المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الأربعاء 30 تموز 2025 07:44:08
ظهر جلياً أن رئيس الجمهورية جوزف عون، منذ تسلمه مهمات الرئاسة، لم يقصر مع "حزب الله" من خلال الحوار ومواقفه الهادئة والرصينة، كي يجدي هذا الحوار نفعاً ويصل إلى الخواتيم السعيدة، أي أن يسلم الحزب سلاحه إلى الجيش اللبناني بعيداً من أي تدخلات خارجية، لجملة اعتبارات داخلية طائفية ومذهبية، وكي لا يحصل أي شرخ على الصعيد الداخلي بين المكونات السياسية والطائفية على خلفية نزع سلاح "حزب الله".
وكان رئيس الجمهورية سباقاً إلى هذه الخطوة، ولكن حتى الساعة ليس هناك ما يشي بأن الحزب يجاريه في نياته الطيبة ودوره وحضوره ومواقفه من السلاح، من خلال خبرته قائدا للجيش وفي تدوير الزوايا أمنيا وسياسيا وعلى مختلف الصعد. والسؤال: هل الحزب يريد إفشال العهد ويصل إلى مفاوضات خارجية وتحديدا مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية كي يحافظ على دوره، وإن كانت الحرب الأخيرة أدت إلى زعزعة بنيته العسكرية والسياسية وخصوصا اغتيال قيادات الصف الأول والدمار الكبير في الضاحية والجنوب والبقاع؟
النائب أشرف ريفي يقول لــ"النهار": "بالأمس كنت واضحا عندما التقيت رئيس الحكومة نواف سلام، وقلت إن البيان الوزاري سيطبق، وثمة مهلة ستحدد لتسليم السلاح. وكنت متفائلا وتحدثت بإيجابية في هذا السياق، إذ لم يعد من الجائز أن يستمر الحزب كما كان دوره في السابق، وما أدى إليه هذا السلاح المتفلت من كوارث على لبنان وسوريا وعلى بيئته الحاضنة التي نقدرها ونحترمها. فعلى الحزب أن يتعظ ويتعلم من دروس الماضي التي أدت إلى هذه المصائب، وهو لم يعد قادرا على الإطلاق، وبنيته العسكرية دمّرت. فليعمل في السياسة، ورئيس الجمهورية العماد جوزف عون ضنين إلى أبعد الحدود بهذا الحوار من أجل أن يسلم السلاح إلى الدولة اللبنانية، وكل التقدير للرئيس عون على هذا الجهد، حرصا منه على الأمن والاستقرار الداخلي وكي لا نقع في المحظور كما أوقعنا "حزب الله" في السابع من أيار والقمصان السود ومحطات راسخة في ذاكرة اللبنانيين" .
هل يكون الحزب في صدد السعي إلى إفشال عهد الرئيس عون والوصول إلى حوار خارجي وتحديدا مع واشنطن والرياض؟
يجيب ريفي: "لا يمكن الولايات المتحدة أن تحاور "حزب الله"، ولا المملكة العربية السعودية، وبالأمس القريب كان موقف الكويت واضحاً عندما وصف هذا الحزب بالإرهابي، وبالتالي حذر من التعامل مع القرض الحسن. في اعتقادي أن هذا ينسحب على دول مجلس التعاون الخليجي، وهي حتى الساعة متحفظة عن دعم لبنان، ليس لأي أسباب سياسية، إنما لأن ثمة سلاحا لا يزال خارج الشرعية، والقرض الحسن أيضا هو خارج الأطر المتبعة قانونا ومصرفيا، لذا فإن سعى الحزب إلى أي حوار مع الخارج يخطئ البوصلة هذه المرة. فقرار المجتمع الدولي واضح لناحية نزع السلاح وتسليمه إلى الدولة".