هل تنفّذ ايران وعيدها بعد قرار إدانتها وتَسقط فيينا؟

تترنّح مفاوضات فيينا وهي على شفير الوقوع، خاصة اذا نفذت طهران تهديداتها بعد اصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قرارا يدينها. فقد أقر مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الساعات الماضية مشروع قرار مقدم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا يحث طهران على التعاون مع تحقيق تجريه الوكالة. ويعرب القرار، وهو الأول ضد إيران منذ حزيران 2020، عن "القلق العميق من أن قضايا الضمانات المتعلقة بهذه المواقع الثلاثة غير المعلنة لا تزال معلقة بسبب عدم كفاية التعاون الحقيقي من قبل إيران".

 

الوكالة بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، كانت أكدت وجود أسئلة لم تحصل على "توضيحات" بشأنها تتعلق بوجود آثار يورانيوم مخصب عثر عليها سابقاً في ثلاثة مواقع لم تعلن إيران بأنّها كانت تجري فيها أنشطة نووية. وبناء على هذه المعطيات غير المطمئنة، سعت دول أوروبية والولايات المتحدة، الى "لوم" ايران خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع، والذي بدأ الاثنين على ان يستمر الى الجمعة، في فيينا... وكان لها ما تريد.

 

طهران من جانبها، كانت منذ ايام تلوّح بأنها ستوقف المفاوضات في حال ادانتها. ففي الساعات الماضية، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، وحيد جلال زاده إنّ "في حال أصدر مجلس حكام الوكالة الذرية قراراً ضد إيران فسنعيد النظر في المفاوضات النووية". ولفت إلى أنّ البرلمان الإيراني سيطالب الحكومة بتنفيذ قانون "الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات" والخروج من البروتوكول الإضافي الملحق". كما أوضح أنّ "سلوك إيران السلمي مع الوكالة الذرية أثمر  نتائج عكسية، لذلك فإن نواب البرلمان الإيراني يطالبون الحكومة باتخاذ رد حازم على وكالة الطاقة الذرية".

 

من جانبه، أكّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ الإجراء الأخير للولايات المتحدة الأميركية والترويكا الأوروبية، وزعم وجود آثار مادة اليورانيوم  التي عُثر عليها في 3 مواقع غير معلن عنها، سيجعلان عملية التفاوض "أكثر صعوبة وتعقيداً".

 

وللدفاع عن نفسها، تقول ايران ان تقرير الوكالة "مزيّف" وتلعب ايضا دور "المظلومة". فقد اعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، إنّ تقرير الوكالة الأخير لم يأخذ بعين الاعتبار التعامل البنّاء والتعاون الطوعي لإيران معها، لتأمين الأرضية اللازمة لوصول المفتشين الدوليين إلى الأماكن المذكورة في التقرير.

 

واضاف إنّ تقرير الوكالة يستند إلى معلومات "غير موثوقة ومزيفة" قدمتها "إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ اعتماد الوكالة على "وثائق غير واقعية سيؤدّي إلى تقييمات غير عادلة وغير معتبرة".

 

وفي ظل الكباش الدولي - الايراني، وقفت روسيا في الوسط مع ميل نحو طهران. ففيما اتصل رئيسها فلاديمير بوتين امس بكل من المرشد الايراني علي خامنئي والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي حيث كان اتفاق على ضرورة التوصل الى اتفاق نووي، لم يؤيد مندوب روسيا  لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، قرار مجلس مدراء الوكالة. ووفق المصادر، فإن موسكو حاولت اقناع دول الاتحاد الاوروبي، بالتريث ووقف اندفاعتها نحو ادانة الجمهورية الاسلامية، وذلك حمايةً للمفاوضات، الا انها لم تنجح.. فهل تنجح في ابقاء طهران في المفاوضات؟

 

يمكن القول اذا ان "فيينا" تمر في ساعات مفصلية، وامامها طريقان: سقوط المفاوضات رسميا ونهائيا. أو عدم تنفيذ الجمهورية الاسلامية تهديدَها بالانسحاب من فيينا وبقاء خيار احياء المحادثات قائما... فلنتظر ونر، تختم المصادر.