بالصور: صفقة مشبوهة في وزارة الداخلية

حلقة جديدة من مسلسل الفساد المستشري في الدولة اللبنانية بأجزائه غير المعدودة، تدور أحداثها بين وزارة الداخلية ومجلس الوزراء وشركة "انكربت".

فقد كشف المرصد اللبناني للفساد عن طلب وزارة الداخلية من رئاسة مجلس الوزراء تلزيم طباعة إخراجات القيد بالتراضي لشركة "انكربت" المملوكة من هشام عيتاني، بعد إلغائها المناقصة.

وفي السياق، أشار منسق "المرصد اللبناني للفساد" شارل سابا إلى أن "شركات عدة شاركت في المناقصة التي أجريت، وقد وصل السعر الأدنى المعروض من قبل إحدى الشركات إلى حوالي الـ900 مليون ليرة لبنانية، وعلى الرغم من ذلك لم يتم تلزيمها المشروع بل طلبت وزارة الداخلية تلزيم شركة "انكربت" المشروع بالتراضي مقابل 800 مليون ليرة لبنانية".

وأوضح سابا، في حديث لـKataeb.org، أنه "لا يمكن تلزيم أي شركة تكون قد شاركت في المناقصة واطلعت على السعر الأدنى المقدم من احدى الشركات، والذي يعطيها الحق بأن تنفذ المشروع لأن هذا السعر هو الأدنى. وما حصل هنا أن طلبت وزارة الداخلية من شركة "انكربت" التي شاركت في المناقصة ولم تقدم السعر الأدنى، بأن تكسر سعر الشركة الفائزة، بعد فضّ العروض، عوضا عن التفاوض مع الشركة الفائزة أو اعادة المناقصة".

وأشار الى أن "قانون المحاسبة العمومية ينصّ وبشكل واضح على مبررات معينة لابرام اتفاق بالتراضي وهو ما لا ينطبق على الحالة هذه، علما أن مبررات أمنية أعطيت لتغطية هذا التدبير"، متسائلا "طالما أن مبرر التلزيم بالتراضي هو أمني بحت، فكيف لوزارة الداخلية أن تجري مناقصة لتلزيم إحدى الشركات من الأساس. وأين كان المبرر الأمني في حينها؟".

تجدر الإشارة الى أن شركة "انكربت" تتعهد كل تلزيمات وزارة الداخلية من اخراجات القيد وجوازات السفر البيومترية الى دفاتر السوق ولوحات أرقام السيارات والإشراف على مراكز المعاينة الميكانيكية، وبالتالي فإن معلومات الدولة اللبنانية والشعب اللبناني كلها أصبحت محتكرة بيد عيتاني وشركته.

ولفت سابا الى أن "مجموع عائدات شركة عيتاني يفوق الـ651 مليون دولار، فقط من وزارة الداخلية وهي تحصل على ذلك عبر مناقصات مشبوهة لأنها لا تتقدم دائما بالسعر الأدنى".

ونكرر السؤال الذي يتردد دائما: ما هو سبب فقدان الشعب اللبناني ثقته بالدولة اللبنانية؟ إليكم الإجابة: كيف يمكن للمواطن أن يثق بسلطة تتاجر بأوراقه الثبوتيّة؟ كيف يمكن للبناني أن يعتمد على مسؤولين يسرقون ماله في كل فرصة متاحة ويعيشون بنعمة على حساب عرق جبينه؟

أماندا معوّض