لكي يُبصرَ الوطن النور ... إياكم أن تنتخبوا رئيساً في "العتمة "؟؟!!

كتب المحامي انطوان القاصوف :

الرئيس المُنقذ :

 يُعيدُ " عَظَمَةَ " كميل شمعون ،                                  يستعيد " نُبْلَ " فؤاد شهاب ،                                       ويحقق " حُلمَ " البشير؟!

  خِلال َجلسةِ مُناقَشة لمجلسِ العُموم البريطاني ، تتعلّقُ بالحُكْمِ الذّاتي، وجّهَ " لويد جورج "، رئيس الوزراء آنذاك كلامَه الى الأعضاء :

    " الحُكم الذّاتي لإيرلندا وسكوتلندا ؟ لِمَ لا ؟ حُكمٌ ذاتيّ لويلز ؟ بالتأكيد حكمٌ ذاتيّ حتى لإنكلترا "؟!

    وهُنا قاطَعه صوتٌ مُتْعبٌ من المَقاعد الخلفية :

" ما رأيكَ في منحِ الحُكم الذاتيّ لجهنّم "؟؟!

فردّ " لويد جورج " : " مُوافق، فِكرةْ حَسنة أن يَتحدّثَ كلّ شخصٍ بإسم وطنه ..."؟!

    في المملكة المتحدة، كان الصوت خافتاً، أمّا عندنا فجاء الصوتُ "زعقة "صارخة  و"نَبرة "  عالية : جهنّم ؟!

فتساءل المُواطنون حائرين :" هل الوطنُ صار في جهنّم أم صارت جهنّم في الوطن " ؟؟!!

    في الحالتين : النّار لا ترحم ؟؟!!

تُرى ماذا بقي من مقومات " الدّولة " في هذه الجمهورية ؟!

في النّظام الديمقراطي :

- حزب مُسلّح يتحدث عن الحرية والديمقراطية :  يحكمُ أو يتحكّم ...!

- جماعة إنفصاليّة تنادي بالوحدة  الوطنية !

- دُويلة دينية تُبشّر بالدولة المدنية وحتّى العِلمانية ...؟! 

في حماية الوطن :

   يعيبون على إسرائيل –الدولة العدوة – بأنّها تعتمد مبدأ :" جيش له دولة " ، أليسوا ميليشيا رديفة لها دولة رديفة ؟؟!!

معظم دول العالم، نظامها : " دولة لها جيش " أمّا نحن فعندنا جيش وليس عندنا دولة ؟!

في النظام الصحيّ :

_ وَباء، أمراض مستعصية، لا دَواء، لا إستشفاء ولا شفاء : مواطن مريض = دولة تنازع ؟!

في النظام المصرفيّ :

-  النظام الرّديف جعله يفقد رأسماله الأول والأساسي : " الثقة " ورغم ذلك ، وبدونِ خَجل أو وَجل يعمد فاقدو الثقة الى توزيع الخسائر على المودعين وتوزيع الأرباح على النافذين ...؟!

في النظام القضائي :

     اذا كانَ القضاء بخير يكونُ الوطن بألف خير ، فَهَل هذه المُعادلة ما تزال قائمة والقُضاة يشكون ويشتكون ويعتكفون ... فما قيمةُ وطنٍ بدون عدْل أو عدالة ؟!  وما قيمة المواطن إن لم يعد خاضعاً - فقط - للّه وللقانون ؟!  

في الفساد :

       دولةٌ يُعشعش فيها الفساد ويَسْتَوطن جميعَ مفاصلها ، وقد جعلَ الحُكم ، وطيلة ستّ سنوات         - مكافحة الفساد - " شُغله الشّاغل " ، فعيّن وزيراً لمُكافحة الفساد ، وشَكّل لجنة لمُلاحقة الفاسدين ، وقال ويقول وأعاد ويُعيد وكرّر  ويكرّر :" التحقيق الجنائي" ..؟! وغداً سيُغادر " المكافح " وستبقى حتماً جريمة الفساد قائمة دون صدور ولو حُكمٍ واحد على فاسدٍ واحد ...!

في الفَساد ، كُلّهم أوركسترا ، يعزفون لحناً واحداً ثمّ يزعمون أنّه عزفٌ "منفرد" ...؟!   

