الميغاسنتر ذريعة.. ساعة الحقيقة في الرئاسة الأولى!

كتب شادي هيلانة في وكالة أخبار اليوم:

"لا صوت يعلو هذه الأيام على صوت الانتخابات النيابية. الّا انّ أحزاب السلطة تفضّل تفادي الاستحقاق لأسباب واعتبارات مُرتبطة  بالظروف الصعبة والواقع الشعبي لديها، ومنها  التيار الوطني الحر الذي كما يروّج بعض خصومه، يسعى إلى "تطيير" الانتخابات بذرائع تقنية، لعلّ آخرها وأبرزها "الميغاسنتر".

... القِفلُ سياسي بإمتياز، ولا يمكن فتحه بمفاتيح لوجستية او عملية.

عملياً، للرئيس ميشال عون وللنائب جبران باسيل حسابات أُخرى، لا سيما بعد أنّ دفعا أثماناً باهظة مقابل تحالفهما مع الفريق الأقوى في البلاد ايّ "حزب الله". فالتيّار تصدّع بفعل مشاركته القوى التقليدية في السلطة، وبفعل خساراته الشعبية المتلاحقة، لن يتوانى عن خوض المعركة التي قد تكون الأشرس، وهي الرئاسة الأولى لارتباطها بوجوده السياسي.

فعون يُدرك تماماً حجم المعركة، وهو وحده يملك القرار في مصيرها، ولباسيل تأثير  ورأي وموقف بطبيعة الحال. ومعلوم ان فرص رئيس "التيّار" ضعيفة رئاسياً، بسبب "الفيتوات" المَرفوعة داخليّاً و"العقوبات" المفروضة خارجيّاً.

وفي ظلّ هذا المشهد يسأل مطلعون بعد غربلة الأسماء - من سيكون "خليفة" ميشال عون؟

 لكنّ كلّ ما يحدث على بقعة الشطرنج الإنتخابية المُلتهبة بات يُربط فوراً باستحقاق رئاسة الجمهورية. فقائد الجيش جوزاف عون، بحكم موقعه، صاحب أوسع مروحة من العلاقات الداخلية والخارجية، فيما  يحظى حالياً بغطاء شعبي غير متوافر لأيّ حالة حزبية أو سياسية، بانت بوضوح خلال زياراته المُتكررة الى اكثر من منطقة لبنانية كانت آخرها طرابلس، حيث لقي ترحيباً حارّاً من مرجعيات سياسيّة ودينية لها حيثيتها في المدينة.

في المقابل، يرى بعض المُحلّلين بأنّ هدف حزب الله الأول، قطع طريق الرئاسة أمام قائد الجيش، الامر الذي برز جديّاً عندما تساءل أمين عام الحزب السيّد حسن نصر الله عمّا يفعله الضُباط الأميركيون في اليرزة.

وفي السياق عينه، تعلق مراجع سياسية مُتابعة لمشهد الاستحقاقات الداخلية، انّ القوى الحاكمة تعمد عن سابق اصرار وتصميم الى اعتماد التدمير المُمنهج لركائز الدولة، وتقول لِوكالة "اخبار اليوم" انّها لم تتوانَ عن إستهداف القضاء إلى القطاع المصرفي، ومن إستهداف الإقتصاد والتجارة الخارجية، وصولاً إلى مصالح اللبنانيين ونسف الانتخابات النيابية، وترى انّ ما من شيء يحول دون إستكمال هذه السياسة التدميرية لتشمل الجيش وقائده، بحجّة تأثُره بالأميركيين.

وتختم المراجع، انّ هذه القوى ذاتها تمنع تنفيذ القرارات الدولية التي يُطالب العالمان العربي والغربي بتطبيقها، حتى يعود لبنان إلى سابق عهده المُزدهر والمُنفتح."