هل يستمر لودريان في مهمته وبالتنسيق مع الخماسية؟

هل طارت المهمة الفعلية للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايڤ لودريان بعد اجتماع اللجنة الخماسية في الدوحة، وهل فعلاً ان لا اتفاق بين الدول أعضاء هذه اللجنة على تصور واضح لحل الأزمة الرئاسية اللبنانية؟

يقول مصدر ديبلوماسي فرنسي ل”صوت بيروت انترناشونال”، ان مهمة لودريان قائمة وأنه في مرحلة بلورة صيغة تطرح على دول اللجنة الخماسية قبل طرحها على الافرقاء اللبنانيين. وأشارت الى انه سيزور بيروت قريباً جداً قد يكون ذلك خلال ايام قليلة ولا شيء اساسي يعرقل عودته مجدداً سوى فقط ترتيب مواعيده في دول الخماسية حيث يزورها على التوالي. وهو لن يزور واشنطن لكنه على تنسيق معها في كل خطواته.

وتفيد المصادر، أن كل شيء وارد في الحركة الفرنسية التي ستستمر، لأن لودريان في مرحلة بلورة الأفكار، إلا أن فكرة الحوار لم تكن أكيدة لديه، وطبعاً كان الحديث عن شكل الحوار ان عبر طاولة مستديرة أو حوارات ثنائية، لكن شكل الحوار لم يكن قد تبلور، والفكرة لم تكن نهائية. وأوضحت المصادر ان فرنسا لا تريد أية مبادرة لا تؤدي الغرض بغض النظر عن البيانات الخماسية. ولودريان سيعرض ما سيتوصل اليه على الرئيس ايمانويل ماكرون قبل عرضه على الأفرقاء في الخارج والداخل اللبناني. اذاً هو في مرحلة بلورة مبادرته أو أي نوع من المواقف السياسية التي تساعد في انتاج حل سريع.

وأكدت المصادر أهمية صدور البيانات الخمسة المنفردة عن دول الخماسية في الصياغة ذاتها والروحية ذاتها اثر اجتماع الخماسية في الدوحة. في حين ان رفع سقف النبرة حيال اجراءات ستتخذ بحق المعرقلين ليس جديداً وقد ناقشته الخماسية في اجتماعها الاول في ٦ شباط في باريس.

وما تركز عليه فرنسا، استناداً الى المصادر، هو ان كل دولة في الخماسية تبقى لديها حرية الحركة المنفردة للوصول الى حل حول لبنان، وبالتالي هذا المبدأ لا يمنع تحرك الفرنسيين او القطريين او السعوديين او غيرهم. من هنا يزور لورديان عواصم الخماسية ولديه الامكانية للقيام بمبادرته بالتوازي مع موقف الخماسية، وهذا لكي لا يظهر ان هناك تفويضاً من احد للاهتمام بالشأن اللبناني.

وأشارت المصادر، الى ان فرنسا لن تتخلى عن اهتمامها بلبنان، ولديها أيضاً ولدى قطر اتصالات مع ايران، علماً أن فرنسا وقطر هما الدولتان في الخماسية اللتان يتحدثان مع ايران حول لبنان، الا أنهما لم يلمسا بعد أي تطور في الموقف الايراني. ولا زالت طهران تقول ان حليفها اللبناني “حزب الله” هو الذي يقرر بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي، وانها تترك له حرية اتخاذ الموقف حيال ذلك، لكن كلاً من باريس والدوحة تستمران في اتصالاتهما معها.