المصدر: نداء الوطن
الثلاثاء 8 تموز 2025 07:26:46
لم تتكلل زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توم براك الثانية للبنان أمس والتي تستمر ثلاثة أيام بتصديق السلطات اللبنانية الورقة التي أودعها في بيروت في 19 حزيران الماضي. بل تلقى بدلًا عن تصديقها ملاحظات من سبع صفحات سيرد عليها الجانب الأميركي لاحقًا. في وقت استمر الغموض يحيط بالموقف الرسمي من الورقة الأميركية التي تدعو إلى تسليم سلاح «حزب الله».
في موازاة ذلك، بدت إطلالة براك في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد محادثاته مع رئيس الجمهورية جوزاف عون حاملة مزيجًا من شخصيتين، كما أفادت مصادر مواكبة للمحادثات لـ«نداء الوطن»:
فمن جهة، أطل الموفد براك بشخصية اللبناني المتأثر بما حصل عام 1975 والذي انقطعت علاقاته بالوطن الأم وبقيت في ذهنه صورتان: صورة لبنان نوستالجيا سويسرا الشرق ثم صورة الحرب الأهلية، وهاتان الصوررتان تغيرتا جذريًا بفعل المتغيرات التي حصلت وطبيعة الصراع الحالي بين «حزب الله» وبين اللبنانيين وهو ما ألمح إليه مرارًا في مؤتمره الصحافي وقوله إننا ما زلنا نتخبط بين بعضنا البعض كطوائف والمطلوب أن نحب بعضنا البعض وأن يعود لبنان جوهرة الشرق.
ومن جهة أخرى، أطل براك الذي يمثل الإدارة الأميركية. فعلى الرغم من دبلوماسيته، فهو جاء لينقل الأفكار وبدا واضحًا أنه ليس صاحب قرار فيها. ربما يعود الأمر إلى أنه ليس ابن الإدارة العميقة للدبلوماسية الأميركية بل هو رجل عالم الأعمال وصديق شخصي وزميل للرئيس ترامب في لعبة الغولف. وهذا بخلاف المبعوثة السابقة مورغان أورتاغوس الآتية من صلب الإدارة ولديها قدرة المناورة واتخاذ قرارات والدخول في التفاصيل. ما يعني أن براك أتى كسفير زائر يطلّ على الملف اللبناني باعتباره انه في الأساس يتعاطى الملفّين التركي والسوري، وجاء في وقت مستقطع إلى أن يتضح الفريق الذي سيتولى الملف اللبناني فعليًا بعد الصيف. ومن هنا أتت مقارناته مرارًا بسوريا عندما سئل وكيف أن سوريا قطعت أشواطًا بعيدة في السلام الذي بدأ بين سوريا وإسرائيل.
ورغم ذلك لفتت المصادر إلى أن «براك الأميركي» أوضح أنه إذا لم يكن الموقف الرسمي من سلاح «الحزب» حاسمًا فإن إسرائيل ستتولى المهمة ما يعني أننا أمام احتمال تصعيد إسرائيلي جديد وفق مزاجية نتنياهو إذا لم يلتزم لبنان تنفيذ القرارات الدولية.