تفاصيل مناقشات الحكومة الاسرائيلية وقادة الجيش حول تحييد لبنان

أثار التصعيد الأخير للعنف في جنوب لبنان والرد الإسرائيلي عبر شن غاراتٍ طاولت لبنان وغزة، حالة من الجدل، خوفاً من دخول لبنان في معتركٍ صعب في ظل ما يعيشه من أوضاعٍ اقتصادية وسياسية مزرية، ولا سيما أن أصابع الاتهام توجه محلياً وخارجياً للفصائل الفلسطينية بتورطها في إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل.

لا تصعيد
في هذا الإطار، نقل موقع "أكسيوس" الاستخباراتي الأميركي، عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولهما إنّ إسرائيل ركزت ضرباتها الليلية في غزة ولبنان على أهدافٍ لحركة حماس في محاولة لتجنب صراعٍ أوسع مع حزب الله.

وعن احتمال تمدد الصراع، قال المسؤولان الإسرائيليان إن مجلس الوزراء الإسرائيلي، وضمن مناقشة مسألة رد الدولة العبرية على وابلٍ من الصواريخ أُطلقت من لبنان يوم الخميس على المستوطنات الإسرائيلية، خلص إلى أن إسرائيل ليس لديها أي مصلحة في الانجرار إلى حربٍ في لبنان من شأنها المخاطرة بالتحول إلى صراع إقليمي.

إسرائيل تتهم حماس
وحسب الموقع الأميركي، حمّلت إسرائيل حركة حماس مسؤولية إطلاق الصواريخ من لبنان، وردت بشن غاراتٍ على الأنفاق ومواقع تصنيع الأسلحة في غزة، التي قال الجيش الإسرائيلي إن حماس استخدمتها. ثم شنت ضرباتٍ نادرة ضد أهداف لحركة حماس في جنوب لبنان.

وعلى الجانب الآخر، لم تعلن حماس مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ من لبنان، لكنها قالت إنها تحمل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير والعدوان السافر على قطاع غزة والعواقب التي ستلحق بالمنطقة".

وقد رفع الجيش الإسرائيلي جميع القيود المفروضة على تحركات المدنيين في البلدات والمدن القريبة من الحدود مع كلٍ من غزة ولبنان، وهي علامة وجد فيها الموقع الأميركي مؤشراً واضحاً على هدوء التوتر، رغم استدعاء الجيش الإسرائيلي بعض قوات الاحتياط، خصوصاً من وحدات الدفاع الجوي والقوات الجوية.

كواليس المناقشات الأمنية
ويقول مسؤولٌ في وزارة الدفاع الإسرائيلية لموقع "أكسيوس"، أنه خلال المشاورات التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت مع القيادات الأمنية العليا قبيل اجتماع مجلس الوزراء الأمني يوم الخميس 6 نيسان، قدم الجيش الإسرائيلي والموساد، تقييماتٍ مختلفة حول ما سيكون رد حزب الله على الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان.

وكشف المسؤول الدفاعي نفسه، عن تشديد رئيس الموساد، ديفيد بارنياع، بأن حزب الله سيرد على الأرجح على أي غارةٍ جوية إسرائيلية، وبذلك اقترح ضرب الحزب إضافةً إلى أهداف حماس وبعض الأهداف في لبنان. لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، قال إن المصلحة الإسرائيلية تتمحور بإبقاء حزب الله خارج المعادلة، وللقيام بذلك، يجب برأيه أن يظل رد إسرائيل منحصراً بحماس.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن موقف هاليفي ساد في نهاية المطاف باعتباره التوصية التي سيتم اتخاذها في اجتماع مجلس الوزراء الأمني.

حدود الرد الإسرائيلي
بعد إطلاق الصاروخ من لبنان يوم الخميس، نقل حزب الله، كما يكشف المسؤول الدفاعي الإسرائيلي للموقع الأميركي، رسائل إلى إسرائيل عبر عدة وسطاء دوليين مفادها أنه لم يكن جزءاً من الهجوم الصاروخي ولم يكن على علم مسبق به. مضيفاً إنّ تقييمات المخابرات العسكرية الإسرائيلية تميل إلى قبول ادعاء حزب الله على أنه واقعي.

في السياق، قال مسؤولون إسرائيليون للموقع الأميركي إنّ إحدى القضايا الرئيسية التي نوقشت خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في وقتٍ لاحق من يوم الخميس، كان محورها نطاق الرد الإسرائيلي في لبنان. وهنا، أفاد مسؤولٌ في وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن قادة الأمن أبلغوا الوزراء أن الرد الأوسع على حزب الله قد يؤدي على الأرجح إلى إطلاق الحزب إياه صواريخ دقيقة على المدن الإسرائيلية، ما قد يتصاعد إلى حربٍ شاملة.

وهكذا، صوّت جميع الوزراء، وفق مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية، لصالح توصية الجيش الإسرائيلي بتركيز الرد على حماس. ويشير المسؤولان نفسهما بأن الهدف الرئيسي للرد كان تجنب الاشتباك العنيف مع حزب الله في لبنان ومنع حماس من إشعال جبهتين في لبنان وغزة. وقد أكد أحدهم هذا الأمر لـ"أكسيوس" بقوله: "لقد تم تحقيق هذا الهدف حتى الآن".

ويختم الموقع الأميركي بالقول أن مسؤولي حزب الله قللوا من شأن الضربات الجوية الإسرائيلية وامتنعوا عن تصعيد الخطاب. ويظهر ذلك جلياً عندما سُئل أحد نواب حزب الله عن تصاعد التوتر في الجنوب، في حديثٍ مع إذاعةٍ تابعة للحزب صباح الجمعة، فاكتفى هذا الأخير بالرد "لا تعليق".