    يُروى أنّه في دولةٍ " مُماثلة ومُشابهة "، قام أحد الوزراء بزيارةٍ الى إحدى دُور الحَضانة وسألَ المسؤولة :" كم هي تَكلفة رعاية الطفل الواحد هنا "؟؟ أجابتة 500 د.أ. شهرياً ، فقال لها : " هذا كثير ، خَفِضّوا التكلفة الى  200 د.أ."  

 ثمّ توجّه الى أحدِ السّجون وسأل السجّان : " كم هي كلفة رِعايةِ السّجين هنا ؟" فأجابة 500 د.أ. شهرياً فقال له :" هذا قليل ، إرفعوا التّكلفة الى 800 د.أ. ...!

    في طريق العودة، سألَهُ أحد مُرافقيه : " كيف تُخفّض ميزانية طفل الحضانة وترفعُها لسجين "؟ أجابَ الوزير : " وأنت، هل تعتقد بأنّنا بعد تَرْك الوزارة سنذهب الى الحضانة .."؟؟!!  فاسدٌ يحفظ خطْ الرجعة ، فهل مَنّ يعتبر ؟؟!! 

  أمّا في الكهرباء فوزارة  أصيلة و "مافيا " بديلة !

وهنا يَصحّ  بالتأكيد " الرّديف مكان الأصيل "!

         يَتساءل البعضُ بألمٍ وحسرة :

لماذا " العتمة " في " بلاد الإشعاع "؟!

لماذا " الظّلام " في " وطن النجوم "؟!

فيَأتيهم الجَواب من " أخوت شانيه "بسخطٍ ومَرارة : بسبب الجهل، بسبب الإهمال، بسبب السّرقة ، بسبب النفاق ، بسبب الصّفقات، بسبب العمولات، بسبب السمسرات ، بسبب الفيول المغشوش، بسبب النكد ، بسبب ما خلّونا وما خلّيناهم !

    أمّا الشّعب الذي كان عظيماً فيُجيب بكلّ براءة :

" عندما توفي أديسون مُخترع الكهرباء عام 1931، تمَّ إطفاء جميع كهرباء العالم تكريماً له ... وما زالت وزارة الطاقة اللبنانية، تُكرّم هذا الرّجل الى يومنا هذا ..."؟!  الوفاء من أعلى المراتب الإنسانية ؟!

 

في التّصنيف العالمي :

- في التّعاسة : شعبُنا العظيم يتَشارك – على "مِنصّة التتويج " المرتبة الأولى مع شعب افغانستان "الفظيع "

-  في الدولة الفاشلة : بتنا على " المنْخار " مع دولة اليمن السعيد  ؟!

_ في الإنهيار المالي : تآخَينا مع " العزيزة " سيريلنكا ؟!

_ في الإندماج القسري : حققّنا " مَقولة " حافظ الأسد : " شعبٌ واحدٌ في دولتين ..." ؟؟!!

    هذا قليلٌ من واقعنا المرير ... فهل من أمل من المرتجى ؟!                                                                                                                                                                                                           

جمهورية مريضة يعالجها أطباءٌ مرضى ؟!

شعب إخترع الحروف الأبجدية فيحكمه أميّون !

مواطنون يزرعون حقولهم سنابل قمح ويموتون في " زنزانة " الجوع والمجاعة ...!!

    فهل يعلم حكام " الوباء والبلاء..." بأنّ موت الأمل هو موت على قيد الحياة ... فهل مِن مُنقذ ؟!

    نقول لنواب السيادة والحرية والإستقلال :

بالأمس، في الإنتخابات النيابية، طالبتم الشعبَ بأن يُحسِنَ الإختيار ... فاختاركم ...فصرتم " النواب المُنتَخَبين"..!

    واليوم، وفي هذه المرحلة الدستورية الحَرجة ، أصبحتم " النواب النّاخبين "، فالشّعب ، وهو موكلكم ، يُكلّفكم بأن تحسنوا، أنتم أيضاً الإختيار ، فتنتخبوا رئيساً للجمهورية، يُعيد " عَظَمَة " كميل شمعون ويستعيد " نُبْلَ " فؤاد شهاب ويُحقق " حُلم" البشير...!!!! فيعود الرّئيس رئيساً ونعود نحن مواطنين في وطن ..!

    نريد رئيساً يَسترجع وطنَنا من جحيم الذلّ والعار الى نعيم العزّ والغار ...!

    لكي يُبصرَ الوطن النور ... إياكم أن تنتخبوا رئيساً في "العتمة "؟؟!!