باراك زار باريس: السلاح والتجديد لليونيفيل.. ومخاطر الحرب

علمت "المدن" أنّ الموفد الأميركيّ توم باراك قام يوم الخميس بزيارة إلى باريس، حيث التقى وزير الخارجيّة الفرنسيّ جان-نويل بارو. وتركّز البحث على سُبل التعاون في الملفّ اللّبنانيّ، ولا سيّما منع تجدّد الحرب، وحصر السّلاح بيدّ الدولة، وتمديد ولاية قوّة الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان (اليونيفيل)، إضافةً إلى مناقشة الورقة الأميركيّة المطروحة بهذا الخصوص. كما تطرّق الجانبان إلى إمكان تعزيز التنسيق في الملفّ السّوريّ.

ودانت الخارجيّة الفرنسيّة الضربات الإسرائيليّة في لبنان خصوصًا عندما يسقط ضحايا مدنيون، موضحةً في تصريحٍ صحافيّ بأنّ اتفاق التهدئة مع إسرائيل ينصّ على أنّ الجيش اللّبنانيّ وحده المكلّف بنزع السّلاح في الجنوب.

وأشارت الخارجيّة إلى أنّ "اليونيفيل" وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السّلاح إلى الجيش اللّبنانيّ، مؤكًدةً أنّنا نتواصل مع شركائنا الأميركيين حول لبنان ويجب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده.

لقاءات عون

وفي سياقٍ منفصل، استقبل الرئيس عون في القصر الجمهوريّة رئيس الحكومة نواف سلام، وتركّز اللقاء على التنسيق بين الرئيسين حول التحضيرات للردّ اللّبنانيّ على "ورقة باراك".

كما وزار السّفير المصريّ علاء موسى قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، وأكّد "دعم مصر الكامل لخطوات الرئيس عون"، معتبرًا مقاربته "واقعية ومنطقية"، ومشيرًا إلى "إشارات إيجابيّة في موضوع حصريّة السّلاح".

واستقبل عون النائب جورج عدوان الذي قال بعد لقائه: "لدينا فرصة استثنائية للعبور نحو الدولة عبر فرض السيادة على كامل الأراضي واستعادة بناء المؤسسات"، ثمّ ثمَّن "موقف رئيس الجمهورية أمام مجلس القضاء الأعلى"، معتبرًا إياه "رسالة قوية تمهيدًا لإقرار التعيينات"، ومؤكّدًا أنّ الرئيس "يدفع في اتجاه تمكين مجلس القضاء من اختيار الأكفأ والأجدر".

وفد "التوازن الوطني"

أيضاً، استقبل رئيس الجمهورية وفد "التوازن الوطنيّ" الذي تحدّث باسمه رئيس تحرير جريدة "اللواء" صلاح سلام، فاعتبر أنّ "الرئيس عون يمثّل في شخصه معنى الالتزام والتفاني في خدمة الوطن، وقد دخل إلى موقع الرئاسة من بوابة التضحية والانضباط والوفاء للمؤسسة العسكرية والوطن على حدّ سواء"، معربًا عن ثقته بقدرته على جمع الشمل وتمكين الدولة من استعادة هيبتها ومكانتها.

من جهته، رحّب الرئيس عون بالوفد، مشدّدًا على ضرورة تضافُر جهود اللّبنانيّين وتضامنهم لتجاوز التحديات القائمة، والانتقال بلبنان إلى مرحلة من الاستقرار والأمن والازدهار.وأعاد التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية الّتي "تشكل الردّ الحقيقيّ على كلّ التحديات". وأوضح، ردًّا على بعض التأويلات الأخيرة، أنّه متفق مع مفتي الجمهوريّة عبد اللطيف دريان منذ كان قائدًا للجيش على المصلحة الوطنيّة، وأنّ ثمّة تنسيقًا مستمرًّا مع الرئيس السوري أحمد الشرع حول العديد من القضايا المشتركة. وأثنى على "القيمة المضافة التي يشكّلها كل مكوّن لبنانيّ"، معتبرًا أنّ الطائفة السنية هي رمز الاعتدال في الداخل وتشكل عمق الانتماء للمحيط العربي والخارج، وقد دفعت أثمانًا غالية من دماء أصحاب السماحة ورجال الدولة على السواء. وأضاف: "لا يمكن لأي فريق أن يلغي فريقًا آخر في لبنان، كما أنّ لا فضلَ لطائفة على أخرى. الحرب الإسرائيلية الأخيرة استهدفت كل لبنان، كما لم ترحم الحرب الاقتصادية أحدًا من أبنائه".

وحذّر من أعداء الداخل الذين يلعبون على الوتر الطائفيّ حرصًا منهم على مصالحهم مع الخارج، نافيًّا الأخبار المتداولة أخيرًا عن دخول مجموعات إلى لبنان أو استعدادات لاقتحامات على الحدود اللّبنانيّة-السّوريّة. وأكّد أنّ التنسيق جارٍ على قدمٍ وساق على هذه الحدود مع الجانب السوري لمنع التهريب. وفي موضوع مكافحة الفساد، شدّد على أنّ الأمر يتم على كامل الأصعدة، مؤكدًا: "لا لونَ أو طائفة أو مذهب للفساد، ولا تمييز في مكافحته؛ فكلّ مرتكب سيعاقَب وفق القانون".

ودعا إلى النظر في الإيجابيات المتحقّقة، لا إلى التصويب فقط على السلبيات، مؤكدًا الحرص على عدم الاستسلام أمام المتضررين من قيام الدولة. وأشار إلى أن الاختلاف في الرأي طبيعي، وأن ما قامت به الحكومة حتى الآن يُعَدّ إنجازًا كبيرًا.

وقال ردًّا على سؤال: "في عهدي لن يكون هناك تهميش لأي مكوّن لبنانيّ"، داعيًا إلى تجاوز الحسابات الضيقة والنظر إلى المصلحة العامة. وأوضح أن لبنان وصل إلى حاله الراهنة بسبب تفشي الفساد وغياب المحاسبة التي يشكّل القضاء رأس حربتها، مشددًا على ضرورة الانطلاق الجدي في مكافحة الفساد.