تخوف رسمي لبناني من تسرب سوري جراء «الزلزال الكبير»!

يتفاعل موضوع الوجود السوري في لبنان، وسط كباش قوي بين المنظمات الدولية والقوى السياسية والشعبية اللبنانية، المطالبة بضرورة اعادة السوريين الى المناطق الآمنة، وتحويل المساعدات التي يتقاضونها في لبنان الى اماكن تواجدهم في سوريا.

لكن بعد وقوع الزلزال المدمر في جنوب تركيا وساحل سوريا، والذي ذهب ضحيته اكثر من 40 الف مواطن في البلدين، تخوفت مصادر رسمية عبر “جنوبية”، من “عملية تسرب نازحين سوريين عائدين من تركيا بإتجاه لبنان، خصوصا ان عددا كبيرا منهم لديه اقارب نزحوا منذ العام 2011 وحتى اليوم”. واشارت الى “ان ما يشجع على ذلك هو تفلت الحدود اللبنانية السورية وكثرة المهربين، واعتراف الدوائر الامنية الرسمية برخاوة الحدود، وعدم القدرة الكافية على مراقبة كل الحدود الممتدة من الشمال الى الشرق بطول 375 كيلومتر، والتي تُشكل معظم الأراضي الحدودية من لبنان، بإستثناء الجنوب”.

وكشفت عن انه “في اليوم الثاني بعد الزلزال الذي وقع في جنوب تركيا والساحل السوري، عاد الى سوريا 16600 نازح سوري من تركيا في يوم واحد، ما يعني ان مئات الالاف سوف تعود ادراجها، ما يؤشر ان المنطقة التي وقع فيها الزلزال يوجد فيها اكثر من مليون ونصف سوري من اصل 3 ملايين و 762 ألفًا و 385 شخصًا، بحسب بيانات المديرية العامة لإدارة الهجرة، وقد ازداد عدد السوريين بمقدار 25 ألفاً و 16 شخصاً منذ بداية 2023”.

ومع وقوع الزلزال وسوء الوضع الاقتصادي والمعيشي ومع ضعف التفاعل السياسي، ان كان في مناطق النظام او مناطق المعارضة التي يسيطر عليها الاكراد من جهة والنصرة من جهة ثانية، يفضل النازح، بحسب مصدر أممي معني ل “جنوبية”، “اما التوجه غربا وهو متعذر جدا نتيحة تشدد المراقبة الحدودية، وعوامل الطقس الشتوية الصعبة للانتقال بالبحر نحو قبرص او ايطاليا، او التوجه شرقا بإتجاه الاردن او العراق نظرا للتداعيات الامنية الخطيرة”. وأردف”: ولا يبقى الى المسرب الجنوبي نحو لبنان، الامر الذي يشجع السوريين نتيجة ضعف المراقبة الحدودية وسهولة استقبالهم من قبل اقاربهم، وعدم متابعة ملفاتهم في متابعة وملاحقة ملفات كل سوري في لبنان على غرار البلدان التي تستضيف نازحين سوريين”. ولفت الى انه “لا يوجد في لبنان احصاءات رسمية جدية لاعداد السوريين، ففي الوقت الذي تنشر مفوضية اللاجئين اعداد السوريين بما يقارب المليون، تؤكد دوائر الامن العام انهم اكثر من مليونين نازح لان هناك اعدادا كبيرة لم تسجل في الدوائر المختصة”. ومن جهتها، تأخذ جمعيات مناهضة للوجود السوري في لبنان، بحسب مصادرها ل “جنوبية”، على “بعض الدوائر المدنية عدم المتابعة الجدية في مراقبة ومتابعة ملفات السوريين، بحيث ان ولادات النازحين غير دقيقة، ولا تسجل على نحو صحيح، في حين ذكرت معلومات مفادها أنه مقابل كل 8 ولادات للنازحين السوريين هناك ولادة واحدة للبناني، وهذه المعطيات لها تأثير سلبي على التركيبة الديموغرافية للبنان، وسط الهجرة المتزايدة لأبنائه إلى الخارج”. وذكرت ان “الولادات ارتفعت كثيراً في الأعوام الأخيرة لتتخطى 250 ألف سوري سنوياً، بينما لا يتعدى رقم الولادات اللبنانية 51 الفاً، ما يطرح أسئلة عن التغير الديمغرافي اللبناني الهش والحساس”.

وأشارت الى “أن عدم تسجيل الأطفال حديثي الولادة مشكلة ظهرت مع بدء اللجوء السوري إلى لبنان، خصوصا الذين يولدون في البيوت او في العيادات خارج المستشفيات”. وخلصت المصادر الى ان “المرحلة المقبلة كفيلة بكشف حجم التسرب الذي وصل لبنان من تركيا او سوريا وسط “صراخ” اللبنانيين، من عدم القدرة على التحمل من الازمات المالية والاقتصادية والمعيشية المتلاحقة ومن بينها العبء السوري على لبنان”.