الصايغ: نرفض أن نبقى رهائن بيد ميليشيا مسلّحة ونريد السلام لا الاستقرار

اكد النائب الدكتور سليم الصايغ ان الكتائب ماضية بمرشحها ميشال معوّض، رافضاً أن يؤتى بمرشح مرتهن لحزب الله وتابع للنظام السوري.
كلام الصايغ جاء في مقابلة أجراها عبر برنامج نهاركم سعيد في قناة ال بي سي، مؤكدا أن "الأهم هو إنقاذ لبنان ونحن نواجه بإسم الوطن"، وسأل: "ما الذي يمنع المسؤولين من القيام بما يمليه عليهم ضميرهم وانتخاب رئيس حتى اللحظة"؟

واضاف: " هناك محور يبدأ من غزة الى حارة حريك ويكمل الى طهران وموسكو ومرشحه الرئاسي سليمان فرنجية، بينما خيارنا واضح كان ولا يزال النائب ميشال معوض نظراً للقيم التي يتمتع بها هذا الرجل، الا أن اخصام معوض يمتنعون عن حضور جلسات الانتخاب بل يتمنعون عن تأمين النصاب الانتخابي".

وتابع: "يريدوننا ان ننتقل من الخيار اللبناني وان يضعونا في خيار غير لبناني لتصفية ما تبقى من صمود ومناعة وحصانة اما نحن فحين نرى حقيقة لا وهماً ان هناك استحالة لوصول هذا او ذاك حينها سنتجه الى مرشح آخر".

واكد الصايغ انه "ليس لدينا القناعة بعد بوجود جدية في التعاطي مع مرشحين آخرين سوى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والدليل على ذلك ما حصل مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إذ تم حرق الاسماء التي طرحها".

وشدد على اننا "كلبنانيين وكمعارضة وكفريق سياسي واضح طرحنا اسم ميشال معوض لاننا نعلم مواصفاته و لا يمكن ان نأتي بأي احد مرتهن او ممسوك بقوة من حزب الله ولديه علاقة عضوية بالنظام السوري فلبنان ليس بحاجة لهذا النموذج". ولفت الصايغ الى أن الصيفي تشهد لقاءات مكثفة للمعارضة ومع حزب القوات أيضاً من دون بروتوكولات لأننا في عملية إنقاذ للبنان ويجب التنسيق بين الجميع بشكل كبير وان نكون حذرين في تقديم الأسماء البديلة عن النائب معوض، مشيرا الى أن الثنائي الشيعي غير قادر على دفع الكلفة السياسية لمرشح ويتحملون عنه ما هو غير قادر على القيام به.

وعن دعوة بكركي، اكد الصايغ ان "ما نقوله امام ربنا هو نفسه ما نقوله في الخارج بينما هناك فجوة بين اداء المسؤولين وصلاتهم وهذا هو العمل الروحي المعنوي الاخلاقي الذي تحفز عليه بكركي لاعطاء نتيجة فعلية تؤدي فوراً الى انتخاب رئيس"، لافتاً الى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ذهب الى الفاتيكان للكلام عن المسيحيين وهم ليس لديهم خبر.

وبالنسبة الى تدخل فرنسا في الملف الرئاسي، رأى الصايغ ان "هناك ضرورة لإعادة شرح ما تفعله فرنسا بالنسبة الى لبنان ،وهناك عدم رضى من قبل الرأي العام على مقاربة فرنسا للملف اللبناني بعيدا عن قيمها التاريخية الراقية، وبرأيي فرنسا تراجعت عن مواقفها في الاجتماع الخماسي، والمملكة العربية السعودية بدورها غير موافقة على طرح فرنجية رئيسا" كاشفا أن الأميركيين خلال الإجتماع قد قدموا ورقة للمساعدة في الملف اللبناني .

وتابع: "أما الرئيس ايمانويل ماكرون فلديه من الكرامة ان لا يقبل الصورة التي تتظهر عن فرنسا في لبنان وهي أنها تُغَلِّب الاعمال وتحاول التسويق لمحور الممانعة وما يُكتب من انتقادات لموقف فرنسا وشركة توتال انها تتدخل في الانتخابات الرئاسية". مشيراً الى أن هناك ضرورة لقيام فرنسا بمراجعة حول ما يجري في لبنان وحول إسم فرنجية.

واعتبر ان حزب الله اعطى نموذج الحكم في السابق والذي ادى الى ما ادى اليه وكل من الاطراف يلقي اللوم والمسؤولية على الطرف الآخر كما ان اصدقاء لبنان الدوليين لم يعترضوا على وصول الرئيس عون سابقا لان نموذج حكم حزب الله لم يكن معروفاً، قائلاً : "ليس المهم أن تتدمر بيروت ويُدمّر المسيحيون وغيرهم من اللبنانيين بل المهم أن لا تدق حزب الله أي شوكة". 

