هاتف ترامب.. مشكلة المحققين

كشفت شبكة "سي أن أن" أن عادات الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب في استخدام الهاتف، تمثل مشكلة حقيقية للمحققين في أحداث اقتحام الكونغرس الأميركي في السادس من يناير العام الماضي.

فبحسب مسؤولين سابقين في إدارة ترامب، كان الهاتف بمثابة شريان الحياة بالنسبة له. فقد كان يستخدمه كثيرا وفي كل شيء.

واكتشفت اللجنة المختارة في مجلس النواب، التي تحقق في الأحداث، فجوة غير عادية في سجل الهاتف الرسمي لترامب بالبيت الأبيض لعدة ساعات، في ذلك اليوم، وفقا لمصادر مطلعة على التحقيق.

الفجوة تتعلق بأهم ساعات اليوم، منذ عودته إلى البيت الأبيض بعد خطابه لأنصاره، وحتى حديثه عبر الفيديو للأمة من حديقة الورود، مما دفع المحققين للبحث في أماكن أخرى، مثل الهواتف المحمولة لأشخاص آخرين، وربما حتى الهواتف المحمولة الخاصة بترامب، على الرغم من أن اللجنة رفضت اتخاذ هذه الخطوة حتى الآن.

الصعوبة التي تواجهها اللجنة في تعقب من تحدث معه ترامب، هي التعامل مع عاداته الهاتفية غير التقليدية أثناء توليه منصبه، حيث أنه كثيرا من استخدم هواتف أشخاص آخرين، أو هواتف متعددة خاصة به، للتواصل مع مؤيديه، وحتى مع أسرته، وفقا لعدة مسؤولين سابقين.

كان ترامب ينفر من أي شخص يستمع إلى مكالماته، وهو أمر يصعب على الرئيس في البيت الأبيض تجنبه إذا اتصل من هاتف مكتبي، لذلك كان، في كثير من الأحيان، يمسك الهاتف الخلوي الخاص بمساعده القريب أو حتى عميل الخدمة السرية لإجراء مكالمات.

وتشير الشبكة إلى أن أحد الأمثلة على ذلك، أنه بعد اندلاع قصة الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز في 2018، وادعاءها بممارسة الجنس مع ترامب قبل أكثر من عشر سنوات في ذلك الوقت، حاول ترامب الوصول إلى زوجته ميلانيا من خلال هاتفه أثناء لعب الغولف لكنها لم ترد، فالتفت إلى عميل الخدمة السرية واستخدم هاتفه للاتصال بها لترد بدورها على هذه المكالمة بالفعل.

وبحسب المصدر، فإن عميل الخدمة السرية لم يكن سعيدا باستخدام هاتفه على هذا النحو.

وتقول "سي أن أن"، إن المحققين لم يتوصلوا حتى الآن إلى أي استنتاجات حول الفجوة الكبيرة في سجلات الهاتف في يوم أحداث الكابيتول، وأنهم لا يزالون يبحثون.

ونقلت الشبكة، عن مصادر متعددة، أن نائب رئيس موظفي البيت الأبيض السابق، دان سكافينو، "مفتاح كل شيء إلى حد كبير"، حيث كان يقضي الكثير من الوقت مع ترامب، وشهد أحد المصادر على سكافينو وهو يسلم هاتفه بشكل روتيني للرئيس السابق لتلقي المكالمات.

واستدعت لجنة التحقيق سكافينو، الذي يقاضي بدوره شركة الاتصالات بسبب طلب اللجنة الحصول على سجلات هاتفه.

وكمعيار لقياس سلوك ترامب غير المسبوق على الهاتف، يقول مسؤول كبير سابق في البيت الأبيض إنه لم تكن هناك سجلات لأي شيء تقريبا، واصفا الأمر بأنه "كان فوضويا".

ووفقا لمسؤول سابق آخر في البيت الأبيض، "لا توجد سجلات لزوار المكتب البيضاوي خلال أغلب فترة رئاسة ترامب بأكملها،".

وتقول الشبكة إن الاحتفاظ بهذه السجلات ليس إلزاميا، لكنه أصبح القاعدة في ظل الإدارات السابقة.

وعندما أصبح الجنرال جون كيلي رئيسا لموظفي ترامب في يوليو 2017، حاول تعديل عمليات استخدام الهاتف الفوضوية داخل البيت الأبيض، لكن ترامب كان يكره ذلك، وفقا لمسؤول سابق في البيت الأبيض.

وقال المسؤول السابق إن كيلي حاول الاحتفاظ بسجلات المكالمات وفحص مكالمات ترامب، لكن الرئيس انزعج من القيود، لأنه لا يريد أن يعلم كيلي مع من يتحدث.