وقاحة مكشوفة

هناك من يأخذ على الثوار ملاحقتهم أركان السلطة المتحكمة بلبنان من نواب ووزراء في المطاعم والمقاهي لمحاولة طردهم!

المعترضون على تحركات الثوار هذه يعتبرونها حداً من الحرية الشخصية وحرية التنقل وبالتالي مخالفة للأصول والقوانين,

هل سمع هؤلاء أو شاهدوا كيف يرمى الرؤساء والوزراء والنواب والمسؤولون في دول العالم المتحضر بالبيض والبندورة وعبوات المياه كتعبير عن الاحتجاج على سياساتهم وقراراتهم وأسلوب حكمهم؟

هل تابعوا كيف يحترم المسؤولون في دول العالم المتحضر وجع شعوبهم فيتحاشون البذخ عندما تمر شعوبهم بأزمات وضيقات مالية واقتصادية واجتماعية؟

لم يطلب الثوار خصوصا واللبنانيون عموما من أركان السلطة المتحكمة بهم تعديل نمط حياتهم ومعيشتهم في قصورهم ودورهم ...

كل ما يطلبونه عدم تحدي أركان السلطة لمن فقد عمله أو خسر نصف راتبه أو أكثر ومن لم يعد بمقدوره تأمين ربطة الخبز لعائلته. فهل ما يطلبه اللبنانيون يفوق المنطق؟

كيف للرؤساء والوزراء والنواب والمحظيين أن يدفعوا فاتورة المطاعم والسهرات والشعب اللبناني يشحذ المئة دولار أسبوعيا من المصارف التي أودع فيها الناس جنى أعمارهم وكد سنوات طويلة من العمل المضني؟

وكيف للناس ألا تثور وتغضب وتنتفض لكرامتها وحقوقها وهم يشاهدون أركان السلطة يتابعون حياتهم كما لو أن شيئا لم يكن؟

إنه زمن الفجور ... زمن الوقاحة المكشوفة فيه تبتلي السلطة بالمعاصي ولا تستتر!  

 

أبو الحن