرفض يعكس تعقيداً في الوضع، حيث أن القرار اللبناني لنزع السلاح يحتاج إلى توافق داخلي فلسطيني، وهو ما يبدو صعب التحقيق في ظل الانقسامات الحالية.
بالتوازي لفت كلام نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أن لبنان يلزمه الكثير بعد لحل مسألة حصرية السلاح، والسؤال الذي يطرح الأولوية لمن؟ نزع سلاح المخيمات أو سلاح حزب الله؟
الكاتب والمحلل الجيوسياسي الدكتور جورج أبو صعب يؤكد لـ"المركزية" أن مسألة حصرية السلاح تسير بالتوازي بين سلاح المخيمات الفلسطينية وسلاح حزب الله، وهو يندرج في سياق قرار استراتيجي بإنهاء مسألة السلاح الخارج عن الشرعية . إلا أن مسألة نزع سلاح حزب الله مرتبط بمصير المفاوضات الأميركية -الإيرانية وهو يخضع لتجاذبات عديدة وما علينا سوى الإنتظار والترقب لكن الأكيد أن ما بعد زيارة ترامب إلى السعودية والإمارات لن يكون كما قبلها، وهناك أمور كثيرة ستتحرك وبشكل سريع في الأيام والأسابيع المقبلة".
حل مسألة سلاح المخيمات يشرّع الباب أمام احتمالات عديدة في شأن مصير اللاجئين الفلسطينيين ومن العناوين المطروحة التوطين فهل بدأ العد العكسي لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟
" نقطتان محوريتان ترتبطان بمسألة توطين الفلسطينيين. الأولى تتعلق بمصير القضية الفلسطينية، إذ لا حل لموضوع اللاجئين قبل البت بمصير هذه القضية وفي ظل المعادلة التهجيرية للشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة لا مجال للكلام عن عودة الفلسطينيين أو البت بمصير الفلسطينيين والمرتبط أيضا بمدى نجاح المفاوضات الأميركية-الإيرانية.
النقطة الثانية تتعلق بالداخل اللبناني. فقد أبدى لبنان استعداده لما يعرف بدمج بعض شرائح الفلسطينيين في لبنان من خلال نوع من الحقوق المتعلقة بالمهن والضمان الصحي من دون إعطائهم هوية لبنانية والبحث جارٍ حول هذا الموضوع لكنه طبعا لن يكون في المدى القريب".
وتعقيبا على كلام أورتاغوس يبادر أبو صعب بما ورد في تصريحها الأخير أن "ما قطعه لبنان خلال الأشهر الستة الأخيرة يوازي ما لم يقطعه في 16 عاما". وهذه رسالة مباشرة وإيجابية لكل من رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام، لحثهما على مواصلة السياسة المتبعة في النهج الجديد.
ويختم أبوصعب بالتأكيد على أن منطقة الشرق الأوسط دخلت عصر جديدا وهناك إعادة جدولة لكل المعادلات والحسابات المحلية والإقليمية، وتحديدا بعد زيارة ترامب إلى المنطقة لأن الموضوع وصل إلى خواتيمه والستارة أُسدلت عن الشرق الأوسط".