المظاهر المسلَّحة في بيروت مؤشرات قوة أم ضعف لحزب الله؟

تزامنت عراضات حزب الله المسلحة بمناسبة احياء ذكرى عاشوراء في بيروت ، مع المهمة التي يقوم بها الموفد الاميركي توم براك للمطالبة بنزع سلاح حزب االله، من ضمن سلسلة مطالب قدمها للمسؤولين اللبنانيين، وصُنِفت بمثابة رسالة استباقية لجواب الدولة اللبنانية على المطالب الاميركية، وتحمل اشارات رافضة لهذا المطلب، عبرَّ عنها الامين العام لحزب الله نعيم قاسم في كلمته بالمناسبة، والتي اعتبرها المراقبون، بأنها موجهة لشد عصب جمهور الحزب ومؤيديه المحبطين من اداء الحزب، بالدرجة الاولى، وما اوصلهم اليه جراء حرب «الاسناد» التي شنها ضد اسرائيل، والتي تسببت بتدمير واسع النطاق للمنازل والممتلكات في الجنوب والعديد من المناطق اللبنانية، واحتلال القوات الاسرائيلية لبعض المواقع الاستراتيجية جنوبا، بينما لاتزال محاولات اعادة اعمار ما تهدم متعثرة، والاعتداءات الاسرائيلية متواصلة، دون رادع او حسيب حتى اليوم. 

ولوحظ ان الظهور المسلح للحزب في العاصمة، ولو كان رمزياً، قوبل بردة فعل شاملة،رافضة ومستنكرة، سياسياً من مسؤولي الدولة، الذين بادروا لملاحقة حملة السلاح،وشعبياً من اهالي بيروت، الذين يستذكرون ما سببه سلاح الحزب في السابع من شهر ايار المشؤوم والسوداوي عام ٢٠٠٨، باجتياح  العاصمة عسكريا من جراح مؤلمة ، زادت  بالتباعد والافتراق عنه، بعد ادانة المحكمة الدولية عناصر منه بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فيما بعد.

لم يبدل الظهور المسلح للحزب في العاصمة من اجوبة مسؤولي الدولة على ورقة المطالب الاميركية، والتي اجمعت على الالتزام والتأكيد على مطلب نزع سلاح ما تبقَّى من سلاح الحزب ، استنادا لخطاب القسم لرئيس الجمهورية ،  وللبيان الوزاري للحكومة ، ولم يبدل في نظرة عامة اللبنانيين الرافضين لبقاء السلاح بيد الحزب والمطالبين بنزعه، وتسليمه للدولة، بعدما فقد كل ادعاءات وجوده ووظائفه الوهمية، في المواجهة مع اسرائيل.

اكثر من ذلك، تزامنت عراضات الحزب المسلحة مع تصاعد الاعتداءات والقصف والاغتيالات الاسرائيلية ضد كوادره ومواقعه، في العديد من المناطق، ولم يبادر الى ردع او منع او الرد عليها، بسلاحه الذي يرفض تسليمه للدولة، ويدعي انه لمواجهة اسرائيل، ما يظهر بوضوح ان هذه العراضات، انما هي مؤشرات الضعف والوهن الذي اصاب الحزب ، وليس من مظاهر القوة الني يدعيها زوراً في الوقت الحاضر.