وعن مساعدة اصدقاء لبنان الدوليين قال: "عتبي كبير على أصدقاء لبنان لأنهم  تأخّروا وتأخروا كثيرًا في مساعدة لبنان".
وحول الموقف السعودي أكد الصايغ ان المملكة لا تتعامل معنا بطريقة شخصية وعشائرية، وأعتبر أن لا أحد يمشي في هذه الأيام بهذه الطريقة لا السعودية ولا سوريا لأن هناك جيلاً جديداً يقرأ السياسة بطريقة مختلفة. وتابع: "المملكة العربية السعودية والدول الخليجية اكدت لنا انكم اخذتم خياركم نحو ايران بعز الصراع فلتتحملوا مسؤولية خياركم ولذلك وصلنا الى هذه المرحلة".

واضاف: "لقد حولوا الشعب اللبناني الى جِيَف و ان لم نفكر اننا كرهينة وجلاد سيعتقدون ان اللبنانيين يعيشون في سويسرا".

وفي السياق شكر الصايغ المملكة العربية السعودية على جهودها لإنقاذ لبنان ليعود الى سابق عهده، كما توجه للفرنسيين بالقول انه في اللحظة الحاسمة ستعود فرنسا الى خطابها والى العظمة المشهودة فيها. 

ووصف الصايغ الاجواء الاقليمية اليوم بأنها "فرصة مؤاتية ويجب الاستفادة من اراحة الاوضاع الاقليمية، لكن نحن نرفض ان نكون رهائن بيد ميليشيا مسلحة خارج اطار الدولة وتحدد متى الشتاء ومتى الصيف في البلد".

الى ذلك، جزم  الصايغ على انه لا يمكننا الاتفاق مع حزب الله وهو الطرف الذي "لا يسمح لنا بالوقوف بثبات في القضاء ويمنع اجتماع الحكومة الا كما يرغب ويمنع كذلك اجتماعات مجلس النواب الا اذا كانت تناسبه كما يمنع الجيش من الانتشار والقيام بمهامه".

واضاف: نحن نريد السلام لا الاستقرار فالأخير يبني على موازين قوى ويجب التفاعل معه والضامن لهذا لاستقرار قد تتغير اولوياته كما نطالب بإلتزام وانخراط دولي وان يكون لدينا سلام في لبنان بين الاطراف المتناحرة والدول تساعد في ذلك وتستفيد منه".فلبنان ليس ذيلاً للديكتاتوريات التي يتم التعامل معها.

واعتبر اننا  بحاجة لتدخل فعلي حقيقي سياسي جدي لا مجرد كلام فقط كالحديث عن نظام عقوبات اوروبي وهو مجرد إطار فارغ ولم تتم تعبئته بعد على الرغم من إنهيار لبنان ، ومن هو جدي بمعالجة لبنان يضعه اولوية مقابل ملفات المنطقة فلا يمكنهم وضع المصلحة قبل القيم، لافتا" الى وجود خطين في المقاربة اللبنانية: الخط الاول يريد الانتظار الى ما بعد شهر رمضان والإنتهاء من القضية المركزية اي ملف اليمن، اما الخط الثاني فيقول انه لا يجب الانتظار ولربما تفرج في لبنان. وهذه المسارات لا تساعد بعضها إنما تعرقل بعضها .

وعلى صعيد آخر وفي الشق الاقتصادي تطرق الصايغ الى الاستثمار في قطاع الغاز والبترول بعد ترسيم الحدود، متسائلا: " اي نتيجة له لن تتعقم الطبقة الحاكمة؟ فبدلاً من  ان يكون نعمة سيتحول الى نقمة في حال بقي المجرمون و"الحرامية" يكررون نفوذهم وسلطتهم علينا.

واوضح انه يجب الفصل بين السياسيين ورجال الاعمال، قائلا: "العمل business يحتاج الى قيم واخلاقيات، ويجب العمل والتنقيب عن الثروات النفطية ولكن في المقابل يجب ان تربح الشركات بعدل وحسب القانون ويكون هناك توزيع عادل للثروات الوطنية ومن يعمل في السياسة في لبنان لا يحق له ان يستفيد مِن مَن يعمل في الاستثمار".
وشدد على ضرورة وجود رئيس جمهورية بقدرته ومعرفته قادر على مخاطبة الدول ورجال الأعمال والمستثمرين وطمأنتهم للإستثمار في لبنان وذلك عبر التأكيد على إستقلالية القضاء، معتبراً أنه في حال لم يعد لبنان جاذباً للدول وعلى رأسهم فرنسا فعلينا العمل من أجل تغيير هذا الأمر.