الاعتدال: لن نقول فول ليصير بالمكيول .. هوكشتاين ولودريان لن يعودا قريباً

لم يشهد الاسبوع الحالي أيّ تطور ملفت على مستوى الملفات الاساسية، ولكنه بما شهده من اتصالات ومشاورات معلنة وبعيداً من الاضواء أسّس لأن يكون الاسبوع المقبل حافلاً بالتطورات التي يمكن ان يُبنى عليها لمعالجة تلك الملفات، خصوصاً في حال نجحت الجهود الديبلوماسية الخارجية الجارية لتحقيق هدنة في قطاع غزة من شأنها ان تنعكس هدنة على الجبهة الجنوبية اللبنانية تُعيد الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الى لبنان لمتابعة مهمته، وكذلك الموفد الرئاسي الفرنسي جان اي لودريان الذي ينتظر اشارات من المجموعة الخماسية التي سيُغطّي سفراءَها الاسبوع اللبناني المقبل بجولة على عدد من المراجع الرسمية والقيادات السياسية والمرجعيات الدينية، وسيَحضّون خلالها على الاسراع في انهاء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية.

أحدثَ الإستشعار بالخطر الكبير الذي يتهدد بلبنان حركة سياسية لافتة، جاء جزء كبير منها بعيداً من الاعلام...

وفي معلومات لـ«الجمهورية» انّ الاسبوع المقبل سيستهل باجتماع لسفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة يليه اجتماعات اخرى على خَطّي «الخماسية» و تكتل «الاعتدال الوطني» اللذين اصبح التنسيق فيما بينهما كبيراً جداً. وقالت مصادر تكتل «الاعتدال» لـ«الجمهورية» انّ «مبادرته في كامل نشاطها، وانّ جزءاً من الحركة بعيدٌ من الاعلام، والجزء الاخر يتم الاعلان عنه رسميا لكن التشاور الجدي مع المعنيين يحصل خلف الكواليس، وهناك امل كبير على رغم من بعض العقبات في ان نحقق تطوراً الاسبوع المقبل ونستبشر بخطوات ملموسة ايجابية، لكن «لن نقول فول ليصير بالمكيول»...

وكشفت المصادر ان لا اجوبة بعد تسلّمها التكتل من كتل «حزب الله» وتيار «المردة» و«الوفاق الوطني»، لكن وعلى رغم من حاجتنا الماسّة الى رأي واجوبة الكتل الثلاثة التي نحترم ونقدّر سلبا او ايجابا، الا انه وفي حسابات الارقام نحن تجاوزنا الـ١٠٠ من الحضور استناداً الى عدد النواب الذين اكدوا انهم سيحضرون جلسة الانتخاب، في انتظار ترجمة النيات، وما يشجّع على التفاؤل هو اننا سمعنا تقريباً من كل مَن التقيناهم انّ هناك حاجة ماسة الى ترميم المؤسسات الآيلة الى الانهيار وعودة الامور الى نصابها الصحيح والّا هناك خطر كبير على لبنان».

واكدت المصادر «ان مواكبة الرئيس بري لتحرّك تكتل الاعتدال ايجابية جداً، لا سيما من حيث تأكيده انه لن يكون عقبة وسيسهّل الى ابعد مدى». واضافت انه «يمكن التوصل الى حلول وسطية». كاشفاً «ان جزءا من العمل اخذته المجموعة الخماسية على عاتقها وستساعد في تذليل النقاط العالقة بعد استفسارها عن طرق الحل، وسمعوا منهم ان لودريان ابلغهم انه سيزور لبنان عندما تنضج بعض الامور حتى لا تكون سلته فارغة وزيارته لن تحقق شيئاً». واشارت المصادر الى «انّ ما تحقّق حتى الآن هو تحضير ارضية يمكن الانطلاق منها والاستفادة من ثغراتها، وما ينقص هو بعض التنازلات والارادة والنيات» كاشفة «انّ اي ترجمة لهذا المسار ستحصل بعد شهر رمضان».

جولة الخماسية

في اي حال، من المقرر ان تزخّم «المجموعة الخماسية العربية والدولية» حركتها اللبنانية الاسبوع المقبل، بحيث انّ سفراءها سينطلقون في جولة تشارو جديدة في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني وسواه من القضايا المتصلة به، فيلتقون بري صباح الاثنين المقبل قبل ان يزوروا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. 

وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ«الجمهورية» ان جولة سفراء الخماسية التي تقررت في الساعات الاخيرة دَلّت الى استحالة تنظيم اي زيارة جديدة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت في ظل الفشل في تحقيق اي تقدّم يمكن ان تبني له مثل هذه الزيارة، خصوصا انّ المجموعة الخماسية كانت تنتظر جوابا اميركيا من الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين عقب زيارته الاخيرة لتل ابيب بعد بيروت، فإذا به لم يحصل على اي جديد يمكن ان يشكل اي فارق مُنتظر حتى الآن، فجمّدت الاتصالات التي كانت مرتقبة في نهاية زيارته الاخيرة لبيروت الى وقت لاحق ما يؤشّر الى تجميد مقترحاته الأخيرة في شأن وضع الحدود البرية ان لم يتحقق اي تقدّم يُذكر.

وفي المعلومات انّ سفراء الخماسية سيَحضّون القادة اللبنانيين على اهمية القيام بأيّ خطوة لانجاز استحقاق انتخاب الرئيس وعدم انتظار اي إشارة مُستبعدة في الوقت الراهن عن نتائج الوساطات العربية والدولية الخاصة بترتيب وقفٍ للنار في غزة، وانّ الربط بين اي جديد من الملفين خطوة ستنعكس على الساحة اللبنانية امر خاطىء ولا يستحق اي تبرير كما تردّد امام اكثرية أعضائها، وهو الأمر الذي ستناقشه الخماسية مع الرئيس بري قبل ان تبدأ جولتها المرتقبة على مختلف الاطراف، وهي تنتظر اشارات واضحة من رئيس مجلس النواب لئلّا تكون الجولة ضجيجاً بلا نتائج يُساوي الرهان على تحركها في هذه المرحلة للفصل بين استحقاقات المنطقة والاستحقاقات الداخلية في لبنان.

وتزامناً، كشف أعضاء من كتلة «الاعتدال الوطني» ان السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، الذي زارَهم أمس، لمّحَ امامهم الى عدم وجود ايّ موعد لزيارة لودريان قبل ان تتحقق اي خطوة ايجابية على الساحة اللبنانية، وانّ اتصالاته الاخيرة لم تأت بجديد يمكن ان ينسحب على مهمته في بيروت ما لم يحقق له اللبنانيون ما هو مطلوب منهم، وهو أمر عَمّمته المجموعة الخماسية على اكثر من طرف في الفترة الاخيرة التي طرحت فيها الاسئلة حول مصير مهمة لودريان في لبنان.