المصدر: نداء الوطن
الكاتب: لارا يزبك
الأربعاء 30 نيسان 2025 07:37:13
في المواقف والسلوكيات، يتقاطع "حزب الله" وإسرائيل عند نقطة إضعاف الدولة اللبنانية وتحديداً عهد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وإذا كان أداء كهذا، متوقّعاً من "العدو"، إلا أنه مستغرب من قِبل فريق لبناني.
موقف "الحزب"
"الحزب" يعرف جيّداً، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"نداء الوطن"، أن لبنان لن يتعافى من الانهيار المالي والاقتصادي الذي يتخبّط فيه منذ أعوام، ولن ينفض عنه غبار "حرب الإسناد"، إذا لم يطبّق اتفاق وقف النار ولم ينفّذ مضمونه وما جاء في خطاب القسم والبيان الوزاري أيضاً، لناحية حصر السلاح بيد القوى الشرعية.
لكن رغم ذلك، يمعن في رفض فكرة تسليم السلاح ويعلن أن أقصى ما يمكن أن يوافق عليه، هو البحث في استراتيجية دفاعية يكون هذا السلاح، جزءاً منها. وقد عاد وكرر الأمين العام لـ "الحزب" الشيخ نعيم قاسم هذا الموقف مساء الإثنين حين أكّد "أننا لن نتخلى عن قوة لبنان"، سائلاً: "بعدما أوقفنا كل الألوية على حدود بلدنا يُراد منا أن نقدّم تنازلات"؟ مشدّداً على أن "لبنان كان وسيبقى قوياً بمقاومته وجيشه وشعبه ، ولن نعود إلى زمن تتحكم أميركا وإسرائيل فيه بنا". وتوجّه للدولة اللبنانية قائلاً: "ما بقى تقدّمي تنازلات ليرضوا عنّك، ما رح يرضوا عنّك"، مضيفاً "قِفي على قدميك ولا تقدّمي تنازلات للعدو، لنستطيع أن ننهض بالبلد، وحتى أميركا تقف عند حدّها إذا وقفنا وقفة صحيحة".
جنون إسرائيل
في الموازاة، تتابع المصادر، إسرائيل تواصل تصعيدها العسكري على الأرض، وكأن لا اتفاق وقف للنار. هي تستمر في احتلال أراضٍ لبنانية جنوباً وترفض الانسحاب منها، كما أنها تضرب ساعة تشاء، قلبَ الضاحية الجنوبية بعذر وبغير عذر، وتقصف في البقاع وعلى الحدود الشرقية وتغتال قيادات في "الحزب" وفي فصائل "الممانَعة" أينما كانوا وعندما تريد. هذا "الجنون"، وفق المصادر، يُضعف قدرة الدولة اللبنانية على إقناع "الحزب" بتسليم السلاح والتجاوب مع حوار رئيس الجمهورية لهذا الغرض، ويزيد "الحزبَ" تشدداً وتصلّباً، ويقدّم له كلَ الذرائع التي يحتاج، ليعزّز موقفه الرافض أي تسليم للسلاح. وليكتمل المشهد، تُحمّل تل أبيب، الحكومة اللبنانية مسؤولية عدم تنفيذ وقف النار ومسؤولية أي تدهور قد ينجم عن ذلك.
تبادل خدمات
العَدوّان المُفترضان إذاً، أي "الحزب" وإسرائيل، يخدمان بعضهما البعض، مِن حيث يدريان أو لا يدريان. والوضعية التي أرسياها في الميدان، برفضِ الأول، بالمطلق، تسليم السلاح، ورفض الثانية الانسحاب ووقف الغارات لأن لبنان لم يطبّق اتفاق وقف النار، إنما ضحيتها الدولة اللبنانية والشعب اللبناني. فهم سيبقون في الحفرة التي هم فيها ولن يمد لهم أحدٌ حبلَ نجاة.
عليه، المطلوب مِن الدولة أن تضرب يدها على الطاولة، وتردع كل مَن يحاول، في الداخل والخارج، عرقلة مسار إعادة النهوض الذي وُعد به اللبنانيون مع انطلاق عهد الرئيس عون، تختم المصادر.