المصدر: الانباء الكويتية
الأربعاء 16 تموز 2025 00:37:23
لم يسلم التلامذة المتقدمون إلى الامتحانات الرسمية الخاصة بنيل شهادة الثانوية العامة «البكالوريا اللبنانية» بفروعها كافة من الضربات الإسرائيلية في اليوم الأخير من الدورة الأولى للامتحانات.
فقد تساقط الزجاج داخل ثانوية شمسطار الرسمية قرب بعلبك، أثناء تقديم التلامذة الامتحانات، بعد غارات للطيران الحربي الإسرائيلي على جرود بوداي وبريتال قرب بعلبك ضمن سلسلة جبال لبنان الشرقية.
وحلق الطيران الحربي الإسرائيلي كذلك فوق كسروان والمتن وجرد جبيل.
ضربات إسرائيلية لم تتوقف على الرغم من الاعلان عن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، إثر الحرب الإسرائيلية الموسعة اعتبارا من 20 سبتمبر، والتي نالت من التركيبة القيادية لـ «حزب الله»، وأحدثت فارقا في نتائج الحرب لصالح إسرائيل التي تتصرف على انها منتصرة، خلافا لما انتهت اليه حرب يوليو 2006 من حالة أقرب إلى التعادل بين إسرائيل و«الحزب»، على الرغم مما أصاب لبنان من دمار في بناه التحتية كافة.
وفي هذا السياق، يبذل أركان الدولة اللبنانية جهودا للوصول إلى تنفيذ حقيقي لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل الجانب الإسرائيلي. الموقف اللبناني نقل إلى الإدارة الأميركية، إحدى الدولتين الراعيتين لاتفاق وقف إطلاق النار، كرد على «الورقة الأميركية» التي حملها المبعوث توماس باراك. وحكي الكثير عن رد أميركي سلم إلى السلطات اللبنانية، وتضمن إيجابية مغلفة بمهلة حددت نهاية السنة الحالية لحصر سلاح الحزب. وهذا الأمر كانت عرضته السلطات اللبنانية، مع مطالبتها الجانب الأميركي بالضغط على إسرائيل لسحب جيشها من أراض لبنانية محتلة، إلى وقف الضربات الجوية والتوغلات البرية.
وتوازيا، يعمل الجيش اللبناني على تأمين الالتزام بالتعهدات الأمنية اللبنانية في اتفاق وقف إطلاق النار، إلى حفظ الأمن في الداخل ومراقبة الحدود الممتدة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصولا إلى البقاع والشمال والساحل الشمالي على طول الحدود مع سورية، فضلا عن القيام بمهمات دقيقة لجهة القضاء على معامل المخدرات وملاحقة مطلوبين وكل حائزي اسلحة يقومون بأنشطة في هذا السياق.
وقال مصدر نيابي لـ «الأنباء»: «ينفذ الجيش اللبناني مهمات دقيقة، ويتفوق على ضعف الإمكانات وتدني الرواتب وأشياء عدة، ولا يتراخى إطلاقا، لا بل يصبح أكثر قوة في أوقات الشدة التي لا تكاد تغيب عن يومياتنا اللبنانية».
وتابع: «طلب إلي من قبل جهات رسمية التحرك على خط عوكر (السفارة الأميركية) وحارة حريك (قيادة «حزب الله»). وأعتقد ان موضوع تسليم السلاح بات محسوما، والمشكلة في التوقيت والضمانات، ولا بد ان تسلك طريقها إلى مساحات تلاق، شرط ألا تعاكسنا الرياح الإقليمية». وأبدى أسفه لتكرار نكث الوعود الخاصة بالسلاح الفلسطيني.
وأكد مصدر مقرب من مرجع رسمي لـ «الأنباء» وجود «توافق تام حول مفاوضات نزع السلاح وبسط سلطه الدولة، بين لبنان ممثلا بالرؤساء الثلاثة من جهة، والجانب الأميركي عبر الموفد توماس باراك» من جهة أخرى. ورأى «ان الخلاف الذي يعبر عنه الجانب الأميركي هو حول المهل ومدى قدرة لبنان على الالتزام بها قبل نهاية السنة الحالية، مع خشية عبر عنها الجانب الأميركي أكثر من مرة، من ان يكون المسؤولون في لبنان يحاولون شراء الوقت من خلال المماطلة بتنفيذ الخطوات المطلوبة خوفا من اصطدام داخلي، أشار اليه مرارا الجانب اللبناني، ويدركه جيدا الموفد الأميركي». وأشار المصدر «إلى ان كل ما يثار من مخاوف عن حصول مشاكل من خارج الحدود أو وجود عصابات إرهابية وخلايا نائمة تهدد بيئة الحزب ليست في محلها، لأن المطلوب هو السلاح الثقيل أي الصواريخ البعيدة المدى، بعدما تم التسليم بنزع كل الأسلحة من جنوب الليطاني. فيما المطلوب شماله وبقية مناطق لبنان الصواريخ التي يصل مداها إلى إسرائيل، مع ترك في المقابل معالجة السلاح الخفيف والفردي للحكومة اللبنانية، لتحاور بشأنه جميع الأحزاب والقوى السياسية».
واستبعد المصدر نفسه عودة قريبة للموفد الأميركي إلى لبنان، بعدما تلقى الجانب اللبناني الرد الإيجابي من حيث المبدأ على الآلية التي وضعها لبنان، والتي أخذت درسا معمقا ومطولا من قبل لجنة خاصة تمثل الرؤساء الثلاثة.
في الجلسة النيابية الخاصة بمناقشة سياسة الحكومة، تفاوتت مداخلات النواب بين المطالبة بنزع سلاح «حزب الله» وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وبين دعوات إلى تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي. وكان موقف لنائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» جورج عدوان جاء فيه: «بيت القصيد يتعلق بقيام الدولة. أمل اللبنانيون أننا انتقلنا مع هذه الحكومة من وضع غير سليم على مدى سنوات متمثل بوجود دويلة خارج الدولة، واعتقد اللبنانيون أن الدولة ستستعيد قرارها أو ستستعيد هيبتها وستستعيد سيطرتها على كامل التراب اللبناني». وأضاف: «الحكومة غير قادرة على حماية (اليونيفيل) الذي يدعم لبنان. مضت الأشهر ولم يتغير شيء بشأن السلاح والإصلاح».
في أبرز أنشطة قصر بعبدا، كلام لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون أمام وفد من جمعية الصناعيين اللبنانيين، فيه: «حريصون على حماية القطاع الصناعي من التهريب، ومعالجة مشاكل الضرائب وسائر التحديات التي يواجهها الصناعيون. فهم صناع الأمل لمستقبل اقتصادي واعد».
وفي شق مالي، أصدر حاكم مصرف لبنان كريم سعيد قرارا حظر فيه التعامل مع شركات الصرافة وتحويل الأموال والجمعيات والهيئات غير المرخصة.
وفي جانب إنساني، نوهت «لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان» بـ «موافقة مجلس الوزراء على مشروع مرسوم تعيين 10 أعضاء جدد في الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا».