يشوعي عن إطلاق منصة إلكترونية لضبط سعر الصرف: السؤال هل هناك دولارات أم لا؟

بعد الانهيار المتسارع لليرة اللبنانية التي سجلت تراجعًا جديدًا أمام الدولار الأميركي مطلع الأسبوع وصل إلى 15 ألف ليرة في السوق الموازية (السوداء) والتي لم يسبق ان سجّلته العملة المحلية في تاريخ لبنان، وبذلك تكون قد فقدت اكثر من 85% من قيمتها أمام الدولار منذ بداية الأزمة المالية.

وفي السياق يترقب اللبنانيون الخطوة التي اتخذها مصرف لبنان المركزي بإطلاق المنصة الإلكترونية لضبط سعر الصرف ومواجهة ارتفاع الدولار لما ستكون عليه الأمور في الأيام والأسابيع المقبلة.

«الأنباء» استوضحت رأي الخبير الاقتصادي المالي د. ايلي يشوعي بإطلاق منصة سعر الصرف من قبل «المركزي» الذي قال انه يجب السؤال أولا معرفة وفق أي سعر صرف، أي ما هو السعر الحقيقي لسعر صرف الدولار الذي ستكون عليه هذه المنصة، لافتا الى أن هذا القرار لا هو قرار أمني ولا سياسي بل هو قرار مالي ونقدي ويبقى السؤال هنا هل هناك دولارات أم لا؟ مشيرا الى أنه في مرحلة سابقة جرى وضع منصة تتعلق بالعملة الأجنبية وكان المواطن يتوجه الى محلات الصيرفة ومعه المستندات وعلى سعر صرف 3900 ليرة للدولار الواحد ويكون الجواب ان المصرف المركزي لم يزوّدها بالدولارات، مؤكدا أن هذه العملية لم تستغرق سوى شهر واحد، ورأى أن ما سيحصل لاحقا أن حاكم مصرف لبنان سوف يعطي المصارف «كوتا» من أموال المودعين البالغة 16 مليار دولار وكل ذلك من أجل تهدئة الخواطر ليس إلا.

ورأى يشوعي ان مصرف لبنان يصادر أموال المودعين دون سند قانوني وهو أمر يخالف قانون النقد والتسليف الذي يمنع الاحتفاظ بأموال الناس، معتبرا ان احتياط المصرف المركزي هو فقط ما يملكه من الذهب، مطالبا بأن يسترد كل مودع أمواله بحسب حجم وديعته في المصرف وبطريقة تدريجية وعندها يصبح هناك عرض للدولار يؤدي الى خفض سعره، ولفت الى أن أي مواطن ان أراد شراء العملة الخضراء وتوجه الى المصرف وقيل له ان الكمية الموجودة لدي قد نفدت فما هو الوضع الذي سيكون فيما بعد، كما سأل أين هو «الدولار الطالبي» الذي صدر بموجب قانون عن مجلس النواب والذي يلزم المصارف تحويل المبالغ المالية للطلاب اللبنانيين في الخارج الذي لم ينفذ كما يجب أو نفذ جزئيا.

وعن تراجع سعر صرف الدولار إلى حدود 11 ألف ليرة بعد أن وصل مطلع الأسبوع إلى 15 ألف مقابل العملة اللبنانية، رأى يشوعي ان هناك نشاطًا للمضاربين وان المصرف المركزي لم تكن لديه القدرة على التدخل في سوق الصرف للجم هؤلاء، لافتا إلى أن هناك مجموعة من المضاربين قد تكون باعت كمية من الدولارات على سعر الـ 15 أو 14 ألف ليرة ووصلت إلى الـ 11 وحققت أرباحا بمليارات الليرات، ورأى أنه قد يحصل لاحقا وعند تهدئة الأمور والخواطر يجري سحب الدولار على سعر 11 ألف ثم يرفعونه إلى الـ 16 ألف.

واعتبر يشوعي ان القفزات السريعة التي شهدها الدولار مطلع الأسبوع الحالي تعود إلى غياب مصرف لبنان المركزي وعدم تدخله للجم المضاربين الذين لا يخشون لا من الدولة ولا من المصرف المركزي، ولفت إلى أن السوق السوداء كما يسميها البعض هي السوق الفعلية التي تقوم على العرض والطلب، شارحا العوامل التي تتحكم بالسوق الفعلي وهي العامل الاقتصادي والنفسي وعامل الإشاعات التي تروج والتي يكون لها دور سلبي في السوق والتي عندها تنشط حركات المضاربة المحلية أنه من المنطقي ان يرتفع سعر صرف الدولار بهذه الطريقة التي حصلت لأن السوق صغيرة وحركتها عبارة عن 4 او 5 ملايين دولار يوميا في السوق وتستطيع مجموعة أن تحركه صعودا ونزولا.