ورقة عمل لبنانية في مارسيليا

لم يأخذ الموفد الرئاسي الفرنسي والخبير الكبير في عالم الدبلوماسية جان ايف لودريان من القوى السياسية اللبنانية خلال جولته الاسبوع الماضي لا حَقاً ولا باطلاً. كلّ غنّى على ليلاه. ضرب أخماساً بأسداس واستعوز بالشياطين وغادر واعداً بالعودة مرة اخرى، اذا ما حصل على شيء جديد من اللجنة الخماسية الدولية «المهتمة» بإجراء الاستحقاق الرئاسي اللبناني في اسرع وقت.

وبالتالي، انتقلت العيون الى نيويورك حيث من المقرر ان يجتمع ممثلو اللجنة الخماسية على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة الثلاثاء المقبل، بحثاً عن خرق مفقود في الجدار اللبناني المسلح.

غير أن مرجعاً دبلوماسياً أكد لـ«الجمهورية» ان اللجنة الخماسية تعتبر بمثابة فريق واحد، وهي بالتالي يد واحدة لا تصفّق، وما ينقصها هو الطرف الاخر أي ايران، ليكتمل الحوار الحقيقي والانطلاق نحو تسوية حقيقية للملف الرئاسي اللبناني كمقدمة للسير في الاصلاحات الحيوية الضرورية وعكس مسار الانهيار المتواصل.

ويعرب المرجع عن اعتقاده ان الاوان لم يحن بعد بالنسبة الى الاجندة الاميركية بالنسبة الى ما يتعلق بالشرق الاوسط وخاصة بلبنان، لأن تبادل الخدمات مع الادارة الحالية في واشنطن سيَتسارع مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، خاصة أن طهران تفضّل فوز الديموقراطيين على الجمهوريين وبالتالي ستكون أكثر استعداداً لتبادل الخدمات والتنازلات مع واشنطن قبل الانتخابات خلال المرحلة المقبلة.

وفي السياق، لم تجزم مصادر الخارجية الفرنسية على اي مستوى يمكن ان يعقد اجتماع الخماسية، على مستوى وزراء الخارجية ام على مستوى كبار الموظفين المكلفين بهذه المهمة وفي أي موعد. تزامناً، بقي الوسط السياسي في لبنان ينتظر المعلومات التي يمكن ان يجمعها وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العمومية فور عودة النشاط الديبلوماسي الى أروقة الامم المتحدة اليوم.

على خط مواز تترقّب الأنظار ما يمكن ان يؤدي اليه الاجتماع الذي سيجمع البابا فرنسيس مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في المؤتمر المقرر عقده في مارسيليا جنوب فرنسا والمخصّص للبحث حول «الهجرة واللجوء على ضفتيّ البحر الأبيض المتوسّط»، والذي يشارك فيه النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونية ممثلاً الكنيسة المارونية والذي يحمل الى المؤتمر ورقة عمل تعنى بملف لبنان كاملاً بالإضافة الى أوراق خاصة بملف النازحين السوريين والترددات السلبية التي تركها على الوضع في لبنان.