باسيل يفتح النار في كل الاتجاهات: رياح الرئاسة لا تسير كما تشتهي سفنه

 صوّب رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل على القوات اللبنانية والقوى المعارضة من جهة وعلى رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة ثانية، في كلمته من البترون مساء الخميس، وذهب بعيدا في هذا الانتقاد متحدثا من جديد عن "تحالف الطيونة".

باسيل قال: كأن الجميع متفقون على استمرار الفراغ الرئاسي وبهذا الدستور سيكون هناك فراغ لسنوات، يريدون أن يفرضوا علينا رئيس تمثيله ضعيف ولا يتحدثون إلا بالمحاصصة ونقول للفريق المعارض تعالوا لنضع برنامج ومواصفات، وأنا خائف من أن نكون قد عدنا الى تحالف الطيونة لتطيير الفرصة والرئاسة والمعارضة كأنها تخدم من دعا للحوار. وعلق باسيل على خطاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الاخير، فقال: لم نسمع منهم كلمة عن النازحين بخطاب سنوي مدّته ساعة! "بس مسبّات" وكأنه لا يوجد جريمة متجدّدة في حق الكيان اللبناني ووجوده. واعتبر أن "عندما نتوصل مع الفرنسيين الى صيغة تشاور وتحاور محدود بالبرنامج والزمان والشكل وينتهي بجلسات مفتوحة تؤمّن حصول الانتخاب، يقوم رئيس المجلس بالدعوة إلى حوار تقليدي في مجلس النواب، ويقول انها مبادرة منه وعن صيغة ملتبسة تحت الضغط للجلسات المتتالية، وكأنّ هناك نيّة لتطيير الفرصة، وفي المقابل المعارضة ترفض الحوار في المطلق وتعتبره ابتزازاً لجلسات الانتخاب، وكأنّها تقدّم خدمة لصاحب المبادرة لتطيّر الجلسات المفتوحة".

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" فإن باسيل في نبرة خطابه هذه، لا يبدو مرتاحا الى مسار الامور رئاسيا. فهو في دفاعه عن اللامركزية التي اكد ان "لن يستفيد منها اهل البترون فقط، بل كل اللبنانيين" بدا يعلن وإن في شكل غير مباشر ان حزب الله ليس داعما لمطلبه هذا وان الحوار الثنائي الذي يدور بين التيار والحزب لا تجري رياحُه كما تشتهيه سفنُ باسيل.

الى ذلك، فإن انتقاده رئيس القوات اللبنانية ورفضَ الاخيرة ومعها اقطاب معارضون، الدعواتِ الى الحوار، يؤشر الى ان الامور بين الطرفين اللذين تقاطعا على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، لم تعد على ما يُرام وانها آيلة الى طلاق في المرحلة المقبلة، سيما مع عودة الموفد القطري الى بيروت في قابل الايام، والذي يتردد انه سيحمل اسما تسوويا قد يكون قائد الجيش العماد جوزيف عون. اما تصويبُه على مبادرة بري، فمستغرب اذ ان تكتله اعلن عن مشاركته في الحوار شرط توضيح بعض جوانبه لكن باسيل لم ينتظر اصدار بري اي توضيحات، علما ان ما نُقل عنه خاصة على لسان النائب سجيع عطية، يصب في خانة ما يطلبه التيار.

وبعد، "غضبةُ" باسيل ليست مستغربة، فهو يشعر ان مرحلة تضييع الوقت وحرقه انتهت وان الحزب يبدو سينصاع للارادة الدولية بالسير بحل توافقي تسووي، ولقاء النائب محمد رعد قائد الجيش، خير دليل على ذلك، ما سيشكّل انتكاسة لرئيس التيار، تختم المصادر.