تحرك "الخماسية" إلى اتساع نحو الخيار الثالث

مع ان المؤشرات المتصلة بالازمة الرئاسية لا تكتسب أي طابع من شأنه التفاؤل جديا بأي اختراق ديبلوماسي او سياسي قريب المدى، خصوصا وسط ازدياد المعطيات التي تربط أي حلحلة داخلية في هذه الازمة بانقشاع الرؤية حيال حرب الاستنزاف الجارية في جنوب لبنان، استرعت الاستعدادات الجارية لجولة جديدة موسعة من اللقاءات التي سيقوم بها سفراء دول المجموعة الخماسية في الأسبوع المقبل اهتمام الأوساط السياسية والديبلوماسية التي ترصد هذا التحرك الجديد بدقة بالغة.

ذلك ان مجمل المعطيات التي تجمعت عقب التحرك السابق لمجموعة السفراء الخمسة للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ، وان شكلت مؤشرا جديا للغاية حيال اجماع جهود الدول الخمس لاستعجال انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان والضغط ما امكن في سبيل تحقيق هذا الهدف ، فإن تلك المعطيات أكدت في المقابل ان الإجماع الخماسي على انتخاب الرئيس لم يتجاوز هذا الإطار المبدئي الى توافق “الخماسي” على بقية الأمور ذات الصلة ولا سيما منها مقاربة ملف الضغط اللازم لحمل القوى الداخلية على التوافق حيال المرشح او الآلية التي تتيح التوافق اما على “المرشح الثالث” واما على الجلسة الانتخابية المفتوحة لانتخاب من يحصل على الفوز في نهاية المبارزة الانتخابية وفق ما يمليه الدستور.

وفي هذا السياق تجزم الأوساط المطلعة على طبيعة الاستعدادات الجارية لجولة السفراء الخمسة المقبلة، بأن هذه الجولة لا تعني ان السفراء يحملون اسما او مرشحا او اتجاها حاسما حيال الآلية التي يتعين على مجلس النواب والكتل النيابية التوافق عليها، ولكن هذه الجولة تكتسب دلالات بارزة لجهة اطلاقها الرسالة اللازمة الى جميع القوى اللبنانية بانه حان الوقت لتجاوز قيود الانتخاب وحواجزه وانهاء حالة الفراغ الرئاسي خصوصا في ظل ما سيقبل لبنان عليه من استحقاقات ومفاوضات تتصل بالوضع الحدودي مع إسرائيل وسواها من ملفات واستحقاقات تفاوضية مع العالم الخارجي .

واذا كان ثبت ان المجموعة الخماسية رحبت بتحرك “كتلة الاعتدال الوطني” انطلاقا من ترحيبها الطبيعي التلقائي باي تحرك داخلي يلتقي مع تحرك الخماسية الضاغط لانتخاب رئيس للجمهورية، فان التحرك المقبل للسفراء لا يعني حصرا انه متصل برصد المواقف من مبادرة “كتلة الاعتدال” بقدر ما يعكس الدفع بقوة ضمنية نحو اعتماد “الخيار الثالث” الذي استجمع موافقة وتأييد غالبية القوى والكتل اللبنانية مثلما صار مسلما به على صعيد الدول الخمس وسواها الكثير من الدول العربية والغربية .

تحركات السفراء

في هذا السياق، افيد ان سفراء الدول الخماسية الذين سيشرعون الاثنين المقبل بجولتهم الجديدة بدءا ببكركي وعين التينة ، سيزورون ايضا الرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع في معراب الثلثاء المقبل.

وفي مناخ هذه التحركات زار امس السفير الفرنسي هيرفيه مارغو “كتلة الاعتدال الوطني” وتناول البحث مساندة الخماسية للكتلة في تحركها كما ذكر ان السفير الفرنسي اكد للكتلة ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيحضر الى لبنان فور تحقيق نتائج إيجابية لتحرك الكتلة .

كما ان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق لبوا دعوة السفير السعودي وليد بخاري الى مأدبة إفطار في دارته في اليرزة.

ولفت في بيان اصدرته دار الفتوى عن اللقاء إشارته الى تأكيد المجتمعين “ان إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية هو استحقاق مهم لاستقرار لبنان وبشروا بأن هناك مؤشرات إيجابية لانتخاب رئيس اذا حسنت وصدقت النوايا، وان الخير قادم على لبنان مهما اشتدت معاناة اللبنانيين. وثمن المجتمعون الجهود والمساعي التي تقوم بها اللجنة الخماسية والجولات التي قامت وتقوم بها على بعض الأطراف السياسية في لبنان للتأكيد على المعايير والمواصفات الوطنية التي ينبغي أن يتمتع بها الرئيس المقبل، لافتين إلى أن الحوار اللبناني -اللبناني هو عامل أساسي لاستكمال جهود اللجنة الخماسية. كما أبدوا تفاؤلهم بأن هناك بشائر إيجابية ستظهر قريبا لناحية حلحلة الأمور والعقد على كل الصعد لتكون منطلقا لتفعيل عمل المؤسسات الرسمية والالتزام بمهام الرئاسات التي نص عليها اتفاق الطائف دون المساس بها”.