هل ينتهي عام 2020 بانتحار أردوغان بعدما بدأ بمقتل سليماني... مصيره على كفّ أرميني!؟

متغيّرات كثيرة ستتحكّم بالمنطقة والعالم، على ضوء نتائج المعارك الدائرة في إقليم ناغورني كاراباخ، التي لا مبالغة إذا قُلنا إنها ستحدّد مصير تركيا - أردوغان مستقبلاً.

فالإقليم هو المكان الذي انفجرت فيه مشاكل أنقرة مع العالمَيْن الغربي والشرقي، وهو ما لن يتأخّر ظهور نتائجه على الأرض، بأشكل مختلفة.

تطويق

أوضح العميد المتقاعد، وقائد عملية "فجر الجرود"، فادي داوود، أن "المعركة الرئيسية الدائرة هناك تقوم على ممرّ صغير في إقليم نخجوان، إذا سقط بيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فسيحقّق له مشروع إعلان الخلافة عبر وَصْل أتراك الأناضول بالشعوب ذات القومية التركية في القوقاز. ويضاف الى المعركة عامل النفط أيضاً".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "تركيا باتت مُطوَّقَة، بالوجود الأميركي والأوروبي، سواء في قبرص واليونان وليبيا ومياه المتوسط، أو في المنطقة العربية عموماً. وبروسيا وإيران في الشرق، كما في سوريا والعراق".

وشرح:"أذربيجان شيعية بمعظمها، ولكنها ذات قوميّة تركية، وهذا ما يدفع إيران الى عدم التعاطف معها على حساب أرمينيا المسيحية. فالصّراع هنا ليس دينياً، بل هو صراع خلافة وقوميات، وتأمين الوحدة الجيو - استراتيجية للعرق التركي في العالم، التي تمنع جمهورية أرمينيا حصولها. وتلتقي طهران وموسكو على هذا الهدف، لعرقلة إعلان الخلافة من قِبَل تركيا، بالنّسبة الى إيران، ومنعاً لتطويق موسكو على حدود كبيرة مجاورة لها، بالنّسبة الى الروس".

النّفط

وأشار داوود الى أن "خطّ النفط الممتدّ من كازاخستان الى تركيا وصولاً الى أوروبا، هو الخط الأحمر الثاني في المعركة. فهو مهمّ جداً للأميركيين الذين يعتبرون أنه طالما أن نفط كازاخستان يتدفّق الى أوروبا، فإن خسائر روسيا الإقتصادية ستستمرّ. وهذا أحد أوجه المعركة هناك أيضاً من باب أن تطوّر المعارك في الإقليم أكثر، يُمكنه أن يقطع هذا الخطّ، وهو ما تريده موسكو وطهران لضرب المصالح الأميركية، فيما واشنطن لا تقبل بقطعه. وهذا عامل إضافي يدفع إيران الى الوقوف في صفّ روسيا وأرمينيا ضدّ أذربيجان".

خطّ أحمر

وقال داوود:"صراع ناغورني كاراباخ هو معركة توازنات دولية يُدركها أردوغان جيّداً. فالروس لن يسمحوا له بالتمدّد في جوارهم، وهو إذا تجاوز الخطّ الأحمر، سيجعلهم ينزلون بدباباتهم وطائراتهم هناك، مهما كلّف الأمر. فإقليم نخجوان كان زرعه الزعيم السوفياتي الراحل جوزف ستالين في الماضي، كخنجر في خاصرة أرمينيا، تماماً كما زرع إقليم ناغورني كاراباخ كسكين في خاصرة أذربيجان. وهو ما يترك التوازنات قائمة بين الأتراك والأرمن والأذريين وكل القوميات الموجودة هناك، بما لا يتعارض مع المصالح الروسية".

وأضاف:"تركيا لن تتمكّن من إزالة أرمينيا التي هي مدعومة لهدف جيو - استراتيجي هو فصل أتراك الأناضول عن القوميات التركية في القوقاز. وتُشابه إيران تركيا في هذا الإطار، من زاوية أنها لن تتمكّن من إزالة إسرائيل التي تفصل العمق السنّي عن بعضه البعض، جيو - استراتيجياً أيضاً. فهي (إسرائيل) حاجز جغرافي بين العُمق الخليجي العربي والعراق وسوريا والأردن من جهة، ومصر وليبيا ودول المغرب العربي من جهة أخرى. ومن هنا يأتي دور تل أبيب الإقليمي والدولي، بطلب من القوى الدولية".

وتابع:"لذلك، نجد أن الحرب هي احتمال دائم. ولكن السؤال الذي لا أحد يعرف جوابه هو متى تندلع؟ ففي اللّحظة التي تتخطى فيها تركيا الخط الأحمر، تشتعل الحرب. وفي اللّحظة التي تتخطى فيها إيران الخط الأحمر، تبدأ الحرب".

غير مسموح

وردّاً على سؤال حول سبب عدم طرد تركيا من "الناتو" رغم كلّ ما تفعله، أجاب داوود: "نذكّر بأن تركيا ضرورة للأميركيين وللإنكليز وللفرنسيين وللغربيين عموماً، من ضمن الخطوط الحمراء الدولية المرسومة أيضاً".

وفسّر أن "وجود تركيا يمنع تمدُّد روسيا الى مياه المتوسط وسيطرتها عليها وعلى محيطها الجغرافي، بلا ضوابط. فحصول ذلك غير مقبول بالنّسبة الى الغرب، في الميزان العسكري. وهذا هو سرّ الإبقاء على أنقرة في "الناتو"، ولكن خطأ أردوغان يكمُن في أنه يتخطى حجمه وملعبه".

وختم:"إذا أعلن الرئيس التركي الخلافة، فهو سيتمدّد في العالم الإسلامي، وسيسيطر على المشرق العربي والعالم العربي الحليف لواشنطن والغرب، وسيدخل الى القوقاز ومن ثمّ الى آسيا الوسطى. كما سيتمدّد الى ليبيا والمغرب العربي، وحتى إنه سيهدّد أوروبا والعالم. وهذا ما لن يُسمَح له بتحقيقه".